تعهد يوسف أوشيش، مرشح جبهة القوى الاشتراكية للرئاسيات، أمس من العاصمة، و وهران برفع القيمة المالية لبناء السكن الريفي إلى 2 مليون دج، وذلك عبر صندوق تنمية المناطق الريفية الذي يلتزم بتأسيسه في حال وصوله إلى سدة الحكم، معربا عن التزامه بإعادة النظر في الطابع العمراني للبلاد بصفة جذرية ليتماشى مع الخصوصيات الجغرافية الديمقراطية للوطن، مع التأسيس لنموذج عمراني يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل منطقة.
ولدى نزوله ضيفا على فوروم «الرئاسيات» للإذاعة الجزائرية، قال أوشيش بأنه يلتزم في مشروعه الرئاسي، بالعمل على القضاء على أزمة السكن في الجزائر، و التأسيس لبناء 4 مدن ذكية على المستوى الوطني شرقا غربا شمالا وجنوبا، تكون متصلة ومتناسقة مع التطور الحاصل وصديقة للبيئة، يساهم فيها القطاع الخاص لتطوير هذا القطاع.
كما أعرب عن التزامه أيضا بإعادة النظر في الطابع العمراني للبلاد بصفة جذرية ليتماشى مع الخصوصيات الجغرافية الديمقراطية للوطن، مع التأسيس لنموذج عمراني يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل منطقة، مضيفا بأن برنامجه يتضمن منح صلاحيات تسيير السكنات الاجتماعية إلى البلدية التي بإمكانها إعادة النظر في توزيعها حسب متطلبات الساكنة، وهو ما أكد عليه أيضا خلال عمله الجواري في مدينة وهران.
وإلى جانب ذلك قال ضيف القناة الأولى للإذاعة الوطنية، بأنه يتطلع إلى ‘’خلق شرطة للعمران مع منحها كل الصلاحيات لتنظيم القطاع العمراني على المستوى الوطني، وإضفاء طابع عمراني مبني على أسس صحيحة’’. وفيما يتعلق بالشق الاقتصادي، جدد مرشح الأفافاس التأكيد بأن برنامجه يتطلع للنهوض بعجلة التنمية وتطوير الاقتصاد الوطني، والخروج نهائيا من سياسة الريع، من خلال إنشاء وكالة وطنية للأمن الغذائي ورفع حجم الصادرات و تحسين مناخ الأعمال، وخلق أقطاب اقتصادية متكاملة، حسب الخصوصيات الإقليمية، للمساهمة في النهوض بالاقتصاد للوطني، مع تمكين المواطنين من المساهمة في التنمية.
وتعهد أوشيش، بالالتزام بتشجيع ولوج استثمارات مهمة في قطاعات النهضة الاقتصادية وفي مجال الشعب الحيوية كالزراعة والفلاحة والسياحة.
كما التزم بتطوير القطاع الصناعي خاصة ما تعلق بالصناعات التحويلية وبناء صناعة ثقيلة التي تربطها علاقة بالمؤهلات الطبيعية للبلاد وذلك من أجل بناء وتطوير الاقتصاد الوطني.
ففي الشأن الزراعي، يقترح البرنامج القيام بإصلاحات عميقة لتطوير القطاع الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الكثير من الشعب، سيما ما تعلق بشعبة الحبوب.
وتعهد المترشح في هذا السياق بإصلاح قانون العقار الفلاحي مع إعطائه الإمكانيات اللازمة، بالإضافة إلى إنشاء 4 أسواق كبرى، لتسويق المنتوج الزراعي عبر التراب الوطني، مع الالتزام بتحفيز الفلاحين من خلال منحهم القروض اللازمة للإنتاج في بعض الشعب، إلى جانب تعميم أماكن التخزين والرفع من المخزونات الاستراتيجية لتفادي ندرة في المواد واسعة الاستهلاك.
وفي حديثه عن الإصلاحات التي يتضمنها برنامجه، في مجال التربية أعرب أوشيش، عزمه على مراجعة نظام التمدرس خاصة في المراحل الابتدائية بإدراج مواد تعليمية وترفيهية جديدة، مع إشراك كل الفاعلين في قطاع التربية، مع العمل على خلق هيئة تتمتع بصلاحيات واسعة لمتابعة النماذج الدراسية والمنظومة التربوية في مجملها.
وفي حديثه عن المحاور المتعلقة بالسياسة الخارجية في مشروعه الرئاسي تعهد مرشح جبهة القوى الاشتراكية، بالاعتماد على سياسة خارجية تتمركز أساسا على الدفاع عن المصالح الاستراتيجية للجزائر وعلى أمنها القومي، مع الالتزام بإعادة تقييم علاقات الجزائر مع جميع شركائها على أساس المصلحة الوطنية والمعاملة بالمثل والاحترام المتبادل، وتقوية العلاقات مع الشركاء في إفريقيا.
وفي السياق ذاته دعا مرشح الأفافاس صبيحة أمس من وهران، الجميع إلى المشاركة في رفع كل التحديات الجيوسياسية، مبرزا أن برنامجه يؤسس للتغيير برؤية مغايرة سياسية مؤسساتية تهدف لإرساء السيادة الشعبية كقاعدة أساسية في منظومة الحكم.
وخلال المحطات الجوارية التي توقف عندها السيد أوشيش أثناء عمله الجواري في مدينة وهران، أكد التزامه بالحرص على تمتين العلاقات مع الدول التي تربطنا معها نفس المبادئ والآمال والطموحات، من أجل ولوج نظام دولي جديد يكون أكثر عدلا وإنصافا للشعوب والأمم المضطهدة، مع منح الأولوية لتعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية باعتبار أنها تشكل اليوم – كما قال - عمقنا الاستراتيجي.
وجدد المترشح التأكيد بأن الجزائر ستعيد تقييم علاقاتها مع الدولة الفرنسية بشكل جذري وأن تكون على أساس الندية في المعاملة والاحترام المتبادل وفي المجال الاقتصادي تكون مبنية على قاعدة «رابح رابح».
وشكلت محطات التاريخ والذاكرة أبرز المحاور التي وقف عندها مرشح الرئاسيات يوسف أوشيش خلال تنقلاته في شوارع مدينة وهران وساحاتها، وقد تلقى بالمناسبة شروحات ومعلومات عن العملية الفدائية بمركز بريد وهران سنة 1949 والتي كان من أبرز منفذيها الراحل حسين آيت أحمد إلى جانب مجموعة من خيرة المجاهدين الذين تمكنوا من توفير مبالغ مالية هامة لدعم الثورة التحريرية وخاصة شراء الأسلحة.
وفي سياق ذي صلة أكد المترشح أن مشروعه الرئاسي «رؤية» يحرص على تخليد الذاكرة الوطنية والحفاظ عليها، سيما الدعوة إلى إعادة كتابة التاريخ بعيدا عن كل التوجهات الإيديولوجية والسياسية، وتدريس التاريخ في جميع الأطوار التعليمية وحتى الجامعات لأن الأمم – كما قال – ‘’تبنى على قواعد رصيدها الحضاري والتاريخي’’.
كما جدد مرشح الأفافاس خلال توقفه بإحدى المقاهي التأكيد بأن مشروعه الرئاسي يسعى لترسيخ الدولة الاجتماعية، وهو ما شدد عليه عند كل لقاءاته بالشباب، وهذا قبل أن يترجل إلى غاية فضاء الذاكرة بشارع الأمير عبد القادر ثم إلى البريد المركزي أين وقف بمعية كل الحضور دقيقة صمت ترحما على شهداء الوطن ومن بينهم من قاموا بعملية بريد وهران.
و واصل أوشيش ومرافقوه المسير إلى غاية سوق ‘’لاباستي’’ أين تطرق مع التجار لمسألة تنظيم السوق والقضاء على التجارة الفوضوية، من خلال ترسيم الناشطين في السوق الموازية في المسار الرسمي للتجارة والاقتصاد الوطني، مشيدا بالمناسبة بنوعية ووفرة المنتوج الوطني المعروض في مختلف أجنحة ‘’ لاباستي’’ ووعد بالسعي لتطوير الإنتاج الوطني أكثر فأكثر إلى غاية تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وفي كلمة موجهة للشباب أكد أوشيش بأنه سيعمل على تحسين أوضاعهم ومحاربة الهجرة غير الشرعية .
خيرة بن ودان/ ع. أسابع