الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

المترشحون وممثلوهم جابوا أنحاء الوطن على مدار 20 يوما: الحملة الانتخابية تنتهي اليوم بعد تنافس معتدل ومسؤول


ينقضي اليوم عمر الحملة الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر المقبل، بعد أن صال وجال المترشحون الثلاثة وممثلوهم عبر الجهات الأربع للبلاد لاستمالة الناخبين في أجواء طغى عليها روح التنافس بالبرامج والخطاب الهادئ والمسؤول، مع تركيز واضح على إعادة تفعيل العمل السياسي، والتكفل بالملفات الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق النمو والحياة الكريمة للمواطن.
عاش الجزائريون على مدار 20 يوما حركية سياسية مست مختلف أنحاء التراب الوطني نشطها المترشحون الثلاثة للانتخابات الرئاسية التي تجري يوم 7 سبتمبر، في إطار الحملة الانتخابية التي انطلقت يوم 15 أوت المنصرم، عبر تنظيم حملات جوارية وتجمعات شعبية في القاعات والفضاء المفتوح، ومداخلات إعلامية عبر مختلف القنوات، وكذا منصات التواصل الاجتماعي.
وتنتهي الحملة الانتخابية للرئاسيات القادمة رسميا منتصف ليلة اليوم، ليدخل المترشحون الثلاثة في مرحلة الصمت الانتخابي التي تُحظر خلالها الدعاية السياسية عن طريق القنوات الإعلامية أو وضع ملصقات إشهارية في الفضاءات العامة أو في اللافتات الخاصة بعرض صور المترشحين، أو تنظيم خرجات ميدانية أو التواصل مع المواطنين من أجل التصويت لصالح مرشح معين.
وكانت الحملة الانتخابية لرئاسيات 2024 مميزة لكونها صادفت العطلة الصيفية لذلك سعى المترشحون لهذا الموعد الهام وكذا مؤيديهم ممن ساهموا في تنشيط الحملة لتكييف برنامج الحملة مع طبيعة الظرف، بتنشيط حملات جوارية عبر الأحياء والمدن وكذا الفضاءات العامة التي يقصدها عامة المواطنين كالأسواق والساحات والأحياء الشعبية، لمخاطبة عامة الشعب بأسلوب مباشر والسماع لانشغالاتهم وما يطمحون إليه من خلال الانتخابات الرئاسية.
ولم تسجل الحملة الانتخابية منذ يومها الأول صدامات بين المترشحين الثلاثة، وهم عبد العالي حساني شريف ممثلا لحركة مجتمع السلم وعبد المجيد تبون مرشحا حرا ويوسف أوشيش ممثلا لجبهة القوى الاشتراكية، كما لم تسجل تجاوزات أو تنابز بين المتسابقين على منصب القائد الأول للبلاد أو إساءة، فالكل سعى للإقناع ببرنامجه الانتخابي بما يتضمنه من وعود وحلول لمشاكل المواطنين، وإجراءات للنهوض الاقتصادي والتنمية الاجتماعية بلغة واضحة ومباشرة لأجل استقطاب الناخبين بمختلف مستوياتهم وتوجهاتهم.
وكان الفضاء الأزرق بدوره حافلا بالأنشطة اليومية للمترشحين الثلاثة، من خلال بث الومضات الإشهارية والحملات الإعلامية، فضلا عن الترويج للبرامج الانتخابية للمتسابقين الثلاثة، إلى جانب نقل التجمعات الشعبية والخرجات الجوارية على المباشر لجعل المواطن يعيش عن كثب أجواء الحملة وهو مستمتع بالعطلة الصيفية على الشواطئ والمواقع السياحية داخل وخارج الوطن.
وبدا واضحا هذه المرة الاعتماد على منصات التواصل في الحملة الانتخابية انسجاما مع توجه فئة الشباب نحو العالم الرقمي، مما جعل عديد المتتبعين للشأن السياسي يقترحون تكييف الخطاب الانتخابي والحملة الانتخابية ككل مع التقدم التكنولوجي، وما يقتضيه من خطاب مركز ومختصر ولغة مباشرة وتركيز على الملفات الهامة مع تقديم حلول قابلة للتجسيد، بهدف استقطاب فئة الشباب التي سعى المترشحون الثلاثة طيلة عمر الحملة لاستقطابها وتحفيزها على الانخراط في العملية السياسية، سيما وأنها تمثل السواد الأعظم للهيئة الناخبة.
كما تميزت الحملة الانتخابية أيضا بتركيز كبير من قبل المشاركين في الاستحقاقات المقبلة على الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، مع اتفاق واضح حول الملفات الاستراتيجية أو الكبرى، سيما ما تعلق باحترام عناصر الهوية الوطنية والحفاظ على الأمن القومي والسيادة الوطنية، وصيانة المكاسب التي تم تحقيقها بفضل تضحيات الشهداء.
وكان تحسين الأجور وتخصيص منحة للمرأة الماكثة في البيت، إلى جانب العناية بفئة البطالين عبر مراجعة منحة البطالة، فضلا عن رفع الأجر الوطني المضمون وتخصيص منح للفئات الهشة، ودفع ملف التشغيل لفائدة الجامعيين وحاملي الشهادات وخريجي مراكز التكوين من بين أهم الوعود التي قدمها المتسابقون على كرسي الرئاسة، إلى جانب الحفاظ على القدرة الشرائية لضمان الحياة الكريمة للمواطنين، سيما ما تعلق بتسقيف أسعار المواد الأساسية.
كما تعهد المترشحون للرئاسيات المقبلة بإطلاق مشاريع جديدة في مجال السكن، وشق الطرقات وتحسين قطاع النقل، إلى جانب استحداث خطوط جديدة للسكك الحديدية للنهوض بالزراعات الاستراتيجية سيما مناطق الجنوب، وتشجيع الاستثمار في القطاع لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وفي المجال الصناعي تعهد المترشحون للرئاسيات بإرساء صناعة قوية اعتمادا على القدرات التي تزخر بها البلاد لأجل التخلص من التبعية للمحروقات.
وحظي بدوره الملف السياسي بعناية خاصة من قبل المترشحين بتأكيد التزامهم بإرساء الممارسة الديمقراطية وتكريس الحقوق والحريات الجماعية، وبناء مؤسسات قوية قائمة على الشرعية الشعبية، مع إعادة تفعيل المشهد السياسي وتعزيز مؤسسات الجمهورية، من أجل التصدي لمحاولات استهداف السيادة الوطنية واستقرار البلاد، فضلا عن بناء جبهة اجتماعية قوية.
وأجمع المتسابقون الثلاثة على أهمية المشاركة القوية في الانتخابات الرئاسية، وانتقدوا بشدة الخطابات التي ترمي إلى التقليل من شأن العمل السياسي وإلى نشر اليأس والتشاؤم، ودفع فئة الشباب للعزوف عن المشاركة في الانتخابات، وحث جميع المواطنين بالتوجه بقوة إلى مراكز الاقتراع يوم 7 سبتمبر لاختيار من يرونه الأنسب والأقدر على قيادة البلاد.
وساهم بدورهم أفراد الجالية الجزائرية في الخارج في تنشيط الحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة، بما عكس بوضوح ارتباط الجزائريين بوطنهم الأم رغم بعد المسافات، فقد شهدت عدة عواصم ومدن في الخارج سيما في أوروبا وبلدان عربية حيث تتواجد الجالية الجزائرية أنشطة مكثفة لاستمالة الهيئة الناخبة التي شرعت في التصويت أمس.
ولم توجه السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات منذ انطلاق الحملة إعذارا أو إخطارات للمترشحين الثلاثة سواء فيما يتعلق بالخطاب الانتخابي أو باحترام برنامج الحملة، بفضل الوعي التام الذي أظهره المتسابقون على منصب رئيس الجمهورية، الذين وضعوا نصب أعينهم تحفيز الناخبين على التصويت والانخراط في العملية السياسية بما يخدم الصالح العام، واستقطاب المتعاطفين لأجل تحقيق الفوز.
لطيفة بلحاج

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com