يلتحق غدا قرابة 1.8 مليون طالب جامعي بالمدرجات عبر مختلف المؤسسات الجامعية لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، في ظل ترتيبات عدة لإنجاح الموسم الجامعي الجديد 2024، وتفعيل الدور الاقتصادي للجامعة بإدراج تخصصات تستجيب لمتطلبات المجتمع.
تشرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على وضع آخر اللمسات استعدادا لفتح أبواب المؤسسات الجامعية عبر مختلف الولايات لاستقبال حوالي 1.8 مليون طالب يوم غد بعد انقضاء العطلة الصيفية، من بينهم أكثر من 300 ألف وافد جديد على القطاع من حاملي شهادة البكالوريا دورة جوان 2024، الموزعين على شتى التخصصات التي يوفرها القطاع، بما يستجيب مع ميول الطلبة وكذا حاجيات سوق العمل.
ويتجه قطاع التعليم العالي والبحث العلمي إلى تكريس الدور الاقتصادي للجامعة الجزائرية ومراكز البحث العلمي، باستحداث مؤسسات اقتصادية ناشئة وتثمين نتائج البحوث العلمية، إلى جانب تجسيد المشاريع الابتكارية التي تسجلها الجامعة، في إطار التكامل ما بين الوزارة الوصية وكذا قطاع المؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، بما يحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني ويساهم في استحداث مناصب شغل جديدة لخريجي قطاع التعليم العالي المقدر عددهم بحوالي 6 آلاف طالب سنويا.
كما باشر القطاع عدة إصلاحات لضمان تكوين نوعي لفائدة الطلبة الجامعيين، وجعلهم مساهمين فعالين في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، وكذا لأجل بناء جامعة مبتكرة ومتفتحة منتجة للكفاءات واليد العاملة المؤهلة التي يحتاجها القطاع الاقتصادي، سيما بعد إدراج تخصصات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتيك وهندسة النسيج وصناعة السيارات وتحلية المياه وغيرها بهدف التكيف مع مهن المستقبل والتحولات التي يشهدها سوق العمل.
ويتميز الدخول الجامعي لهذا الموسم أيضا بالتخلي التام عن الورقة في التسجيلات الجامعية التي تمت عبر الأرضية الرقمية للوزارة في سلاسة تامة، دون أن يتحمل الطلبة عناء التنقل إلى المؤسسات الجامعية لتقديم الملف الورقي الذي كان يضم في السابق عدة وثائق، فقد اقتصر استقبال الطلبة مع بداية شهر سبتمبر على مستوى إدارات الجامعات على استلام بطاقة الطالب المدرجة بدورها ضمن مسار الرقمنة.
ويجري بالموازاة مع تحضير المرافق البيداغوجية لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي استعدادا لافتتاح السنة الجامعية الجديدة، استكمال آخر التحضيرات على مستوى الديوان الوطني للخدمات الجامعية للتكفل بالطلبة الجامعيين في مجال النقل والإيواء والإطعام، فقد شهدت الإقامات الجامعية في اليومين الأخيرين زيارات تفقدية وتفتيشية من طرف القائمين على القطاع للاطلاع على نجاح التحضيرات الخاصة باستقبال الطلبة المقيمين الذين شرعوا في التوافد على الأحياء الجامعية بداية من نهار أمس الأحد.
وقام في هذا السياق المكلف بتسيير شؤون الإدارة العامة للديوان الوطني للخدمات الجامعية مراد قريشي أمس بجولة تفقدية لمختلف الإقامات الجامعية بالجزائر شرق، للوقوف على ظروف استقبال الطلبة، والسماع لانشغالاتهم لأجل تحسين الخدمات التي يستفيد منها الطلبة، وتوفير بيئة تعليمية مريحة وآمنة تمكنهم من تحقيق أفضل النتائج في مسارهم الدراسي.
كما شهدت مختلف المدن الجامعية عبر الوطن جولات تفقدية من قبل مسؤولين بالديوان الوطني للخدمات الجامعية، مع تخصيص لقاءات مع الطلبة لمعالجة الإشكالات التي قد تحول دون السير الحسن لعملية حجز الغرف سيما بالنسبة للطلبة الجدد، وذلك بمرافقتهم خلال عملية التسجيل على مستوى مصالح الإيواء من أجل الاستفادة من خدمات الإطعام والنقل والإقامة بالأحياء الجامعية.
كما تم الوقوف أيضا على وضعية المطاعم الجامعية عن طريق زيارات تفتيشية قام بها مدراء الخدمات الجامعية لمختلف الولايات، تطبيقا لتوجيهات وزير القطاع كمال بداري الذي عقد سلسلة من اللقاءات التنسيقية مع الإطارات المركزية لتوفير الوسائل والإمكانات لإنجاح انطلاق السنة الجامعية الجديدة، مع التذكير بالأهداف المسطرة خلال هذا الموسم للرقي بالجامعة الجزائرية وتفعيل دورها الاقتصادي والاجتماعي.
ويستفيد من خدمة الإيواء حوالي 500 ألف طالب جامعي، فيما يحصي القطاع أزيد من 400 مدينة جامعية موزعة على أغلب ولايات الوطن، بهدف تحسين ظروف الدراسة والسماح للطلبة بالتسجيل في مختلف التخصصات المرغوبة، مع توفير خدمة النقل لفائدة الطلبة الجامعيين التي تضمن إيصالهم إلى مختلف مرافق القطاع في ظروف مريحة.
لطيفة بلحاج
