أكد الخبير الفلاحي كريم حسان أمس استعداد مكاتب الدراسات الفلاحية لمرافقة الفلاحين في تحقيق الأهداف التي سطرتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لتحسين المحاصيل من الحبوب والبقوليات لضمان الأمن الغذائي، عن طريق توعية الفلاحين الصغار بضرورة الاعتماد على المسار التقني لرفع مستوى الإنتاج كما ونوعا.
وأفاد المتدخل في تصريح «للنصر» بأن في إطار اليوم الوطني للإرشاد الفلاحي الموافق للفاتح من أكتوبر سيتم تنظيم حملة تحسيسية لصالح الفلاحين الصغار الذين يشكلون نسبة تفوق 80 بالمائة من مجموع الناشطين في القطاع الفلاحي، وهي الفئة التي تتربع مستثمراتها الفلاحية على مساحة تتراوح ما بين 1 هكتار إلى 15 هكتارات.
وأضاف الخبير الفلاحي بأن أغلب الفلاحين الصغار لا يلتحقون بالدورات التكوينية التي تنظم على مستوى الغرف الفلاحية، وهي الفئة التي تحتاج إلى مرافقة ومتابعة من قبل المهندسين الفلاحيين وكذا مكاتب الدراسات الموزعة على مختلف الولايات ذات الطابع الفلاحي، سيما المعروفة بالزراعات الاستراتيجية التي أضحت محل اهتمام السلطات العمومية من خلال جملة القرارات والإجراءات المتخذة لتشجيع المستثمرين في القطاع.
وأضاف المصدر بأن الفلاحين الصغار يشكلون نسبة تفوق 80 بالمائة من مجموع الناشطين في المجال الفلاحي، في تشكل النسبة المتبقية كبار المستثمرين ممن يعتمدون على التقنيات الحديثة والخبرة الأجنبية في تحسين المحصول الفلاحي كما ونوعا، مع الحرص على التطبيق الحرفي للمسار التقنين عبر انتقاء البذور الجيدة التي تعطي محاصيل بكميات وفيرة وبنوعية تضاهي ما كان يستورد من الخارج، لا سيما الحبوب والبقول الجافة التي تشكل إحدى المقومات الأمن الغذائي.
ويرى الأستاذ كريم حسان بأن حملات الإرشاد الفلاحي تقوم بدور فعال في تطوير وسائل وطرق العمل لدى الفلاحين ممن اعتادوا على انتهاج الطرق التقليدية في المجال الزراعي، دون الاكتراث للانضمام إلى الدورات التكوينية التي تنظمها وزارة الفلاحة عبر الولايات المعنية، سيما بالتزامن مع إحياء اليوم الوطني للإرشاد الفلاحي.
كما شدد المتدخل على ضرورة أن تعتمد الدورات التكوينية على دروس ميدانية وبأساليب جذابة، بدل الطرق الأكاديمية التي لا تختلف عن الدروس المقدمة للطلبة بالمعاهد المختصة، من أجل استقطاب الفلاحين المعنيين، وتشجيعهم على تحسين طرق العمل مع توعيتهم بضرورة الحرص على انتقاء البذور ذات النوعية الجيدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب والبقوليات، فضلا عن المواد الأخرى واسعة الاستهلاك على غرار مادة البطاطا.
وستشكل الزراعات الاستراتيجية وفق المتحدث إحدى المحاور الرئيسية لليوم الوطني للإرشاد الفلاحي، الذي ستتخلله عدة أنشطة وملتقيات بمشاركة مختلف الفاعلين في القطاع، كما ستحرص مكاتب الدراسات الفلاحية على نشر ثقافة الاعتماد على المسار التقني من قبل الفلاحين، باعتباره الأسلوب الوحيد للرقي بالقطاع ومضاعفة المحاصيل الزراعية إلى المستويات التي تغطي الطلب المحلي، وتفتح الباب أما تصدير الفائض إلى الخارج، سيما في ظل توفر وسائل الإنتاج من مكننة وأسمدة وأراضي زراعية خصبة.
ويؤكد الأستاذ كريم حسان بأن مضاعفة المردودية في مختلف الشعب يعتمد بالأساس على الاستشارة الفلاحية التي يقدمها خبراء في المجال، إلى جانب توطيد العلاقة ما بين البحث العلمي والاستثمار الفلاحي، سيما المستثمرات التي يشرف عليها صغار الفلاحين الذين يصر معظمهم على العمل الفردي دون الاستعانة بالأخصائيين في الميدان، ما يؤثر في كثير من الحالات على نوعية المنتوج بسبب الأضرار الناجمة عن سوء اختيار البذور.
ويعتقد المصدر بأن المساعي التي تقوم بها السلطات العمومية تتطلب تظافر الجهود من أجل تحقيق النتائج المسطرة، مؤكدا استعداد الخبراء في الأمن المائي والغذائي على تقديم الدعم والتأطير اللازم للفلاحين، من أجل الوصول إلى فلاحة قائمة على أسس علمية، سيما بالنسبة للزراعات الاستراتيجية.
ويذكر في هذا الشأن الاستراتيجية التي اعتمدتها الدولة لتنمية الزراعات الاستراتيجية لأجل تحقيق الأمن الغذائي، مع الحرص على رفع المساحة الإجمالية للأراضي المخصصة لإنتاج الحبوب، من أجل تقليص الواردات ورفع نسبة مساهمة القطاع الفلاحي في الصادرات خارج المحروقات. لطيفة بلحاج
