أعلن حزب الله اللبناني أمس عن مقتل 17 جنديا صهيونيا في الاشتباكات الجارية في القرى الحدودية المحاذية لشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تحدثت وسائل إعلام عبرية، أمس، عن حدث أمني صعب وقع بجنوب لبنان، واعترف جيش الاحتلال بمقتل جنديين وإصابة 20 آخرين أمس في الاشتباكات الجارية بجنوب لبنان.
و تحول التوغل البري في بعض القرى الحدودية اللبنانية إلى مصيدة لجنود الكيان الصهيوني من طرف قوات حزب الله، وكان المكلف بالإعلام في حزب الله أكد في تصريح صحفي منذ يومين أن جنود قوات جيش الاحتلال الصهيوني التي عبرت الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة إما وقعوا قتلى أو جرحى او عادوا أدراجهم خارج الحدود، وأظهرت مشاهد فيديو نشرها حزب الله عدد من الآليات الصهيونية المدمرة في كمين لمقاتلي الحزب بمنطقة مارون الراس.
ورغم الضربة القاسية التي تعرض لها حزب الله باغتيال أمينه العام حسن نصر الله واستهداف عدد من قادته العسكريين، إلا أن قواعده العسكرية الميدانية لم تتأثر ، وحضرت وحداته المنتشرة على طول الحدود الجنوبية جيدا لهذه المعركة البرية، وترجم ذلك من خلال تصدي مقاتلي الحزب لمحاولات التوغل البري وإيقاع جنود العدو في الكمائن.
وفي الإطار ذاته يواصل حزب الله استهداف المستوطنات الصهيونية بشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة بالصواريخ، واعترفت مصادر إعلامية عبرية أمس بسقوط 100 صاروخ على بلدة واحدة، مما أدى إلى وقوع خسائر فادحة في الممتلكات، كما لم تتوقف أمس صفارات الإنذار بمختلف مناطق الأراضي لمحتلة جراء الصواريخ التي أطلقها حزب الله من جنوب لبنان، كما يعيش المستوطنون منذ توسيع جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على لبنان مزيدا من الخوف والذعر، خاصة مع الهجوم الذي شنته إيران منذ أيام على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعوض أ ن يحقق رئيس وزراء الكيان الصهيوني وعوده بإعادة سكان المناطق الشمالية إلى مساكنهم، توسعت حركة النزوح لتشمل مناطق أخرى بعد توسيع حزب الله هجومه الصاروخي إلى مناطق جديدة.
من جانب آخر يواصل جيش الاحتلال عدوانه على جنوب لبنان، واستهدف أمس عدة مناطق مأهولة بالسكان في غارات عنيفة، مما أدى إلى وقوع عشرت الشهداء والجرحى، كما أمر جيش الاحتلال سكان 30 قرية بجنوب لبنان بإخلائها، مما فاقم معاناة السكان الذين نزح الآلاف منهم نحو ضاحية بيروت أو إلى سوريا، وفي الإطار ذاته استهدف أمس جيش الاحتلال بغارة عنيفة محيط معبر المصنع الحدودي الرابط بين سوريا ولبنان، مما أدى إلى غلقه في وجه حركة المركبات، واضطر النازحون إلى المرور سيرا على الأقدام، ويمثل هذا المعبر شريان الحياة بين البلدين وأدى استهدافه إلى تفاقم معاناة النازحين. وفي السياق ذاته تحدثت مصادر إعلامية عن تدمير جيش الاحتلال الصهيوني 3آلاف مبنى في لبنان خلال أسبوعين، وتعكس هذه الأرقام حجم العدوان البشع الذي ينفذه الكيان الصهيوني على لبنان دون مراعاة للمرافق المدنية ومنازل المواطنين والبنى التحتية.
وعلى صعيد الوضع الإنساني استلمت وزارةالصحة اللبنانية أمس في مطار رفيق الحريري شحنة أدوية ومستلزمات طبية مقدمة من طرف منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض على هامش تسلمه هذه الشحنة من الأدوية، إن هذه الأخيرة تأتي في وقت مهم جدا بالتزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية، وأشار الوزير إلى استقبال دفعات جديدة من المساعدات من عدد من الدول خلال الساعات والأيام القادمة.
من جهة أخرى قال أمس وكيل الأمين العام لعمليات السلام جان بيير لاكروا إن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان تواصل بذل قصار جهدها لتنفيذ تفويضها الممنوح لها من قبل مجلس الأمن في ظل ظروف صعبة للغاية، وأعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي بنويورك أول أمس الخميس عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في جنوب لبنان وتأثيره على المدنيين، مجددا تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.
نورالدين ع