نفذت المقاومة اللبنانية ليلة أول أمس هجوما بمسيرات انقضاضية على قاعدة تدريب تابعة لجيش الاحتلال الصهيوني ببنيامينا جنوب حيفا، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الجنود، واعترف جيش الاحتلال بمقتل 4 جنود في العملية وإصابة أكثر من 70 آخرين.
و وصفت مصادر إعلامية عبرية حالات عدد من المصابين بالخطيرة، كما لا يزال حسب نفس المصادر أزيد من 50 جنديا يتلقون العلاج في مستشفيات الكيان الصهيوني، ونشرت وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل مشاهد للمصابين من الجنود الصهاينة بعد استهداف معسكر التدريب أثناء تواجدهم في مطعم القاعدة، وكذا في المستشفيات بعد إجلائهم.
ووصف هذا الهجوم بالمسيرات وسط الكيان الصهيوني بأنه الأكثر إحداثا للخسائر في صفوف الجيش الصهيوني بعد السابع أكتوبر من السنة الماضية، مع تسجيل إصابة أكثر من 100 جندي خلال يوم واحد، وذلك بين الهجوم الذي تعرضت له قاعدة التدريب، وكذا المعارك الجارية بجنوب لبنان.
وكان حزب الله قد أعلن في بيان صحفي عن إطلاق سرب من المسيرات الانقضاضية على معسكر تدريب لواء "غولاني" في بنيامينا جنوب حيفا، وجاء في البيان أن هذه العملية تأتي دعما للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا للمقاومة الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه، وأشار محللون إلى أن حزب الله يستعمل لأول مرة نوعا جديدا من المسيرات غير معروفة لدى الكيان الصهيوني، ولهذا تمكنت من التسلل والوصول إلى الهدف وضرب القاعدة العسكرية في بنيامينا جنوب حيفا، كما أكد محللون صهاينة أن الطائرة المسيرة التي أطلقها حزب الله على القاعدة العسكرية تحتوي على مواد أكثر انفجارا وهي أكبر من الطائرات بدون طيار الأخرى، وعبرت المؤسسة الأمنية الصهيونية عن قلقها من إمكانية إرسال حزب الله المزيد من الطائرات بدون طيار على ارتفاعات منخفضة وأثناء إطلاق الصواريخ.
وفي السياق ذاته واصل حزب الله أمس إطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية، وسقطت أمس صواريخ في مستعمرة الكرمئيل، ما أدى إلى إصابة عدد من السيارات، كما تحدثت مصادر عبرية عن تسجيل إصابات وسط المستوطنين، وفي نفس الوقت يخوض مقاتلو حزب الله اشتباكات عنيفة في بلدة عيتا الشعب بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية وقذائف المدفعية، وأشار بيان الحزب أمس إلى أن هذه الاشتباكات لا تزال مستمرة، كما أعلن الحزب عن استهداف ناقلة جند بصاروخ موجه أثناء الاشتباكات في بلدة عيتا الشعب، ما أدى إلى احتراقها وقتل وجرح من فيها، كما استهدف تجمعا لقوات العدو في مستعمرات راموت، نفتالي، تلال كفرشوبا، كرمئيل، وتسفعون بصلية صاروخية.
من جانب آخر يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان، واستهدف أمس بعدد من الغارات مواقع مختلفة بالجنوب، كما أمر العدو الصهيوني سكان عشرات القرى بإخلائها، مما فاقم أزمة النازحين الذين يزيد عددهم عن مليون لبناني نازح، وفي السياق ذاته كشف الصليب الأحمر اللبناني عن ارتفاع حصيلة شهداء الغارة التي استهدفت بلدة أيطو شمالي لبنان أمس إلى 18 شهيدا و 4 جرحى.
من جهة أخرى نددت أمس الأمم المتحدة باستهداف الاحتلال الإسرائيلي قوات اليونيفيل في لبنان، وأكدت في بيان أمس أن أفراد اليونيفيل ومقارها ينبغي أن لا تكون هدفا أبدا، والهجمات ضد قوات حفظ السلام تعد انتهاكا للقانون الدولي، وقد تشكل جريمة حرب.
نورالدين ع