الخميس 17 أكتوبر 2024 الموافق لـ 13 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

أستاذ التاريخ بجامعة الجلفة الدكتور هزرشي بن جلول للنصر: مظاهــرات 17أكتوبــر1961 أظهــرت إيمــان الشعـب بالاستقـــلال


* المجازر جـريمة ضد الإنسـانية لا تسقط بالـــتقادم
أكد أستاذ التاريخ بجامعة الجلفة، الدكتور هزرشي بن جلول، أن مجازر 17 أكتوبر 1961، جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، لافتا إلى أن البربرية التي ميزت سلوك الشرطة الفرنسية في ردها على المظاهرات السلمية للجزائريين في باريس، عكست روح العنصرية و الكراهية التي طبعت العقل السياسي الفرنسي منذ الاحتلال، وأضاف أن هذه المظاهرات، أظهرت وحدة الشعب الجزائري و التزامه بقرارات جبهة التحرير الوطني و إيمانه العميق بالاستقلال.
وقال أستاذ التاريخ بجامعة الجلفة، الدكتور هزرشي بن جلول في تصريح للنصر، أن الجزائر تحيي في السابع عشر من كل سنة، اليوم الوطني للهجرة الذي يخلد مظاهرات 17 أكتوبر 1961 بباريس، باعتبارها محطة تاريخية تبرز نضال الجزائريين في المهجر و تؤكد على ارتباطهم بالوطن و خلالها يقف الجزائريون دقيقة صمت عبر كامل ربوع الوطن للترحم على الشهداء و استذكار تضحياتهم و حجم التكلفة الباهظة التي قدموها من أجل استقلال الجزائر.
و أوضح الدكتور هزرشي بن جلول، أنه لا يمكن فهم طبيعة المظاهرات من حيث ظروفها و سيرها و نتائجها، إلا من خلال إبراز أهم المحطات التي سبقتها و الدور الذي اضطلع به المهاجرون في مواجهة السياسة الاستعمارية، مشيرا إلى أن نضال الجزائريين، لا يرتبط بالثورة، و لكنه يعود إلى فترات سابقة، فقد أسسوا الأحزاب و الجمعيات و المنظمات الطلابية و التنظيمات النقابية، و أصدروا الصحف و الجرائد، و شاركوا في المؤتمرات الدولية دفاعا عن الجزائر، و تذكيرا بالمعاناة التي كان يتكبدها الشعب الجزائري بسبب الهيمنة الكولونيالية و ما تأسيس نجم شمال إفريقيا و جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين و مساهمتهما في تجذير النضج السياسي و الوعي الوطني إلا دليلا على ذلك.
وأضاف أن ذلك النشاط، عبّد الطريق لالتحاقهم بالثورة و تأييد مشروعها من خلال الدور الذي لعبته فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا عبر تقديم الدعم المالي، وتنظيم الاضرابات، و المشاركة في المظاهرات، و تحسيس الرأي العام الفرنسي و الدولي بعدالة القضية الجزائرية، يضاف لذلك القيام بالعمليات و تخريب المنشآت الاقتصادية الفرنسية، و تفجير مخازن النفط و تخريب خطوط السكك الحديدية.
وأشار إلى أنه نتيجة لذلك تعرض الوطنيون لحملات اعتقال، و مورست ضدهم كل أشكال القمع و التعذيب، مضيفا أن أسباب و دوافع مظاهرات 17 أكتوبر 1961 تعددت، فهي ترتبط عموما برفض المشروع الاستعماري برمته القائم على محاولات الإبادة المادية و البشرية، و نفي الهوية الحضارية للشعب الجزائري و طمس معالم الشخصية الوطنية، كما ترتبط بالتمسك بالوحدة الترابية و رفض كل مشاريع التقسيم و كل مخططات شارل ديغول، و التمسك بجبهة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الجزائري.
وأوضح أستاذ التاريخ، أن استمرار عمليات التضييق والتعذيب و القمع الذي انتهى بإصدار محافظ شرطة باريس موريس بابون، قرارا فرض بموجبه حظر التجول على الجزائريين ما بين الساعة الثامنة و النصف ليلا حتى الخامسة و النصف صباحا، قد دفع بجبهة التحرير إلى دعوة المهاجرين إلى تنظيم مظاهرة سلمية، شارك فيها حسب شهادات بعض المجاهدين الأعضاء في فيدرالية جبهة التحرير ما بين 30 إلى 40 ألف جزائري.
وأضاف أن رد فعل الشرطة الفرنسية، اتسم بالعنف والوحشية التي تجسدت أبرز معالمها في رمي بعض المتظاهرين في نهر السين الذي احمّر لونه من كثرة الدماء التي أرِيقت.
و قد كانت حصيلة تلك المظاهرات، حسب بعض المصادر التاريخية و شهادات بعض المجاهدين 200 شهيد و 400 مفقود و حوالي 12000 معتقل، كما تم تسليط مجموعة من العقوبات و الإجراءات الردعية ضد المتظاهرين، شملت ترحيل بعضهم و منع البعض الآخر من العمل و الدراسة.
وأكد الدكتور هزرشي بن جلول، أن تلك البربرية التي ميزت سلوك الشرطة، عكست روح العنصرية و الكراهية التي طبعت العقل السياسي الفرنسي منذ الاحتلال، و ضربت عرض الحائط مبادئ عصر الأنوار و شعارات الثورة الفرنسية (حرية ، إخاء، مساواة ) و مقولات الحداثة و الديمقراطية و حقوق الإنسان التي ظلّ الخطاب الرسمي و الغربي يرددها طويلا.
وأضاف أن المظاهرات، أظهرت وحدة الشعب الجزائري و التزامه بقرارات الجبهة و إيمانه العميق بالاستقلال، و استعداده لتقديم التضحيات لطرد الاحتلال و إعادة بناء الدولة الجزائرية بأبعادها الثقافية و السياسية و الحضارية.
كما اعتبر أستاذ التاريخ بجامعة الجلفة، أنه إذا كان الاحتفاء باليوم الوطني للهجرة من خلال استذكار مظاهرات 17 أكتوبر 1961 كفعل مؤسس للاستقلال و كمناسبة للترحم على أرواح شهداء تلك المجزرة، فإن مسؤولية المؤرخ و كل الوطنيين الأحرار، تقتضي الاستمرار في الاعتزاز بملاحم تاريخنا الوطني و إرثنا الثوري في مواجهة كل التحديات حاضرا و مستقبلا ، مؤكدا بأن ما اقترفته الشرطة الفرنسية و محافظها موريس بابون، يعد جريمة ضد الإنسانية، يجب أن لا تنتهي بالتقادم.
وأضاف أن الوفاء لرسالة الشهداء و المجاهدين و مشروع بيان أول نوفمبر و ما قدمته الأجيال من تضحيات منذ لحظة الاحتلال و حتى الظفر بالاستقلال، يتطلب حماية الذاكرة الوطنية للشعب الجزائري و محاربة ثقافة النسيان و تخليد مآثر الثورة و رموزها من خلال تنظيم الملتقيات العلمية و الندوات التاريخية و الأيام الدراسية.
مراد -ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com