شدّد وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة، أمس، من ولاية تيارت على ضرورة إعطاء الأولوية لشعبتي البطاطا والحبوب بتجنيد الموارد المائية الموجهة للري، معلنا عن الشروع في توسيع قائمة المنتجات الفلاحية ومدخلات الإنتاج المعنية بالدعم من قبل الدولة، بهدف خفض أسعار المنتجات الفلاحية واسعة الاستهلاك لدى عرضها في الأسواق.
وأكد يوسف شرفة في زيارة عمل وتفقد قام بها لولاية تيارت حرص الدولة على دعم الفلاحين من خلال توفير مدخلات الإنتاج بأسعار مدعمة، من بينها البذور والأسمدة بما يساعد على تخفيض أسعار المنتجات الفلاحية الأساسية عند اقتنائها من طرف المواطنين، ويؤدي إلى الحفاظ على القدرة الشرائية التي تعد خطا أحمر لا يمكن تجاوزه من قبل المتدخلين في تموين السوق.
كما تطرق الوزير للإجراءات التحفيزية لصالح الفلاحين بالولايات الغربية الذين تضرروا من الجفاف في السنوات الأخيرة بسبب شح تساقط الأمطار، وذلك بتأجيل تسديد القروض البنكية لثلاث سنوات أخرى، لتمكينهم من الحصول على قروض جديدة للشروع في التحضير للموسم الفلاحي الجديد في أحسن الظروف.
وقام الوزير خلال حلوله بولاية تيارت المعروفة بالطابع الفلاحي بمعاينة مشروع إنجاز مركز جواري لتخزين الحبوب ببلدية السبعين، الذي يعد واحدا من ضمن 11 مركزا جواريا بالولاية، بقدرة تخزين تصل إلى 5 آلاف طن، تجسيدا لمخطط إنشاء 350 مركزا جواريا للتخزين على مستوى 52 ولاية، تم لغاية اليوم الانطلاق في إنجاز 189 مركزا. وأكد شرفة في هذا الصدد العناية الفائقة التي توليها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لتنفيذ برنامج توسيع قدرات تخزين الحبوب، بإنجاز 30 صومعة استراتيجية على المستوى الوطني، لتعزيز الأمن الغذائي وحماية أسعار هذه المنتجات الفلاحية الاستراتيجية من تقلبات البورصة العالمية، بالموازاة مع تسخير الوسائل والإمكانيات لمرافقة الفلاحين وتحسين مستوى الإنتاج المحلي من الحبوب كما ونوعا. كما أكد الوزير في حديثه مع فلاحي ولاية تيارت على ضرورة إعطاء الأولوية لشعبتي البطاطا والحبوب، مع تجنيد الموارد المائية للري الفلاحي في الوقت المناسب، من أجل تحقيق الأهداف المسطرة التي تشمل تحسين إنتاج البطاطا والحبوب والبقوليات والنباتات الزيتية بالمنطقة، في حين التزم الفلاحون من جانبهم بغرس 5 آلاف هكتار من البطاطا الموسمية على مستوى ولاية تيارت الرائدة في هذا المحصول الفلاحي. وأكد المصدر على الدور الريادي لولاية تيارت في مجال إنتاج الحبوب، التي قامت بتخصيص مساحة تقدر بحوالي 300 ألف هكتار لتوفير هذه المحاصيل الاستراتيجية، ما يعادل 50 بالمائة من المساحة الصالحة للزراعة بالمنطقة المعروفة بالطابع الفلاحي، مؤكدا في هذا السياق بأن الموسم الفلاحي الجديد انطلق في أحسن الظروف، بفضل الأمطار الخريفية التي تهاطلت على المنطقة التي كانت فأل خير عليهم، إلى جانب الدعم الموجه للفلاحين.
كما جدد الوزير تأكيد التزام قطاعه بمرافقة الفلاحين بتوفير البذور والأسمدة بأسعار مدعمة، مع تقديم التسهيلات لهم على مستوى الشباك الموحد للحصول على القروض بهدف إعادة بعث إنتاج الحبوب بولاية تيارت من جديد، داعيا في هذا المجال الشباب للاستثمار في الفلاحة والاستفادة من مختلف آليات الدعم التي توفرها الدولة.
ويشار أيضا بأن الوزير قام في إطار الزيارة التفقدية للمنطقة بتدشين مركب للتبريد تابع لأحد المستثمرين الخواص، سيوجه لتخزين المنتجات الفلاحية الأساسية كالبصل والثوم، مثمنا في هذا السياق هذا النوع من الاستثمارات التي تساهم في تعزيز قدرات التخزين على المستوى الوطني.
وأوضح المتدخل بأن المقاربة الجديدة المعتمدة من طرف السلطات العمومية في مجال ضبط المنتجات الأساسية، تقوم على إبرام اتفاقيات شراكة مع المتعاملين العموميين والخواص لتكوين مخزون استراتيجي موجه لضبط السوق، باقتناء الفائض من الإنتاج ووضعه على مستوى غرف التبريد والمخازن، لإخراجه إلى الأسواق خلال الفترات التي يقل فيها الإنتاج، مع الخفض في الأسعار.
لطيفة بلحاج