كشف وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، أمس، بأن الإنتاج الوطني من الأدوية الأساسية المنتجة على مستوى 213 مصنعا يقدر حاليا بـ 75 بالمئة من احتياجات البلاد، لافتا إلى أن هذه النسبة سترتفع بنهاية السنة الجارية إلى حوالي 85 بالمئة بدخول ستة مصانع جديدة لإنتاج مضادات السرطان، التي أكد أن 70 بالمئة من أصنافها ستنتج محليا أواخر هذه السنة.
وفي ندوة صحفية نشطها على هامش إشرافه على تدشين المخبر المركزي الجديد للوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية، على مستوى معهد باستور بدالي ابراهيم (الجزائر العاصمة)، أشار عون إلى أنه ينتظر أن تقوم هذه المصانع الجديدة بإنتاج 70 بالمئة من أصناف مضادات السرطان البالغ عددها إجمالا 121 صنفا.
و أوضح الوزير في هذا الصدد أنه بالإضافة إلى إنجاز المصانع الست لإنتاج مضادات السرطان المنتظرة قبل نهاية السنة الجارية، يجري حاليا إنجاز ثلاثة مصانع أخرى، مما سيسمح بخفض فاتورة استيراد هذه المضادات بـ 400 مليون يورو سنة 2025.
كما أبرز السيد عون أن استهلاك الأدوية في الجزائر يرتفع سنويا بـ 15 بالمئة، وأشار إلى أنه يجري مواكبة هذه الزيادة من خلال التسهيلات المقدمة للمستثمرين في مجال الإنتاج الصيدلاني، مؤكدا على أهمية تحسين عملية توزيع الأدوية لضمان وفرة الأدوية في السوق.
أما بالنسبة للقاحات الأطفال، فأوضح الوزير، أنها من أولويات القطاع وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، لافتا إلى أن مختلف أصناف هذه اللقاحات متوفرة في السوق، وأن مجمع «صيدال» لديه مشروع لإنتاجها ابتداء من 2025.
وكان وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، قد أشرف على تدشين المخبر المركزي الجديد للوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية، بعدما استفاد من عملية عصرنة وفقا لأحدث المعايير الدولية، مع تجهيزه بمعدات متطورة.
وجرت مراسم تدشين هذا المخبر، بحضور الأمين العام لوزارة الصحة، محمد طلحي، وسفير ألمانيا بالجزائر، جورج فلسهايم، ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبد الله الدردري، وكذا الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالجزائر، ناتاشا فان رين.
وحسب الشروحات المقدمة في عين المكان، تعد هذه المنشأة التي تتربع على مساحة قدرها 1200 متر مربع، من بين أكبر المخابر في إفريقيا، وتضم عدة وحدات تسهر من خلالها على مراقبة فعالية وجودة وسلامة المواد الصيدلانية، المستلزمات الطبية واللقاحات.
ويأتي تجديد المخبر المركزي ضمن مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19» التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية في 2020، بتمويل ألماني، عبر بنك التنمية الألماني، وذلك بالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأبرز السيد عون في كلمة له بالمناسبة «الدور المركزي» لهذا المخبر في تطوير صناعة الأدوية في الجزائر وتعزيز الأمن الصحي للبلاد، من خلال تلبية احتياجات السوق الوطنية من الأدوية المحلية بالاعتماد كليا على الخبرات والقدرات الوطنية، مشيرا إلى أن هذا الصرح الطبي، "سيمكن الجزائر من تعزيز جودة المنتجات الصيدلانية والأجهزة الطبية واللقاحات، عبر توسيع نطاق التحاليل، مع تحسين الأداء واختصار وقت تسويق المنتوجات، وذلك بفضل المعدات والأجهزة المتطورة التي يتوفر عليها المخبر".
وأكد في هذا السياق على أهمية أن تتوافق المخابر الجزائرية مع المعايير الدولية من خلال اتباع معايير نظام الجودة «إيزو»، للحصول على الاعتماد من طرف منظمة الصحة العالمية التي تعتبر «الضمان الحقيقي للجودة والتميز»، مبرزا بأنه سيتم فتح المخبر المركزي للوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية أمام الطلبة والباحثين، من خلال وضع خارطة طريق للتكوين.
من جهته، أكد المدير العام للوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية، شريف دليح، أن المخبر المركزي سيساهم في دعم القطاع الصحي عبر ترقية الإنتاج الصيدلاني، وكذا مواجهة تحديات الغد واستعادة مكانتنا في مجال التنظيم الصيدلاني.
أما السيد الدردري، فذكر في كلمته أن تدشين المخبر يشكل مساهمة كبيرة في الجهود التي تبذلها الجزائر لضمان مراقبة جودة الأدوية والأجهزة الطبية، منوها بمساعي البلاد للنهوض بالصناعة الصيدلانية وضمان الوصول إلى منتجات آمنة.
في سياق متصل، أشار السيد فلسهايم إلى أن جائحة كوفيد- 19 أظهرت أهمية الوقاية من الأمراض المعدية التي يحتمل أن تكون وبائية، وهو ما يبرز – كما ذكر - ضرورة تطوير إنتاج اللقاحات والمنتجات الصيدلانية في إفريقيا، لافتا إلى أن الجزائر أصبحت جاهزة بشكل أفضل للتعامل مع الأزمات الصحية، لاسيما من خلال القدرة على طرح منتجات صيدلانية في السوق المحلية والدولية.
ع.أسابع