توجت زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى سلطنة عمان، ودامت ثلاثة أيام، تلبية لدعوة من جلالة السلطان، هيثم بن طارق، بإصدار بيان مشترك تم فيه التأكيد على مواصلة تطوير التعاون الثنائي في شتى المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأوضح البيان المشترك أنه "تعزيزا للعلاقات والروابط والصلات الأخوية الوثيقة التي تجمع بين سلطنة عمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وبين قيادتيهما الحكيمتين وشعبيهما الشقيقين وتلبية لدعوة كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، قام فخامة عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، يرافقه وفد رسمي رفيع المستوى، بزيارة دولة إلى سلطنة عمان لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم الاثنين 24 ربيع الثاني 1446هـ الموافق لـ28 أكتوبر 2024م".
وقد عقد قائدا البلدين --يضيف نفس المصدر-- "مباحثات سادتها روح الأخوة والتفاهم والحرص الرصين على مواصلة تطوير التعاون الثنائي في شتى المجالات وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين ويعكس العلاقات والصلات الأخوية التاريخية الراسخة التي تجمعهما، معبرين عن الارتياح لخطوات النهوض بالعلاقات بين البلدين لآفاق أرحب ومجالات أوسع وأشمل بما في ذلك نتائج أعمال الدورة الثامنة للجنة العمانية-الجزائرية المشتركة، والتي عقدت في الجزائر في يونيو الماضي وما صاحبها من ندوة رجال الأعمال، والتي تناولت الفرص الاستثمارية والتجارية الواسعة والواعدة في البلدين".
وأكد القائدان "دعمهما لتلك النتائج ووجها كافة الجهات والقطاعات لتكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية من أجل متابعة وتنفيذ كافة المبادرات والبرامج المشتركة، والتي بلا شك ستعود بالنفع والفائدة على البلدين والشعبين الشقيقين".
ومن هذا المنطلق، بارك القائدان "مبادرة إنشاء صندوق استثماري عماني-جزائري مشترك، يتم من خلاله إقامة شراكات ومشاريع مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة والبتروكيماويات والزراعة الصحراوية والتكنولوجيا والسياحة وغيرها من المجالات الأخرى الواعدة".
كما أكد الجانبان على "أهمية تعزيز فرص التواصل والشراكة على مستوى القطاع الخاص والنهوض بالتبادل التجاري والصناعي والاستفادة من أسواق البلدين وموقعهما في النهوض بالصادرات الوطنية ووصولها لأسواق إقليمية وعالمية".
وأضاف البيان المشترك أن القائدين "رحبا بالتوقيع على ثماني (8) مذكرات تفاهم في قطاعات متنوعة تشمل مجالات ترقية الاستثمار، تنظيم المعارض والفعاليات والمؤتمرات، التربية والتعليم، التعليم العالي، البيئة والتنمية المستدامة، الخدمات المالية، التشغيل والتدريب والإعلام".
وبشأن التشاور وتبادل الآراء والتنسيق حول المستجدات والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة، أكد الجانبان على "ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وعلى لبنان وسوريا وإيران وعلى حق الأشقاء الفلسطينيين بإنهاء الاحتلال اللامشروع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين، وانضمامها الى عضوية الأمم المتحدة".
كما أكدا على "أهمية التعاون والتنسيق بين بلديهما في المنظمات والمحافل الإقليمية والدولية بما يخدم مصالحهما ويسهم في تعزيز العمل العربي المشترك ودعائم الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم"، الى جانب "دعم الجهود الرامية لترسيخ التوجهات السلمية وتعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم من خلال إرساء قواعد القانون الدولي واحترام الشرعية الدولية ومبادئ العدل والإنصاف".
وأشار البيان المشترك إلى أن الجانب العماني عبر عن "تقديره لجهود الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن، في دعم القضايا العربية والعادلة وعلى الدور البارز والبناء الذي تقوم به في هذا الشأن". كما أشاد الجانب الجزائري بـ"الدور الهام والمحوري الذي تقوم به سلطنة عمان في المساعي السلمية لخفض التوترات والدفع بالتفاهم والتعاون الإيجابي بين الدول في المنطقة والعالم".
وأعرب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، عن "شكره وتقديره لأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق وحكومة سلطنة عمان وشعبها العزيز على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة"، متمنيا لسلطنة عمان "المزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادتها الحكيمة". كما وجه دعوة لأخيه جلالة السلطان لزيارة الجزائر، والتي "لقيت بالغ الترحيب من لدن جلالته"، وفقا لما تضمنه البيان المشترك.
وأج