صرح وزير المجاهدين وذوي الحقوق، السيد العيد ربيقة، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، بأن الجزائر ستظل حصنا مدافعا عن القضايا العادلة في العالم بما فيها القضية الفلسطينية "الغالية" و قضية الصحراء الغربية "العادلة" و كل قضايا الشعوب المستضعفة، في إطار الدفاع عن القيم الإنسانية مع كل أحرار المعمورة.
و قال السيد ربيقة في كلمة ألقاها خلال ندوة احتضنها المتحف الوطني للمجاهد تحت عنوان "من انتصار ديان بيان فو إلى الثورة الجزائرية : دروس تاريخية و آفاق مستقبلية"، أن "الجزائر ستظل اليوم في عهد الرئيس عبد المجيد تبون كما بالأمس حصنا مدافعا عن القضايا العادلة في العالم : القضية الفلسطينية الغالية و عن قضية الصحراء الغربية العادلة وكل قضايا الشعوب المستضعفة، لأننا نؤمن بأنه من الوفاء لذاكرة أبطالنا وشهدائنا و مجاهدينا أن نستمر على ما عهدوه لنا و نحفظ هذا الزخم من الكفاح المشترك و القيم الإنسانية العادلة مع أصدقائنا و كل أحرار العالم".
و أفاد بأن "ثورة التحرير المجيدة التي نحتفي بسبعينيتها و معركة ديان بيان فو الفيتنامية نبعتا من سراج واحد - وإن اختلفت جغرافيتهما و سياقاتهما- فإن ما يجمعنا من ذاكرة النضال ووحدوية الكفاح و المصير تجعلنا اليوم أكثر التحاما و تضامنا لمواجهة ما يفرض علينا من محاولات تدنيس بائسة لتاريخنا النضالي المشترك و بناء مستقبل واعد".
و أضاف ربيقة بأنه ب"الرغم من مرور سبعين سنة على معركة ديان بيان فو، إلا أن ذكراها ستبقى عيدا لكل الفيتناميين و لكل أحرار العالم، تخليدا لقوة إرادتهم و لكفاءة قواتهم التي سطرت ملحمة وطنية خالدة في حفظ تراب الوطن".
و أشار الوزير إلى أن هذه المعركة "غيرت الكثير من العقائد والنظريات لدى العسكريين وخبراء الاستراتيجية القومية في العالم و دفعت المختصين إلى إعادة حساباتهم على الأسس التي رسختها هذه المعركة".
و اعتبر أن "اسم البطل العسكري الثوري الذي قاد هذه المعركة، فونكين جياب، صديق الثورة الجزائرية، سيظل راسخا في ذاكرة الأجيال لاقتران اسمه بتحقيق أكبر انتصارات حربية في التاريخ المعاصر"، مضيفا أن هذه الانتصارات كانت مصدر إلهام للثورة التحريرية وساهمت في التعجيل بها.
كما تطرق وزير المجاهدين إلى العلاقات التي جمعت الشعبين الجزائري و الفيتنامي على مر السنين و التي تميزت بالتضامن والصداقة، "حيث تضامن الطرفان في مسالة تقرير المصير والحرية وفي المبادئ المشتركة بين الشعبين، انتصارا لمبدأ الإنسانية و نيل السيادة الوطنية و استرجاع الحرية".
و أكد أن "تضامن الفيتنام مع الجزائر لم يشرع في 1958 و لكن كان قبل ذلك بكثير، حيث يعود إلى سنوات العشرينات من القرن الماضي".
من جانبه، استعرض ضيف الندوة، فو هونغ نام، نجل الجينرال فونكين جياب، مجموعة من الصور التي تعود لمعركة ديان بيان فو. كما أجرى من خلالها مقارنة بين إمكانيات المناضلين الفيتناميين إبان الحرب و كذا الوسائل التي كانت تمتلكها القوات الفرنسية آنذاك.
و قدم بالمناسبة أيضا مدير معهد التاريخ العسكري بوزارة الدفاع الفيتنامية، نغويان هونغ نهيان، عرضا حول القيم والوسائل التي قامت عليها الثورة الفيتنامية و انتصرت ضد المستعمر اذ بالرغم من بساطة معداتها الحربية، استطاعت تدمير أقوى المنظومات الدفاعية للعدو.
و تخلل الندوة عرض شريط وثائقي قصير من إعداد المتحف الوطني للمجاهد حول معركة ديان بيان فو والثورة التحريرية الجزائرية. كما تم تكريم وزير المجاهدين من قبل نجل فونكين جياب، الذي تسلم هو الآخر و كذا مدير معهد التاريخ العسكري الفيتنامي تكريما من قبل الوزير.
واج