أجمع المشاركون في الندوة الرابعة للشباب العربي - الافريقي، أول أمس الخميس بالعاصمة، على أن الشباب هم وقود السلام والتنمية، داعين إياهم إلى الانخراط في العمل لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة.
وأبرز المشاركون في ندوة موسومة ب»الشباب كمحرك لتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة العربية والافريقية من أجل تنمية مستدامة» وتحت شعار «صوت الشباب من أجل السلام»، الدور المحوري للشباب في وضع السياسات والاستراتيجيات التنموية، مرجعين ذلك إلى قدرتهم على تطوير حلول المشاكل مع الحفاظ على التنمية المستدامة.
وشدد رئيس مجلس الشباب العربي الافريقي، السيد نبيل يحياوي، على أن المصالحة والحوار هما السبيل لخروج الدول وتخلصها من نزاعاتها الداخلية، داعيا إلى الجلوس على طاولة الحوار من أجل الوصول إلى جادة الصواب وتحقيق الاستقرار في السودان وليبيا واليمن.
و في حديثة عن نضال الشعبين الفلسطيني والصحراوي من أجل الحرية و الاستقلال، دعا السيد يحياوي مؤسسات المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتها والعمل على تحقيق تصفية الاستعمار فيهما، ومساندة الشعبين الفلسطيني والصحراوي في تقرير مصيرها كحق يكفله لهما القانون الدولي والاتفاقيات الدولية.
و قال الأمين العام لمجلس الشباب العربي والإفريقي، السيد حذيفة المعتصم من السودان، أن الشباب هو المحرك الرئيسي لأي عملية تغيير حقيقية ومستدامة في المجتمع، مضيفا أنه «في ظل العولمة وتكنولوجيا المعلومات، لا يمكننا تجاهل دور الشباب في تشكيل المستقبل من خلال إيمانهم بالقيم الإنسانية».
وأوضح المعتصم أن الشباب العربي والإفريقي يسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في ظل مناخات صعبة مليئة بالصراعات والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، مردفا أن «التنمية المستدامة لا تتحقق إلا من خلال مشاركة الشباب الفاعلة في جميع مراحلها».
من جهته، توقف ممثل الشباب السوداني، عوض حسن، عند النزاع الذي دمر البنية التحية في بلاده، في حين، شدد ممثل الشباب التشادي، دودكسيا سانغور، على ضرورة حدوث اندماج بين الشباب الافريقي والعربي ليناضل ويكافح من أجل كل الشعوب التواقة للحرية.
وبينما لفت سانغور الانتباه إلى أن «التشاد يعيش أزمة حقيقية ويستقبل عددا كبيرا من اللاجئين السودانيين بسبب ما يحدث هناك»، إذ أنه لا يمكن العيش في أمن وأمان واستقرار إذا لم تعش الدول الافريقية الشقيقة بأمن وسلام.
وبدوره، قال ممثل شباب الصحراء الغربية، علي سيدي محمد، أن الشعب الصحراوي لايزال يعاني من ويلات الاستعمار من قبل دولة إفريقية مجاورة، مشددا على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
ولم يتخلف ممثل الشباب البحريني عن الركب حيث اعتبر محمد يحيى البلوشي أن الشباب في العالم يعد كله «طاقة»، في الوقت الذي توقف فيه ممثل الشباب اليمني، حذيفة هطيف، عند دور الشباب كعنصر فعال في النضال الآمن وتعزيز الاستقرار والسلم، قائلا أن من أهم النقاط التي وجب أن تركز عليها الشعوب تمكين الشباب في المجال الاقتصادي لرفع قدرات مجتمعاتهم وكذا في مجال التعليم نظرا للفجوة الموجودة ما بين التعليم في المدارس والجامعات وما هو موجود في سوق العمل ومكافحة الجماعات المتطرفة.
كما تدخل بالمناسبة مختصون في القانون الدولي، على غرار بوجمعة صويلح، الذي شدد على أن «مشاركة الشباب في الحياة السياسية لأي بلد تعطي النفس للآليات المجتمعية داخل البلد المعني، وهو حال القارة الإفريقية»، مشيرا إلى أن منح الاستقلال للشعوب والدول الإفريقية التي كانت ترزح تحت الاستعمار أتى نتيجة تضحيات الشباب الإفريقي ورجاله ونسائه وأطفاله.
بدورها، قالت أستاذة القانون الدولي، وهيبة العربي، أن المبدأ الأول لحقوق الإنسان هو الحق في تقرير المصير، لافتة إلى أنه «حق مخول لجميع الشعوب المستضعفة التي بقيت تحت وطأة الاستعمار».
يذكر أنه تم تكريم المناضل من أجل حقوق الإنسان، محرز العماري، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، السيد عبد المجيد زعلاني، خلال الندوة التي شاركت فيها وفود شبابية من موريتانيا و نيجيريا وكوت ديفوار ونظمتها الجمعية الوطنية «تجمع الشباب الجزائري رجاء للتضامن والتنمية»، في إطار الاحتفالات بالذكرى 70 لاندلاع الثورة التحريرية وعيد الشباب الإفريقي المصادف للفاتح نوفمبر من كل سنة.
(وأج)