كشفت الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات ونظيرتها الفلسطينية يوم أمس بالجزائر العاصمة، عن توجههما لتوقيع اتفاقية شراكة في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، تتضمن خطة لمساعدة حوالي 90 ألف طالب في قطاع غزة على مواصلة تعليمهم عن بعد من خلال عدة حلول إلكترونية سيتم تدارسها.
وفي هذا الصدد أوضح البروفيسور مروان عورتاني، رئيس الأكاديمية الفلسطينية للعلوم والتكنولوجيا في ندوة صحفية نشطها مناصفة مع البروفيسور محمد هشام قارة رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» على هامش الاجتماع السنوي للأكاديميات الإفريقية للعلوم، أن مضمون هذه الاتفاقية التي سيتم توقيعها في المستقبل المنظور، والتي سيتم بلورتها سويا، ستتضمن عدة محاور للتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، سيما في مجال التكوين الخاص بطلبة الدكتوراه.
وأوضح البروفيسور عورتاني أن الاتفاقية التي تقرر أن تحمل عنوان ‹› جسر العلوم الجزائري الفلسطيني ‹›، ستتضمن إقامة مشاريع بحثية مشتركة بين العلماء والباحثين الأكاديميين للبلدين في شتى مجالات العلوم والتكنولوجيا، إلى جانب إقامة ملتقيات علمية مشتركة، فضلا عن الإشراف المشترك على طلبة الدكتوراه.
وأشار في هذا الصدد إلى أن الاتفاقية ستتيح للأساتذة الجزائريين الإشراف على طلبة الدكتوراه الفلسطينيين، كما ستتيح للأساتذة الفلسطينيين الإشراف على طلبة الدكتوراه الجزائريين.
و أبرز المتحدث بأن هذه الاتفاقية ستتضمن خطة وحلولا تكنولوجية، لإنقاذ مستقبل التعليم لطلبة قطاع غزة الذين يقدر عددهم، بما لا يقل عن 90 ألف طالب قبل حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على الفلسطينيين منذ 13 شهرا.
وقال أنه «بعد أن دمرت الحرب بصورة كلية البنية التحتية للجامعات ومقار البحث والدراسة، كان علينا البحث عن سبل استئناف مسيرة التعليم لطلاب غزة وهو ما نحن بصدد دراسته مع الأشقاء الجزائريين، وقد توصلنا إلى توافق مبدئي بشأن الحلول التي تمكننا من تحقيق هذا الهدف».
من جهته أكد البروفيسور قارة بأن أكاديميتي العلوم والتكنولوجيات الجزائرية والفلسطينية ستضبط في آجال قريبة خارطة طريق تتضمن محاور التعاون والشراكة بين جامعات وباحثي البلدين، ذات الاهتمام المشترك، وبشكل مستدام، خاصة في مجال البحث العلمي والتكوين في طور الدكتوراه ورسم خطة لاستكمال تعليم طلاب الجامعات في غزة، الذين يواجهون شأنهم شأن كل ساكنة القطاع حرب إبادة.
وفي سياق ذي صلة تتوجه الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات والأكاديمية السودانية للعلوم إلى توقيع اتفاقية مماثلة.
وفي هذا الصدد أوضح البروفيسور نيمر عثمان البشير، رئيس الأكاديمية الوطنية للعلوم في السودان أن هيئته تعلق آمالا كبيرة على هذه الشراكة والتي تتمناها أن تكون مستدامة سيما في المجالات الأكاديمية والبحثية والتبادلات بين خبراء البلدين.
كما أعرب عن أمل بلاده في أن تشارك الجزائر في إعادة تأسيس البنية التحتية لمراكز البحوث ومختلف البنى التحتية لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي المتضررة من الحرب ‹› بعد أن تتوقف هذه الحرب المدمرة››.
من جهته أكد البروفيسور قارة أن الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات لن تدخر أي جهد في تقديم الدعم والمرافقة لنظيرتها السودانية، وإقامة مشاريع بحثية مشتركة، تنفيذا للتعليمات التي طالما أسداها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، للوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين والسودانيين وتقديم الدعم والمرافقة اللازمتين لهم في مختلف المجالات.
ع.أسابع