وقع، أمس، وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي مع وزير التعليم والاستحقاق الإيطالي على مذكرة تفاهم لتعزيز وتطوير تدريس اللغة الإيطالية في المؤسسات الجزائرية، تكريسا للتوجه العام نحو بناء جيل متفتح على لغات وثقافة الشعوب الأخرى.
وأكد وزير التربية الوطنية بالمناسبة بأن التوقيع على مذكرة تفاهم حول تطوير تدريس اللغة الإيطالية في الجزائر عبر مختلف المؤسسات، يندرج في إطار تعزيز التعاون الثنائي في مجال التربية الوطنية مع الجانب الإيطالي، كما يعد الإمضاء على الاتفاقية فرصة للإطلاع على نظام التعليم الإيطالي، فضلا عن عرض النظام التعليمي الجزائري وآفاق تطويره.
وأضاف الوزير بأن التوقيع على المذكرة شكل مناسبة لتبادل الرؤى والأفكار حول أساليب تطوير اللغة الإيطالية في الجزائر، موضحا بأن الهدف من تعليم اللغة الإيطالية يكمن أساسا في صناعة أجيال قادرة على بناء علاقات مع العالم الخارجي.
وأوضح محمد صغير سعداوي بأن تلقين اللغة الإيطالية عبر عدة مؤسسات يرمي أيضا إلى بناء أجيال متشبعة بروح الانفتاح والتعاون مع الشعوب الصديقة، التي تتقاسم معها الجزائر الكثير من المبادئ الإنسانية، كالتحرر والسلام العالمي.
و قال وزير التربية والاستحقاق للجمهورية الإيطالية "جوزيبي فالديتارا" إن مذكرة التفاهم ترمي إلى تعزيز التعاون في المجال التربوي بين البلدين، مؤكدا بدوره توافق الرؤى حول تكثيف التعاون بين السلطات الجزائرية والإيطالية في مجال التعليم التكنولوجي والتقني.
وحرص وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي ونظيره الإيطالي بالمناسبة على الاطلاع على نظامي التربية والتعليم في البلدين، وكذا تباحث سبل تطوير التعاون وتعزيز العلاقات الجزائرية الإيطالية في مجال التربية، سيما ما تعلق بتحقيق الجودة في التعليم العام والتعليم التكنولوجي عبر مؤسسات التربية والتعليم في الجزائر.
وتباحث الطرفان أيضا سبل تسخير الإمكانيات والوسائل المتاحة لتطوير التخصصات العلمية والتقنية بالمؤسسات التعليمية في الجزائر، تكريسا للاتجاه العام الرامي إلى تثمين الشعب العلمية والتقنية من قبل السلطات العمومية، وتشجيع التلاميذ على الدراسة في هذه التخصصات في الطور الثانوي.
وأكد من جهته وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي بأن مذكرة التفاهم تعد إطارا مرجعيا لتثمين التعاون المتبادل لفتح مدرسة جزائرية في إيطاليا بهدف ربط أبناء الجالية الجزائرية بالوطن الأم.
ويكرس الاتفاق المبرم مع جمهورية إيطاليا في مجال قطاع التربية الوطنية الاتجاه العام نحو تعزيز تدريس اللغات الأجنبية في الجزائر، سيما بعد أن تمكنت وزارة التربية الوطنية بنجاح من إدراج اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي، بدليل النتائج المرضية التي حققها التلاميذ منذ الشروع في اعتماد هذا الإجراء.
وتسعى وزارة التربية الوطنية إلى تحسين أداء المنظومة التربوية وفق مؤشرات الجودة، مع العمل على تمكين التلاميذ من التحكم في اللغات الأجنبية من خلال تحسين البرامج والمناهج وتأطير وتكوين الأساتذة المكلفين بتدريس اللغات.
وينسجم مضمون الاتفاقية الخاصة بتطوير تدريس اللغة الإيطالية في الجزائر مع اتساع نطاق العلاقات الاقتصادية مع جمهورية إيطاليا التي تربطها بالجزائر عدة اتفاقيات تعاون سيما في المجال الاقتصادي، لتضاف إليها مذكرة التفاهم مع قطاع التربية.
ولم يفصح وزير التربية الوطنية على هامش التوقيع عن الاتفاقية عن آليات ومجال تدريس اللغة الإيطالية على مستوى المؤسسات المعنية، غير أنه أكد رغبة القطاع في تعزيز وتطوير تدريس هذه اللغة في الجزائر، سيما في ظل إقبال الطلبة وفئة المتمدرسين على اتقان اللغات الأجنبية من أجل تسهيل التواصل مع العالم وتطوير وسائل وآليات البحث العلمي، خاصة في الطور الجامعي.
لطيفة بلحاج