يعتزم الديوان الوطني للأوقاف والزكاة إبرام مجموعة من الاتفاقيات مع مؤسسات مجتمعية، بغية المساهمة في جمع وتحصيل الزكاة، كما أكّد مديره، محمد بوزيان، أمس، خلال ندوة تحسيسية حول صندوق الزكاة بقسنطينة الالتزام بتطوير المؤسسة لتحقق مقاصدها والاعتماد على الرّقمنة، لافتا أنّ ترقية الأوقاف ونظام الزكاة مسألة ثابتة في برنامج رئيس الجمهورية.
واحتضن مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة ندوة تندرج ضمن الحملة التحسيسية 23 لصندوق الزكاة لسنة 2024، حيث اختير لها كشعار "زكاتك طهرة لمالك ودعم لإخوانك"، وقال في مداخلته رئيس الديوان الوطني للأوقاف والزكاة، محمد بوزيان، إنّ ترقية الأوقاف ونظام الزكاة يعدّ نقطة ثابتة ضمن برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لتمكينها من دعم التضامن والتماسك الاجتماعي بين المواطنين، بالإضافة لكونها "هم" للدولة الجزائرية بكل قطاعاتها، وهو ما يتجسّد في وجود الديوان الذي يمثّل مؤسسة مستقلة ذات شخصية معنوية واعتبارية.
ولفت المتحدّث أنّه تمّ السعي من خلال نشاطات الديوان الوطني للأوقاف والزكاة وإشراف الوزارة الوصية أن تساند مؤسسات أخرى غير مؤسسات الشؤون الدينية في جمع وتوصيل الزكاة إلى قطاعات أرحب على حدّ تعبير، بوزيان، مع التوجّه إلى أناس مقصودين شرعا وواقعا يتمثلون في أرباب المال، التجار، الحرفيين والصناعيين، من خلال ربط العلاقة مع هذه الجهات عبر اتفاقيات وشراكة، فيكون العمل جماعيا تضامنيا بين هذه المؤسسات، سواء التابعة للدولة أو تلك المجتمعية، بحيث نتجت في هذا الإطار اتفاقية بين الديوان الوطني للأوقاف والزكاة مع الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين كأوّل تجربة.
وأكّد ذات المتحدّث أنّ الديوان مسؤول على تطوير مؤسسة الزكاة وترقيتها وتنميتها حتى تحقّق مقاصدها، مع لزوم تمتين الثقة بين المزكي والمستحق لها، بينما صرّح على هامش الندوة أنّ الديوان مهيكل من خلال مديريات عديدة، بحيث يعمل على برنامج الدولة الجزائرية المتمثل في رقمنة قطاع الأوقاف والزكاة، إذ تعتبر الطريق الأولى لضمان عمل جاد والشفافية في التحصيل والتوزيع، أيضا السرعة في تنفيذ المشاريع المتعلقة بالأوقاف والزكاة، فضلا عن ضمان حسن إدارة شؤونها ومن جهة ثانية تسهيل العمليات الخدمية للمواطنين.
وأردف، بوزيان، أنّ الديوان ينوي عقد اتفاقيات كثيرة مع مؤسسات عمومية وخاصة وجمعيات واتحادات وطنية، كالاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، الغرفة الوطنية للموثقين، الكونفدرالية الوطنية للفندقة والسياحة، أرباب المال والمؤسسات الصناعية والفلاحية.
من جهته اقترح الأمين العام للاتحاد الوطني للتجار والحرفيين، بدريسي عصام، في مداخلته بالمناسبة تحسين الإطار التشريعي والتنظيمي المتعلّق بالزكاة بما يتماشى مع المتغيّرات الاقتصادية والاجتماعية، عبر تقديم امتيازات وتحفيزات ضريبية، كاقتراح آليات تسمح بخصم قيمة الزكاة المدفوعة من الضريبة، كذلك جعل الزكاة مكملا أو بديلا جزئيا عن الضريبة من خلال تطوير مقترحات لذلك مع توافقها والخطوات والتشريعات القائمة عليها، كذلك تشجيع الاستثمار الوقفي كمنح الأولوية في الاستفادة من هذا الاستثمار لأكبر المزكين ما يسهل تحقيق الأهداف المرجوّة من الصندوق وتأسيس جوائز وطنية سنوية في أداء الزكاة.
وتمّ خلال الندوة استعراض الحصيلة الإجمالية المؤقتة للحملة 23 بقسنطينة إذ قاربت 3 ملايير و700 مليون سنتيم.
إسلام. ق