* إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي خلال 3 أو 4 سنوات
تخوض شركة» فيترو بلونت ألجيري» الجزائرية الإيطالية تجربة جديدة في إنتاج بذور البطاطا تعتمد على الزراعة الهوائية، وحققت هذه التجربة التي اعتمدتها الشركة بالزاوية ببلدية بني تامو بولاية البليدة نتائج معتبرة، ويمكن أن تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي من بذور البطاطا خلال 3 أو 4 سنوات القادمة، في حال توسيع هذه التجربة ودخول متعاملين اقتصاديين وفلاحين هذا الميدان، وتوسيع المساحات الزراعية المخصصة لهذا النوع من الإنتاج الذي يعتمد على البيوت البلاستكية، وفق تقنيات دقيقة، تكون فيها البذور في الهواء وليست في التربة.
وأشار في هذا السياق عبد اللطيف بن منصور نائب مدير شركة « فيترو بلونت» الجزائرية الإيطالية المختصة في إنتاج أنواع وأصناف الأشجار المثمرة والأشجار الغابية عن طريق الأنسجة والتي تأسست في 2017، إلى أن الزراعة التقليدية لشتلة بطاطا تنتج 4 حبات من البطاطا، في حين الطريقة الجديدة القائمة على الزراعة الهوائية، تنتج شتلة واحدة من البطاطا 30 حبة بطاطا أو أكثر، وأضاف نفس المسؤول في تصريح للنصر أمس أن الهدف من تطبيق هذه التجربة هو المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال بذور البطاطا بتضافر جهود متعاملين آخرين في هذا الميدان، ولم يستبعد نفس المتحدث التوجه نحو التصدير في حال توسيع التجربة وتحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي.
وأشار المسؤول ذاته إلى أن من مميزات تقنية الزراعة الهوائية أنه يمكن في مساحة صغيرة إنتاج كميات كبيرة، لافتا إلى أن هذا الاستثمار مكلف للموارد ويتطلب تجهيزات كبيرة، لكن بعد الدخول في الإنتاج يمكن تعويض أو استرجاع تكاليف الاستثمار، أمام حجم المردود الكبير من الشتلة الواحدة مقارنة مع الزراعة التقليدية. 
وأبرز نائب مدير الشركة أن الجزائر تستورد حاليا 90 مليون دولار من بذور البطاطا، وبذلك هذه التجربة الجديدة في الزراعة ستساهم في خفض هذه الفاتورة بشكل كبير، مشيرا إلى أن الشركة حاليا انتقلت من إنتاج شتلات الأشجار المثمرة إلى بذرات أو شتلات البطاطا من الجيل صفر، وأوضح أن الشتلة تخرج من المخبر ثم تحول لتغرس عن طريق التقنية الجديدة وهي الزراعة الهوائية، التي من خصائصها هي غرس الشتلة في تربة خاصة، والأوراق والجذور تكون عالية، وفي نظام خاص بهذه الزراعة، حيث تكون الجذور في الهواء، مضيفا بأن الشتلة الواحدة تعطي كميات كبيرة من بذور البطاطا، وهي «درنات» أو بذرات من الجيل صفر، ومنها يتم الانطلاق إلى الجيل الأول ثم الثاني والثالث والرابع.
وأضاف نفس المسؤول أن هذه الزراعة الحديثة لا تزال في المراحل التجريبية، حيث أطلقتها الشركة منذ سنة فقط، مؤكدا أن هذه التجارب حققت نتائج جيدة، في حين هذه العملية يجب أن تتوسع وتنتقل من مرحلة الجيل صفر إلى المراحل الأخرى، وأفاد أن كل مرحلة من هذه المراحل تحتاج إلى مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وقال إن هذا المشروع لا يخص شركة »فيترو بلونت» وحدها، بل لابد من شراكة مع متعاملين آخرين وفلاحين، من أجل الوصول إلى تحقيق اكتفاء ذاتي من بذور البطاطا التي تتطلب حسبه توفير عشرات الآلاف من الهكتارات التي تخصص في البداية مساحات منها لزراعة بذور البطاطا ثم تخصص بعدها مساحات أخرى لإنتاج البطاطا الموجهة للاستهلاك.
وقال إن الجزائر تستورد بذور البطاطا من الصنف الأخير، مؤكدا بأنهم يطمحون من خلال التنسيق مع وزارة الفلاحة إلى الوصول إلى الجيل الرابع من بذور البطاطا والتي تمتاز بالنوعية والكمية، ثم الانتقال إلى الجيل الخامس والسادس بعدها، وأضاف أن اهتمام هذه الشركة منصب على الجودة والكمية، وقد وضعت تصورا لذلك، سيتم العمل على تجسيده في أقرب وقت. وأكد بن منصور أنه من خلال الاجتماعات التي عقدت مع مسؤولي وزارة الفلاحة تم الاتفاق على أن يكون الجيل الرابع من زراعة البطاطا الهوائية مخصصة للاستهلاك البشري، لافتا إلى وجود مشروع يتم التحضير له مع الوزارة الوصية وفاعلين آخرين في هذا المجال من أجل الوصول إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في الجزائر من بذور البطاطا، مؤكدا أن هذا البرنامج يتطلب تضافر الجهود للوصول إلى هذا الهدف.
وبخصوص المشاريع الأخرى التي تحضر لها الشركة باعتماد تقنيات حديثة، كشف نائب المدير عبد اللطيف بن منصور عن مباشرة اتصالات مع مسؤولي شركة أخرى في مجال إنتاج التمور بغرض إنتاج شتائل التمور بتقنيات حديثة، وقال إن هذا المشروع سيجسد قريبا، لافتا إلى قيام الشركة بعمليات تصدير لشتلات الأشجار للإمارات، كما أنها في تواصل مع مستثمرين من ليبيا وموريتانيا من أجل التصدير، مؤكدا أن الشتلات الجزائرية لقيت اهتماما كبيرا من طرف الأجانب. نورالدين ع
