كشفت، أمس، رئيسية مصلحة الطب النووي بمركز مكافحة السرطان بعنابة الدكتورة عثمان رجاء، في تصريح للنصر، عن اعتماد تقنية جديدة لعلاج سرطان الغدة الدرقية باليود المشع، تسمح بإعطاء نتائج أكثر فاعلية لعلاج المرضى، وعدم تعرضهم لتأثيرات ثانوية أثناء فترة العلاج.
وأوضحت الدكتورة رجاء، بأن المصلحة تدعمت بجهازين جديدين سمحا بتطبيق بروتوكول علاج دقيق لسرطان الغدة الدرقية، حيث أصبحت الجرعات الممنوحة للمرضى، تتم عبر تطبيق معادلة كيمائية لليود المشع، حسب درجة الإصابة دون زيادة ولا نقصان، مما يسمح ببقاء نشاط الغدة الدرقية على حالتها الطبيعية وبشكل جيد، إلى جانب تعزيز إفراز الهرمونات بالشكل الكافي، عكس العلاج القديم الذي قد يُصيب الغدة الدرقية بالخمول بعد إجراء العلاج.ويهدف تطبيق بروتوكول العلاج الجديد، إلى تقليل الجرعات الإشعاعية إلى الحد الأدنى، مع ضمان أعلى جودة في التشخيص والعلاج، بما يحقق سلامة المرضى والعاملين.
وتعمل هذه التقنية، حسب المصدر، إلى جانب تشخيص أمراض الغدة الدرقية، حساب جرعات العلاج باليود المشع، أيضا علىدراسة الأسباب المؤدية إلى المرض، مما يعزز فرص التشخيص المبكر وتقديم العلاج الأمثل.كما يجري التنسيق مع مصلحة التصوير الطبي، لإجراء الفحوصات التكميلية .
وذكرت الدكتورة رجاء عثمان، بأن مصلحة الطب النووي بعنابة، تشرف على علاج 600 مريض من مختلف ولايات الوطن، بعضهم قادم من ولاية تمنراست، كما تصل قائمة الانتظار لحجز المواعيد لنحو شهرين، في ظل انعدام أطباء اخصائيين، حيث تشرف بمفردها على جميع المرضى، إلى جانب الفيزيائي الطبي بن عبدالصادق عبد الهادي، القادم من ولاية ورقلة، الذي يقدم في جهد كبير لتشغيل الأجهزة، رغم أنه متعاقد غير مثبت في المنصب، حيث دعت الدكتورة رجاء السلطات المركزية، للتدخل من أجل دعم المصلحة بالأطباء المتخصصين، للتكفل بالمرضى والتقليل من قائمة الانتظار، في ظل الجهود الكبيرة، التي يبذله كامل الطاقم الطبي وشبه الطبي لعلاج المرضى القادمين من مختلف ولايات الوطن.
وأضافت المصدر، بأن مصلحة الطب النووي، انطلقت في مهامها سنة 2014 بإجراء الفحوصات على المصابين بسرطان الغدة الدرقية، وفي 2020 تم تجهيز المصلحة بأجهزة جد متطورة بجودة عالية من طراز أوروبي، منها جهازا « سانتي غرافي» واحد يحتوي على جهاز سكانير مدمج، يمكن من تشخيص الأمراض بكل دقة، وأشارت المتحدثة، بأن مرضى الولايات الشرقية، كان يتم تحويلهم للعلاج باليود المشع إلى مستشفى تلمسان وكذا بولوغين بالجزائر العاصمة، الوحيدين اللذين يستقبلان المرضى القادمين من شرق البلاد.
وتمنت المتحدثة، قرار الحكومة و وزارة الصحة، الموافقة على اقتناء جهاز التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني « بات سكان» وهي تقنية متقدمة جدا للتصوير الطبي تستخدم مادة مشعة لتصوير الأعضاء والأنسجة داخل الجسم، حيث قدمت الطلبية للمؤسسة المصنعة، يرتقب جلبه ودخوله الخدمة خلال السداسي الأول من سنة 2025، حيث سيضمن هذا الجهاز علاجا نوعيا ومجانيا لمرضى السرطان على مستوى الولايات الشرقية.
وحسب الدكتورة عثمان رجاء، يعمل جهاز التصوير المقطعي « بات سكان» على دمج الفحص مع التصوير المقطعي المحوسب لتوفير صور دقيقة وشاملة، تُظهر كلا من البنية التشريحية والوظيفية للأعضاء والأنسجة، يمكن من توفير الكشف ومتابعة المريض، وهو الجهاز الوحيد الذي يمنح جميع المعلومات، التي تمكن من العلاج الدقيق و الحصول على أحسن نتائج للتشخيص، وهو متوفر حاليا في مستشفى باب الواد في الجزائر العاصمة، يوجد على مستواه جهازان، ومصحة محمودي في ولاية تيزي وزو، وكذا بمصحة خاصة بقسنطينة، ما يستدعي جلب المزيد من هذه الأجهزة نظرا للارتفاع الكبير في الإصابة بمختلف الأمراض منها السرطان.
حسين دريدح