دعا يوسف أوشيش، الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية إلى اليقظة ، و تشجيع الحوار والاستعداد الدائم لتقديم التنازلات وتشكيل التوافقات للحفاظ على البلاد وتعزيز وحدتها وتماسكها في ظل التغيرات الإستراتيجية الكبرى
التي يشهدها العالم.
عقدت جبهة القوى الاشتراكية أمس بالمقر الوطني للحزب دورة طارئة للمجلس الوطني، وفي كملة له بالمناسبة أكد الأمين الوطني الأول للحزب يوسف أوشيش، أنه وفي ظل التغيرات الجيواستراتيجية الكبرى التي شهدها العالم فإنه بات من الضروري «تغيير المقاربات وتبني وتشجيع الحوار مع الاستعداد الدائم لتقديم التنازلات وتشكيل التوافقات من أجل الحفاظ على البلاد وتعزيز وحدتها وتماسكها».
وأضاف أن الاستقرار الحقيقي لن يتحقق إلا من خلال تسيير سياسي حكيم يعتمد على بناء إطار ديمقراطي قادر على بعث الثقة وحماية المصلحة العليا للأمة، وهذا هو الحصن الأقوى ضد كل محاولات تقويض السيادة الوطنية وتهديد الوحدة الترابية.
وفي نفس السياق حذر مسؤول الأففاس من التداعيات الخطيرة المستقبلية للتطورات الأخيرة في سوريا وتأثيرها في التوازنات الهشة بالأساس، ليس فقط في المنطقة بل أبعد من ذلك من خلال التغيير الذي سيمس التحالفات واستراتيجيات القوى العالمية، وإعادة تشكيل و بروز موازين قوى جديدة على مستوى الشرق الأوسط والعالم ككل.
ومنه شدد على ضرورة أن تشكل هذه الأحداث «درسا» لنا وتذكرنا بحقيقة ثابتة غير قابلة للتأويل هي أن «قوتنا تكمن في وحدتنا ومدى قدرتنا على بناء منظومة قوية ومستقلة تمكننا من حماية أنفسنا من هذه التحولات الجيواستراتيجية الكبرى الماثلة أمام أعيننا».
وأضاف أن جميع القوى الحية للمجتمع عليها أن تدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أن عملية إرساء البناء الوطني يجب أن تكون ضمن عملية شاملة لبناء وطن قوي قادر على مواجهة هذه التحولات، ومن الضروري تعزيز المؤسسات وتطوير استقلاليتنا الإستراتيجية وضمان الاستقرار والسلم الداخلي من خلال حوكمة عادلة شاملة ومسؤولة.
ومن هذا المنطلق دعا أوشيش الجميع سلطة والقوى الحية للأمة إلى الانخراط فيما أسماه «ورشة كبيرة للسيادة والقدرة على التكيف والاتحاد والتسلح بإرادة مشتركة تمكن من بناء مستقبل آمن مزدهر ومستقل بعيدا على الاضطرابات الجيواستراتيجية والتأثيرات الخارجية».
واعتبر في هذا الصدد أن السيادة الوطنية بكل أبعادها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية متى تدعمت بانفتاح سياسي وديمقراطي حقيقي ستكون حتما حجر الأساس للصمود والمرونة والقدرة على التكيف، وأنه بتعزيز هذه السيادة الشاملة « سنتمكن من تحصين أنفسنا من المخاطر الخارجية ومن توظيفات التنافس الدولي المحموم ومحاولات زعزعة الاستقرار».
و للوصول إلى تحقيق هذا المسعى يستلزم الأمر- يضيف ذات المتحدث- مباشرة مشاريع إصلاحية جريئة وعميقة لتعزيز المؤسسات وكذا الالتزام بإحداث ثورة في بعض القطاعات الرئيسية على غرار التعليم والصحة و الصناعة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا.
كما حث أوشيش على اليقظة ومحاربة النقاشات العقيمة والمناورات الهادفة إلى التفرقة والانقسام، وحذر من عودة النقاشات السامة والخبيثة، التي ترمي إلى خلق أجواء من الانقسام وضرب المواطنين بعضهم ببعض، و دعا إلى رفض استغلال الحساسيات المرتبطة بالمنشأ الجغرافي أو المكانة الاجتماعية، حيث يجب أن تكون الوحدة الوطنية المدعومة بتمسكنا العميق بجذورنا التاريخية المشتركة هي البوصلة.
وخلص إلى التأكيد على أن قوتنا اليوم أكثر من أي وقت مضى في وحدتنا وأن المرونة والقدرة على التكيف هما الأمان لحماية الوطن والمستقبل معا.
إلياس -ب