قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري أول أمس الخميس، إن الجامعة الجزائرية اليوم بدأت تحضر تعليمها وتكوينها لجامعة الغد في اطار البرنامج القطاعي للوزارة رقم 26/24، الذي يستمد تفاصيله من برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لعصرنة الجامعة في مختلف الميادين والتخصصات، و كشف عن رقمنة كل المكتبات الجامعية عبر الوطن في مارس المقبل.
وخلال تدشينه أول مكتبة على المستوى الوطني رقمية مائة بالمائة وهذا بالمكتبة الجامعية المركزية بمجمع الدكتور طالب سليم مراد جامعة وهران 1، كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أنه سيتم رقمنة كل المكتبات الجامعية عبر الوطن في مارس المقبل، وأن هذا يندرج في إطار مسعى الرقمنة الذي أقره رئيس الجمهورية بهدف تحسين الوصول إلى الموارد العلمية وتعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم العالي، كما أن مسار الرقمنة في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، بدأ يعطي ثماره ويحقق مبدأه العام المرتكز على التبسيط والفعالية، حيث يمكن الدخول الى هذه المكتبة وتصفح كل الوثائق الموجودة بها عن طريق شريحة، فكل الكتب المرقمنة تحمل شريحة تمكن الطلبة من تصفح الكتب بطريقة حرة، كما أن الدخول حر ومسموح للجميع سواء من أجل المطالعة أو استعارة الكتاب لأخذه للبيت وهنا يكون التعامل بترخيص وفق الوزير.
و أبرز بداري أن كل طالب له رقم إلكتروني و رقم تعريفي رقمي، معتبرا في كلمته التي ألقاها خلال إشرافه على اختتام فعاليات المدرسة الشتوية للبرمجيات الحرة «لينوكس» المنظمة بجامعة وهران 1 «أحمد بن بلة» منذ أيام، أن تعلم طلبة الدكتوراه للبرمجيات المفتوحة والحرة لما لها من مزايا اقتصادية وأخلاقية ومزايا اجتماعية أيضا، يساهم في أن يصبح للجزائر مكانة في مجال الأمن السيبراني الذي هو محور إستراتيجي للاقتصاد الوطني، من أجل جعل الجزائر المنتصرة بلدا منافسا بشهادة جامعية ونظام معلوماتي جزائري، وبلدا قويا يتقن التكنولوجيا الحديثة والدقيقة التي تمكنه من منافسة الدول المتقدمة.
وكان الوزير قد استهل زيارته الميدانية لقطاعه بوهران، بتدشين معهد علم الاجرام التابع لجامعة وهران 1 أحمد بن بلة، والذي يُعدّ الأول من نوعه على المستوى الوطني والعربي والإفريقي، حيث يضم 620 طالبا في السنة الأولى و120 طالب ماستر في القانون الجنائي والعلوم الجنائية وماستر في علم الجريمة، علما أنه تتوفر به عدة تخصصات على غرار الطب الشرعي وقانون الإجراءات الجزائية والبيولوجيا والجرائم السيبرانية والجرائم المالية وغيرها، وأكد بداري أن معهد الإجرام سيعطي وثبة نوعية وترشيد وتجويد التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر.
ودعا الوزير خلال معاينته لمشروع المنشأة البحثية للكيمياء الخضراء بالمجمع الجامعي «عبد المالك مرتاض» ببلدية بئر الجير، إلى ضرورة استغلال هذه المنشأة كي تكون لها قيمة مضافة في الاقتصاد المحلي و الوطني، وأن لا تستخدم هذه المنشآت في البحث العلمي فقط، كما أشاد أثناء معاينته معرض خاص بالمؤسسات الناشئة الحاملة لوسم «مشروع مبتكر»، بالعدد الهائل من المؤسسات الناشئة والمؤسسات الاقتصادية المصغرة التي أنشأتها جامعة وهران1 والتي من شأنها تعزيز الدور الاقتصادي للجامعة وكذلك خلق قيم مضافة مختلفة للاقتصاد المحلي والوطني، وبأن تقوية المقاولاتية والابتكار في الجامعة من خلال مركز تطوير المقاولاتية، حاضنة الأعمال ومركز التعليم المكثف للغات، سيمكن من تكوين جيل طلبة مواطن، يعرف قانون بلده ويحترمه، متفتح على الحضارة والمجتمع ويأخذ بعين الاعتبار احتياجات وسطه الجامعي، وعبر بداري عن استعداده لوضع هياكل تحت تصرف أصحاب المؤسسات الناشئة لمباشرة عملية الإنتاج.
بن ودان خيرة