أكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري، أمس، حرص الأساتذة على مرافقة التلاميذ لإتمام المقرر الدراسي في الوقت المحدد، مع العمل على تدارك الدروس التي تعطل تنفيذها بسبب الاضراب الذي شهدته بعض المؤسسات التعليمية.
وأفاد صادق دزيري في تصريح «للنصر» بأن الأساتذة على أتم الاستعداد لتجسيد ما تبقى من المقرر الدراسي، فضلا عن مرافقة التلاميذ وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على استقرار المدرسة من خلال الحضور اليومي إلى الأقسام في ظل التحلي بالانضباط، من أجل المساهمة في توفير الظروف الملائمة للدراسة في أجواء مناسبة ومريحة.
وقال المتدخل إن نقابات التربية الوطنية بادرت بإطلاق نداءات للتلاميذ للحفاظ على قدسية المدرسة، من خلال الالتحاق بالأقسام لمزاولة الدروس المقررة، لأن المكانة الطبيعية للتلميذ هي المؤسسة التعليمية وليس الشارع، في إشارة إلى الحركة الاحتجاجية التي شهدتها مؤسسات تعليمية بدعوى المطالبة بتخفيف البرامج.
وشدد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتعليم على ضرورة مساهمة كافة أعضاء الأسرة التربوية في إرشاد التلاميذ ومرافقتهم، سيما من قبل الأولياء، من أجل حمايتهم من كل ما من شأنه أن يؤثر على مسارهم الدراسي، أو يؤدي إلى الزج بهم إلى الشارع.
وأكد المصدر بأن تدارك ما فات التلاميذ من دروس ليس بالأمر الصعب على الأساتذة، من خلال المرافقة اليومية على مستوى الأقسام، قائلا إن ما يشغل بال نقابات القطاع هو الحفاظ على مكانة المدرسة، بجعلها الملاذ الآمن للتلميذ من أجل تلقي العلوم والأخلاق الحميدة.
وأوضح صادق دزيري بأن المؤسسات التعليمية تعمل بدورها على فرض الانضباط وإلزام التلاميذ باحترام القانون الداخلي للمؤسسة الذي يمنع الغيابات المستمرة دون مبرر واضح وشرعي كالمرض، قائلا بأن فرض القانون واجب حفاظا على قدسية المدرسة.
وأشار رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين إلى تلقي المؤسسات التعليمية مراسلات من مديريات التربية الوطنية تقضي معاقبة التلاميذ الذين يتغيبون عن المدرسة دون مبرر، موضحا بأن الإجراء جاء بناء على توجيهات من الوزارة الوصية لإعادة الأمور إلى نصابها وتوفير الظروف الملائمة لتنظيم الفروض وكذا الامتحانات الفصلية التي أضحت على الأبواب.
ووجه بدوره وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي مؤخرا تطمينات للتلاميذ بسهر الوصاية على توفير كل الوسائل والظروف لمرافقة التلاميذ بيداغوجيا، مؤكدا التزام الوزارة بتقليص البرنامج الدراسي، بما يخدم مصلحة التلميذ ويحافظ على جوهر المنظومة التربوية، وفي ظل احترام المعايير العالمية لساعات الدراسة أسبوعيا. كما أكد الوزير عدم اتخاذ أي قرار أو إجراء يتعلق بتلقي دروس الدعم خارج المؤسسات التعليمية، مع الحرص من أجل الحفاظ على هدوء التلاميذ واستقرارهم، بغية إتمام السنة الدراسية في أحسن الظروف، سيما وأن القطاع يستعد لتنظيم الامتحانات الرسمية في آخر الموسم. وبادرت بدورها جمعيات أولياء التلاميذ إلى التحرك على مستوى المؤسسات التعليمية لتحسيس التلاميذ بضرورة التقيد بالنظام الداخلي للمؤسسة، وعدم الانسياق وراء الدعوات المشبوهة التي ترمي إلى زعزعة استقرار القطاع، مؤكدة الاستعداد لتوسيع نشاطها داخل المدارس شريطة تلقي تسهيلات من قبل المصالح الإدارية لتنصيب مكتب لها وتنظيم جمعيات عامة.
واتفق معظم المتتبعون للشأن التربوي على الدور الفعال لأولياء التلاميذ في ضمان استقرار المؤسسات التعليمية عبر المرافقة المستمرة للأبناء المتمدرسين بصفة مستمرة ودائمة، إلى جانب تذكير التلميذ بما ينص عليه القانون الداخلي للمدرسة في حق المتغيبين دون سبب شرعي.
ويمكن فصل التلميذ عن المدرسة في حال التمادي في الغياب عن المدرسة، إذ يتم اشعار الأولياء كتابيا إذا غاب التلميذ لثلاثة أيام متتالية لتبرير الغيابات، وفي حال استمرار الغياب لأسبوع آخر يرسل إلى الأولياء إشعار ثان، وفي حال عدم الرد مع التمادي في الغياب لأسبوع آخر عن الدراسة، وبعد استنفاد كافة الإجراءات القانونية يتم فصل التلميذ وشطبه من قوائم المؤسسة.
لطيفة بلحاج