أعلن، أمس، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، عن إطلاق منصتين رقميتين جديدتين «هكاثون» و»بحثك» تهدفان إلى تطوير البحث العلمي وجعله في خدمة المؤسسات الاقتصادية، بفضل الحلول المبتكرة التي ستوفرها المنصتان، و وسائل جد متطورة لتحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد بداري بالمناسبة بأن منصة «هكاثون» وهو تطبيق جزائري ذكي، وكذا منصة «بحثك»، تهدفان إلى تطوير مجال البحث العلمي تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية الذي يسعى إلى جعل الجامعة رافدا اقتصاديا، ولتعزيز دور العلوم والرياضيات في تحفيز الاقتصاد، موضحا بأن المنصتين تضاف إلى 60 منصة تم إطلاقها سابقا.
وأوضح من جهته المدير العام للبحث العلمي بالوزارة محمد بوهيشة في تصريح «للنصر» بشأن المنصة الجزائرية «هكاثون»، بأنها تحمل تسمية مشتقة من اللغة الإنجليزية، تستعمل في المنافسات العلمية التي تجري بصفة مستمرة لمدة محددة دون انقطاع، بإشراك باحثين بارزين لإنتاج فكرة معينة تساهم في معالجة إشكالات يتم التعبير عنها من طرف المؤسسات الاقتصادية أو الهيئات التابعة للدولة.وتستخدم المنصة الرقمية «هكاثون» للإعلان عن احتياجات المتعاملين الاقتصاديين لتطوير منتوج معين، وذكر المصدر على سبيل المثال إطلاق دعوة من قبل المتعاملين لابتكار تصميم خاص بالطائرة المسيرة، من أجل الخروج بمنتوج يمكن تطويره وتصنيعه لاستعماله في مجالات عدة، على غرار مكافحة الحرائق.
وتتولى الفرق البحثية أو المؤسسات الناشئة المبتكرة أو الطلبة الباحثين القيام بالبحوث اللازمة للإجابة على انشغالات الشركاء الاقتصاديين أو المؤسسات التابعة للدولة المعبر عنها من خلال منصة «هكاثون»، وتعرض النتائج المتوصل إليها على الخبراء لتقييمها واتخاذ قرار بشأنها، وفي حال ما إذا كانت الابتكارات التي يصل إليها الباحثون تستوفي الغرض، يتم تحويلها للمتعاملين الاقتصاديين من أجل التصنيع والتسويق، في ظل الحفاظ على حقوق الفرق البحثية.كما يمكن استخدام منصة «هكاثون» لإيجاد حلول سريعة لمشاكل تعترض تسيير المرافق العمومية أو المؤسسات التابعة للقطاع الخاص، وذكر الأستاذ بوهيشة على سبيل المثال سبل مواجهة الاكتظاظ بالمراكز البريدية، بمعنى أن البحوث التي يتم إطلاقها عن طريق المنصة لا تقتصر على ابتكار منتجات ملموسة لأجل التسويق، بل تشمل أيضا تحسين قطاع الخدمات.
وتتمثل المنصة الثانية التي أطلقها كمال بداري أمس في منصة «بحثك»، وتستخدم في عرض مختلف كيانات البحث العلمي التي توضع تحت تصرف الفرق البحثية من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، من بينها المخابر ومراكز البحث وكذا فرق الباحثين، وتعد أيضا فضاء مشتركا لتقاسم ومشاركة الأعمال والبحوث العلمية.كما تتضمن منصة «بحثك» الحلول والنماذج التي تحوز عليها كيانات البحث العلمي بخصوص مواضيع مختلفة، ويقصد بها وفق المدير العام للبحث العلمي بالوزارة، الحلول الابتكارية التي تم التوصل إليها من قبل من طرف الباحثين في مجالات متعددة، من أجل الاستعانة بها كأرضية خصبة لتطوير البحوث والابتكارات.وأضاف المصدر بأن المنصة تقدم كذلك القدرات العلمية، من فرق بحثية ووسائل مادية من مخابر ومراكز بحث وتجهيزات، لصالح المؤسسات الاقتصادية ومختلف الهيئات، لتطوير منتجات محددة أو تحسين مستوى الخدمات.
كما تعكف الوزارة على إتمام بحوث هامة تتعلق بمجالات استراتيجية، وهي الفلاحة والثروة الحيوانية والتكنولوجيا الحديثة و تصنيع الزيوت النباتية، وقد تلقى وزير التعليم العالي مؤخرا عرضا مفصلا حول البحث المتعلق بتطوير الأعلاف، زراعة الأركان، وتضمن خارطة جغرافية جهوية لتطوير هذه الزراعة.
كما استمع الوزير في إطار التقييم الدوري لهذه البحوث ذات الطابع الاستراتيجي، إلى العرض الخاص بتطوير زراعة الزعفران، على أن يتم تقديم الوثيقة النهائية للاستراتيجية الوطنية لتطوير انتاج الزعفران أو البترول الأحمر قريبا.
وأضاف الأستاذ محمد بوهيشة بأن الوزارة تتابع أيضا تجسيد بحث هام حول الحد من زحف الرمال على المنشآت الكبرى من بينها السكك الحديدية، إلى جانب البحث الخاص بتقوية إنتاج الثروة الحيوانية، أي المواشي والأغنام والأبقار، ويشرف على إنجازه فريق من الباحثين تابعين للمدرسة الوطنية للبيطرة، للخروج باستراتيجية تعنى بتحسين الإنتاج الحيواني باستخدام تقنيات حديثة.
كما تشمل المشاريع البحثية الاستراتيجية الكبرى التي أطلقتها الوزارة تصنيع الرقائق الإلكترونية لإنتاج أول شريحة جزائرية، ينتظر الكشف عنها يوم 10 فيفري
الجاري. لطيفة بلحاج
