أشاد وزير الري، طه دربال، بقوة، بالإستراتيجية الوطنية التي وضعها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لضمان الأمن المائي في البلاد، وبقراره التاريخي والاستراتيجي القاضي بتحلية مياه البحر، و إعادة استغلال المياه المستعملة المصفاة في الفلاحة و الصناعة.
أشرف وزير الري، طه دربال، أمس بقصر المعارض بالصنوبر البحري على فعاليات إحياء اليوم العالمي للماء، الذي اختير له هذه السنة شعار « أنقذوا أنهارنا الجليدية» بحضور عدد من أعضاء الحكومة، وفي كلمة له بالمناسبة نوه دربال بقوة بالإستراتيجية التي تتبعها الجزائر لحشد المياه وتحقيق الأمن المائي.
وفي هذا الإطار، قال الوزير أن الجزائر كانت سباقة في السعي إلى تحقيق توفير المياه بغية استعمالها في شتى المجالات، وذلك من خلال إنجاز عدة مشاريع استراتيجية لحشد المياه التقليدية، حيث تم إنجاز العديد من السدود ناهيك عن انجاز التحويلات الكبرى، منها على سبيل المثال تحويل المياه من سد بني هارون بولاية ميلة والذي يمول ست ولايات بالماء الشروب ويساهم في سقي مساحات فلاحية كبيرة، وكذا التحويل الكبير للمياه الجوفية من ولاية عين صالح إلى ولاية تمنراست على طول 750 كلم، واللذان يعدان أهم مثالين للمشاريع التي أطلقتها الدولة لتزويد المواطن بالماء الشروب على مستوى كل ربوع الوطن.
ومنه شدد المتحدث على أن كل هذه الانجازات ساهمت بشكل كبير في تحقيق «استقرار» في تموين المواطنين بالماء الشروب، وسمحت ببلوغ نسبة ربط وطنية بشبكة مياه الشرب تعادل 98 من المائة، مما يضع الجزائر ضمن الدول الرائدة في هذا المجال.
ويضيف الوزير دربال أنه ومن أجل الحفاظ على الوتيرة التنموية المتسارعة في بلادنا أمر رئيس الجمهورية بإيجاد حلول بديلة ومستدامة لتوفير المورد المائي، ومن هنا جاء «قراره التاريخي والاستراتيجي» القاضي بضرورة الاعتماد على المياه غير التقليدية للقضاء على العجز المائي عبر توفير مصادر للمياه مستدامة لا تتأثر بالتغيرات المناخية.
وأبرز شق من هذه الإستراتيجية- يوضح الوزير- هو إطلاق البرنامج الوطني لتحلية مياه البحر، والذي تضمن انجاز عدة محطات كبرى للتحلية على طول الشريط الساحلي بقدرة إنتاج تقدر بـ 300 ألف متر مكعب في اليوم لكل واحدة لتزويد المدن الساحلية وإمكانية تزويد المدن الداخلية الواقعة على نطاق 150 كلم منها.
وأشار وزير الري في هذا المجال إلى أن هذا البرنامج تضمن مرحلتين، الأولى تتمثل في إنجاز 5 محطات بوهران تيبازة، بومرداس، الطارف وبجاية، حيث وضعت 4 منها حيز الخدمة من طرف الرئيس مطلع شهر رمضان الجاري، في لحظات تاريخية ستسجل بأحرف من ذهب في سجل الانجازات الكبرى التي حققتها الجزائر المستقلة والمنتصرة.
أما المرحلة الثانية من هذا البرنامج التي سيتم إطلاقها كما أوصى رئيس الجمهورية بغرض التأمين الكلي والشامل لتزويد المواطنين بالماء الشروب والتكيف مع الطلب المتزايد على طلب المياه، فتتضمن إنجاز ست محطات كبرى إضافية على الشريط الساحلي، وفور انجازها بالإضافة لتلك التي دخلت حيز الخدمة مؤخرا، سترتفع نسبة الاعتماد الوطنية على المياه المحلاة-يؤكد المتحدث- إلى ما يفوق 60 من المائة من إجمالي المياه المنتجة الموجهة للشرب، مما يساهم في إعادة توجيه المياه التقليدية لاستعمالات أخرى، وبالخصوص الفلاحة والصناعة أو الاحتفاظ بها كمخزون استراتيجي يستعمل عند الحاجة.
وفضلا عما سبق ذكره لفت وزير الري إلى أن الإستراتيجية الوطنية التي اعتمدتها الدولة والقاضية بالاعتماد على خيار المياه غير التقليدية لمواجهة العجز المائي تعتمد بشكل أساسي على تحلية مياه البحر ولكن ترتكز أيضا على جانب آخر لا يقل أهمية، وهو إعادة استعمال المياه المستعملة المصفاة خاصة في الفلاحة، وفي هذا المجال أوضح أن الجزائر تتوفر اليوم على 232 نظام تصفية بقدرة تفوق 1 مليار متر مكعب سنويا ، وهي كمية كبيرة وجب تثمينها وإعادة استعمالها.
ولهذا وبتوجيه من الرئيس انطلق قطاع الري في البرنامج الوطني لإعادة استعمال المياه المستعملة المصفاة عبر انجاز عدة مشاريع تخص انجاز أنظمة تصفية جديدة و إعادة إنجاز العديد من أنظمة التصفية المستغلة للرفع من كفاءتها وتزويدها بتقنيات وتكنولوجيات جديدة بغية الوصول إلى استغلال ما يفوق 60 من المائة من المياه المستعملة المصفاة سنويا في آفاق 2030.
كما أشار طه دربال في هذا الصدد إلى أن قطاعه يتطلع إلى الإسهامات التي تقدمها الجامعة الجزائرية والمؤسسات الناشئة والمصغرة بالابتكارات التي من شأنها أن تعطي دفعا لتطوير قطاع الري باستعمال التكنولوجيات الحديثة خاصة في اقتصاد المياه وإعادة استعمال المياه المستعملة المصفاة، متوجها بالشكر لقطاعات الطاقة والمناجم والفلاحة و التنمية الريفية والبيئة على مساهماتهم الفعالة في تجسيد الإستراتيجية الوطنية لتوفير المياه.
وقد وقعت على هامش اللقاء اتفاقية بين مؤسسة «سيال» والوكالة الوطنية لدعم وتطوير المقاولاتية تخص تشجيع، خلق وإدماج عدد معتبر من المؤسسات المصغرة في عدة مجالات في مياه الشرب والتطهير لمرافقة شركة «سيال» في مجال تحسين الخدمة العمومية للمياه بولايتي الجزائر وتيبازة، بدورها سترافق «سيال» هذه المؤسسات بالتكوين والتوجيه في هذا المجال.
إلياس -ب