أعلنت وزارة العدل أمس عن تطبيق نظام جديد لزيارة المحبوسين يعتمد على تقنية المحادثة المرئية عن بعد، عبر تمكين المحبوسين من الاتصال بأقاربهم ومحادثتهم بالصوت والصورة، وأوضحت الوزارة بأن الإجراء سينفذ في مرحلة أولى بمحاكم الجنوب، قبل تعميمه على كافة الجهات القضائية.
وأفادت وزارة العدل في بيان لها أنه بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك سيتم الانطلاق في تطبيق نظام جديد يسمح للمحبوسين الاتصال بأقاربهم ومحادثتهم عبر تقنية المحادثة المرئية عن بعد، بالصوت والصورة، دون أن يتحمل الأهل عناء التنقل إلى المؤسسة العقابية في إطار الزيارات المبرمجة والمقننة من قبل قطاع العدالة.
وأوضحت الوزارة بأن الإجراء سيتم في مرحلة أولى انطلاقا من محاكم الجنوب، ليشمل بعدها كافة الجهات القضائية، ودعت الأولياء المقيمين في الجنوب الراغبين في الاستفادة من هذا التدبير التقرب من الجهات القضائية للحصول على المعلومات الضرورية لذلك.
وأشارت وزارة العدل إلى أن إدراج التواصل المرئي عن بعد بين المحبوسين وأقاربهم يدخل في إطار دعم التدابير الرامية إلى إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، والحفاظ على الروابط العائلية بينهم وبين ذويهم الذين يجدون صعوبات في التنقل إلى المؤسسة العقابية البعيدة عنهم، سواء بسبب الظروف الصحية أو التقدم في السن لبعض الأولياء، أو بسبب مشاق السفر وبعد المسافات.
وتعتمد السياسة العقابية في الجزائر وفق ما أفاد به وزير العدل وحافظ الأختام لطفي بوجمعة على برامج هادفة، من أجل تسهيل الإدماج الاجتماعي لفئة المحبوسين، وتم في هذا السياق إطلاق عدة مشاريع في سبيل مكافحة الجريمة ومنع العود إليها، من بينها أنشطة إعادة التأهيل القائمة على التعليم والتكوين والتشغيل.
ويعد اعتماد تقنية التواصل عن بعد بين المحبوسين وذويهم من التدابير الهامة التي تترجم بوضوح سياسة الدولة في مجال إصلاح السجون وعصرنتها، سيما وأنها تزامنت مع الاحتفال بمناسبة عيد الفطر الذي تلتقي فيه العائلات والأسر لتبادل التهاني والتبريكات، وأيضا بين المحبوسين وذويهم من القاطنين في مناطق بعيدة عن المؤسسات العقابية، وذلك لأول مرة بفضل اعتماد تقنية التواصل المرئي عن بعد.
وقامت وزارة العدل مؤخرا في إطار توسيع الخدمات الإلكترونية في قطاع العدالة، ورفع جودة الخدمة العمومية بإطلاق منصة رقمية جديدة تتيح إيداع الطلبات والحصول على رخص الاتصال بالمحبوسين إلكترونيا، بهدف تقليص الإجراءات الإدارية وتخفيف العناء عن أسر المحبوسين.
ويشار أيضا إلى أن النظام العقابي في الجزائر يولي أهمية كبيرة لإدماج المحبوسين اجتماعيا، من خلال تمكينهم من الاستفادة من البرامج التعليمية والتكوينية، التي مكنت فئة هامة من المحبوسين من الحصول على نتائج لا بأس بها في الامتحانات الرسمية والحصول على شهادات في مجال التكوين المهني، بما يعدهم للاندماج بسلاسة بين أفراد المجتمع بعد إتمام مدة العقوبة ومغادرة المؤسسة العقابية.
ويكفل القانون حق الاتصال بالمحبوس حفاظا على الروابط الاجتماعية والعائلية وضمان حقوق الدفاع، من خلال الاتصال مع العائلة أو المحامي في إطار الزيارات المباشرة أو المكالمات الهاتفية، فضلا عن استقبال الرسائل من قبل المحبوسين في إطار الضوابط المنصوص عليها في القانون.
ويندرج الإجراء الذي أعلنت عنه وزارة العدل بخصوص التواصل المرئي عن بعد بين المحبوسين وذويهم ضمن الجهود الرامية إلى تحسين ظروف إقامة نزلاء المؤسسات العقابية خلال مدة العقوبة، بما يمكنهم من استئناف الحياة الطبيعية بمرونة وسهولة، كما تهدف أيضا إلى تحسين تسيير المرفق العام عبر اعتماد الوسائل التكنولوجية المتطورة، التي تم استخدامها في قطاع العدالة خلال الأزمنة الصحية من أجل التقاضي عن بعد عبر تقنية المحادثات المرئية عن بعد.
لطيفة بلحاج