مركبات و سيارات إسعاف تجوب الأحياء لإسعاف ضحايا المفرقعات
رفعت مصالح الحماية المدنية من حالة التأهب استعدادا للاحتفال بمناسبة المولد النبوي، حيث تم توزيع مركبات مجهزة للقيام بالتدخل السريع، على مستوى الأحياء الشعبية والمناطق التي ترتفع فيها الكثافة السكانية كما دعمت وزارة الصحة مختلف العيادات والمستشفيات التابعة لها، بالكميات اللازمة من الأدوية لاستقبال أي إصابات محتملة.
وأفاد المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، الملازم نايت إبراهيم في تصريح للنصر بأنه تم اتخاذ جميع التدابير والاحتياطات الضرورية من قبل مصالح الحماية المدنية تحسبا لإحياء مناسبة المولد النبوي، جراء ما يصاحبها من عادات سلبية أضحت لصيقة بها، بسبب الاستعمال المفرط للألعاب النارية بمختلف أنواعها مما يؤدي سنويا إلى تسجيل إصابات وكذا حرائق بدرجات متفاوتة، موضحا بأن المديرية العامة للحماية المدنية رفعت من حالة التأهب، خاصة بالأحياء الشعبية والمدن الكبرى، في مقدمتها العاصمة، التي تسجل سنويا أكبر عدد من الحوادث والإصابات، بسبب الاستعمال المكثف للألعاب النارية، من بينها المفرقعات التي غزت الأسواق مؤخرا بأحجام وأنواع مختلفة، فضلا عن توزيع شاحنات مجهزة للتدخل السريع من بينها تلك المخصصة لإطفاء الحرائق، وكذا ما يعرف بمركبات الدعم، فضلا عن تجهيز سيارات الإسعاف مرفوقة بأطباء، لتقديم الإسعافات الأولية في عين المكان، في حال تلقي اتصالات من قبل المواطنين للاستنجاد بأعوان الحماية، موضحا بأن حالة التأهب تختلف من ولاية إلى أخرى، بحسب الكثافة السكانية، وكذا درجة استعمال الألعاب النارية خلال مناسبة المولد النبوي، مذكرا بأنه خلال الموسم الماضي تم تسجيل سبعة حرائق، في حين سجلت حالة وفاة واحدة في العام ما قبل الماضي، وكان الضحية طفل في مقتبل العمر سقط من شرفة بيته حينما كان يحاول رمي المفرقعات.
كما سيكثف أعوان الحماية من الدوريات والخرجات الميدانية إلى غاية نهاية الأسبوع، قبل العودة إلى نظام الدوام العادي وتدعو في ذات المناسبة مصالح الحماية المدنية إلى ضرورة التحلي بالحيطة والحذر، وتوصي الأولياء بمرافقة أبنائهم خلال الاحتفالات بالمولد، كمنعهم الأطفال من استعمال الشموع في الأماكن القابلة للاشتعال فضلا عن الابتعاد عن اقتناء الألعاب النارية والمفرقعات نظرا لما تشكله من خطر على صحة الإنسان.
وتشهد المؤسسات الاستشفائية وكذا الوحدات الصحية والعيادات متعددة الخدمات التابعة للدولة نفس حالة التأهب باعتبارها الوجهة الأساسية التي تستقبل المصابين، حيث تم إعداد قائمة تضم أسماء الأطباء وكذا الأعوان الشبه طبيين المناوبين، فضلا عن قائمة سائقي سيارات الإسعاف مع تجهيز قاعات التضميد ومعالجة الجروح، بغرض ضمان الاستمرارية في الخدمة طيلة أيام الاحتفال بالمولد، الذي تزامن هذا الموسم مع عطلة نهاية الأسبوع وبحسب إلياس مرابط، مسؤول النقابة الوطنية لأطباء الصحة العمومية، فإن جل الإصابات ضحاياها الأطفال إلى جانب فئة الشباب، لكونهم الشريحة التي تستعمل أكثر الألعاب النارية موضحا بأن جل الحالات التي تستقبلها المستشفيات، هي عبارة عن حروق وإصابات في الأعين، نظرا لتطاير شظايا المرفقعات، لذلك يتم رفع حالة التأهب بمصالح طب العيون وكذا الاستعجالات.
وتضمن العيادات الطبية متعددة الخدمات المستوى الأول للتدخل، وتقوم بتوجيه المصابين إلى المستشفيات المتخصصة في حال استعصى علاجهم بسبب خطورة الإصابة، كما لا تقتصر الحوادث المرتبطة بالمولد على استعمال الالعاب النارية فقط، وفق تأكيد إلياس مرابط بل تتمثل أيضا في حوادث الطرقات، إذ تتلقى المؤسسات الاستشفائية عددا من المصابين بسبب تحول الطرقات إلى مسرح للاحتفال بهذه المناسبة الدينية في معظم الأحياء خاصة الشعبية منها، ويرتكب السائقون بدورهم اخطاء تؤدي إلى وقوع حوادث على مستوى الطرقات، التي تشهد اكتظاظا نتيجة تنقل العائلات لقضاء المناسبة بين الأهل، مما يستوجب ضرورة التحلي بالحيطة والحذر.
ودعا ممثل نقابة الأطباء العموميين إلياس مرابط وزارة الصحة إلى تزويد صيدليات المستشفيات والعيادات الطبية التابعة لها، بالأدوية الضرورية للتكفل بالإصابات المحتملة وذكر على وجه الخصوص المضادات الحيوية، والضمادات وخيط الجراحة، والجبس لضمان الإسعافات اللازمة، ناصحا بدوره بالامتناع تماما عن اقتناء الألعاب النارية، نظرا لما تشكله من خطر على صحة الفرد فضلا عن الأعباء التي يتحملها قطاع الصحة بسبب تضاعف المصاريف خلال هذه الفترة الناجمة عن التكفل بالمصابين إلى جانب كونها مجرد تبذير للمال فقط، ولا تمت بصلة لطبيعة هذه المناسبة الدينية، التي تعد فرصة لالتقاء العائلات وللاستذكار .
لطيفة بلحاج