انتقد عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بشدة أحزاب المعارضة ومناوئيه داخل الحزب ، وقال أن المعارضة لم تستجب لنداء رئيس الجمهورية حول تعديل الدستور ولنداء الآفلان للحوار لكنها استجابت بسرعة لما نداها الاتحاد الأوروبي وكأن هذا الأخير سيوصلها لكرسي الرئاسة .
وأضاف بشأن تعديل الدستور أنه آت لا محالة ، كما نال جزء من الإعلام نصيبه أيضا من انتقادات سعداني الذي دافع بقوة عن المجلس الشعبي الوطني ضد المطالبين بحله.
جمع عمار سعداني الأمين العام للآفلان أمس بفندق الأوراسي أعضاء حزبه في غرفتي البرلمان في لقاء فضل أن يكون مفتوحا للصحافة ومنح فيه الكلمة للنواب وأعضاء مجلس الأمة للحديث بكل حرية ، في الوقت الذي قرأ فيه معارضوه داخل المجلس الشعبي الوطني قبل ذلك بيانا أعلنوا فيه عدم مشاركتهم في اللقاء ، وقالوا أن 120 نائبا أمضوا ضد الأمين العام ولن يشاركوا في اللقاء ، لكن سعداني قال خلال بداية الاجتماع أن عدد الحضور من أعضاء مجلس الأمة بلغ 37 من أصل 46 ، وأن 188 نائبا حضروا الاجتماع من أصل 208.
وبعد أن أعطى الكلمة في بداية الاجتماع للنواب أطلق عمار سعداني النار بقوة على المعارضة السياسية وعلى معارضيه داخل الحزب ، ولم يتوان أيضا في توجيه انتقادات شديدة ولاذعة لمسيري بعض الجرائد الوطنية .
وقال سعداني بهذا الخصوص أن من لم ينجح في الانتخابات الرئاسية والأحزاب الصغيرة والأحزاب المعارضة كلها تعلق مشاكلها على مشجب الآفلان، و تساءل عن الذين دخلوا البرلمان من النوافذ واليوم يدعون إلى حله وقال» هؤلاء يمارسون السياسة بخبث ويتسربون كالأفاعي كي يلدغوا أهم مؤسسة دستورية في البلاد وهو البرلمان « ، متسائلا عن سبب قدوم هذه الرياح في الوقت الحالي بالضبط ، قبل أن يواصل مدافعا عن المجلس الشعبي الوطني» هذا برلمان الآفلان وهذه الأخيرة تتشرف به وتدافع عنه وتدعمه وتقف مع أعضائه بكل قوة دون خجل ولا فوضى» وقال موجها كلامه للنواب « جئتم عن طريق الصندوق فأنتم أهل له «.
وبعد أن دافع عن البرلمان انتقل سعداني للدفاع عن الحزب ليوجه سيلا من الانتقادات للمعارضة التي تعلق كل مشكلها على مشجب الآفلان . في هذا الشأن ذكر أن حزبه قبل بالتعددية ومد يديه للجميع ونادى بالحوار والوحدة ومن يريد معرفة وضع الحزب فليحضر لقاءاته ، لكن الأحزاب الأخرى برنامجها لاءات متعددة.
وواصل سعداني انتقاد المعارضة بشدة ، وقال أن هذه الأخيرة لا هم لها ولا موضوع لديها سوى كرسي الرئاسة « الرئاسة ليست شاغرة ولن تكون شاغرة.. رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الذي انتخب عبر الصناديق وزكاه الشعب لا يزال ينتظر هؤلاء كي يقدموا مقترحاتهم بشأن تعديل الدستور كي يكون جامعا وتوافقيا ... دستور يعطي للبرلمان وللحكومة والمعارضة صلاحيات والآفلان كان قد طالب بجرأة بهذا لكن بدلا من الاعتراف بهذه الجرأة فضلت المعارضة مقاطعة تعديل الدستور» . وقال للذين يتخوفون من التعديل الدستوري» إن تعديل الدستور آت وإذا مر عن طريق البرلمان فهذا الأخير بخير وسيصوت عليه ، وإذا مر من خارجه فإن الشعب بخير وسيصوت عليه فأين المفر؟ « .
ودائما موجها سهامه للمعارضة قال سعداني» هذه المعارضة التي تسمي نفسها تنسيقية مثلما لنا نحن أيضا من يسمي نفسه منسقا ( في إشارة لبلعياط ) لا طعم ولا لون لها وهي تتكون من أشخاص خجلوا من عقد اجتماعات ، ومن الذين خسروا الانتخابات الرئاسية.. هدفها كرسي الرئاسة وفقط ولا تتكلم عن الاقتصاد وكل ما يهم المجتمع ، ثم قال « كرسي الرئاسة مملوء إلى غاية 2019 « مضيفا « لما نداها الرئيس قالت لا ولما نداها الآفلان قالت ألف لا ، لكن لما نداها الاتحاد الأوروبي ذهبت تجري وكأن هذا الأخير سيعطيها الرئاسة.. لكن هي على خطأ « . لكنه ثمن بالمقابل المعارضة التي يقوم بها الافافاس ووصفها بالمعارضة القيمة التي تبني ولا تهدم وتساهم في بناء الدولة ولا تعطلها.وبشأن وضعية الكتلة البرلمانية التي نال رئيسها الطاهر خاوة نصيبا كبيرا من انتقادات النواب أمر سعداني جميع النواب بان يجدوا حلا داخليا لها وان يرتبوا أوضاعها.للإشارة كان المجلس الشعبي الوطني قد شهد أمس حرب كواليس بين معارضي ومناوئي سعداني على خلفية اللقاء الذي نظمه مع النواب ، بين من يريد إفشال اللقاء ودعوة النواب لمقاطعته وهم من المعارضين لسعداني ، وبين أنصاره داخل الكتلة الذين عملوا على تهيئة الجو لعقد الاجتماع .
محمد عدنان