فنّدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس ما أشيع عن تلقي هيئتها تعليمات من أعلى السلطات في البلاد تخص الاستعداد لاستقبال نازحين من الحدود الليبية على خلفية الحديث عن تدخل عسكري غربي وشيك في هذا البلد، وقالت أن ذلك عار من الصحة لأن الهلال الأحمر مستعد دائما لأي طارئ وقد قدم قبل أيام قليلة فقط 18 طنا من المساعدات للأشقاء الليبيين.
و أكدت سعيدة بن حبيلس في تصريح للنصر أمس أن ما قيل حول هذا الأمر مجرد دعاية وأنها لم تتلق أي تعليمات تخص الاستعداد لاستقبال نازحين محتملين من ليبيا نتيجة تدخل عسكري محتمل « نحن على أتم الاستعداد لمواجهة أي طارئ لكن لم تعط أي تعليمات في هذا الشأن».
و أوضحت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري أنها منذ أن نصبت على رأس هذه الهيئة عمدت إلى وضع سياسة جديدة ركزت فيها على الحدود، لما للجزائر من حدود كبيرة وواسعة، وكذا للتعامل مع ظاهرة النازحين التي ازدادت في السنوات الأخيرة، وقالت أنها كانت قبل أيام على الحدود الشرقية بولاية سوق أهراس حيث قدمت مساعدات و خدمات لسكان ساقية سيدي يوسف وسكان الجهة المقابلة لها، كما قدمت عيادة متنقلة إلى ولاية تمنراست، وستقدم عيادتين متنقلتين لاحقا لولايتي إليزي وأدرار وهي العيادات المتطورة التي جلبت بالتعاون بين متعامل الهاتف النقال «أوريدو» و مؤسسة لاعب نادي برشلونة الإسباني ليون ميسي، وهذا في إطار تدعيم قدرات الهلال الأحمر الجزائري حتى يتمكن من تقديم خدمات كبيرة للمحتاجين في هذه المناطق الواسعة والمفتوحة.
وبالنسبة لليبيين قالت سعيدة بن حبيلس أن الهلال الأحمر قدّم قبل أيام قليلة فقط ما مقداره 18 طنا من المساعدات في شكل أدوية ومعدات صحية لبلدية «غات» الحدودية بالتعاون والتنسيق مع الهلال الليبي في هذه البلدية، وأن الهلال الأحمر ومن ورائه السلطات العمومية تستجيب في كل مرة لنداءات الاشقاء الليبيين عندما يطلبون مساعدات إنسانية وهذا من صميم السياسة الجزائرية في هذا المجال.
و أضافت بهذا الخصوص أنها لا تنتظر تعليمات أو أوامر لما يتعلق الأمر بحالات إنسانية مثل حالات النازحين، فسياسة الجزائر في هذا الشأن تتميز بالرفق والإنسانية، و مؤسسة الهلال الأحمر التي كانت في وقت سابق مهتمة أكثر بالمواطنين المحتاجين في الداخل كيّفت سياستها مع الأوضاع الطارئة التي عرفتها حدودنا منذ سنوات وأصبحت تهتم أيضا بالنازحين من دول عديدة، وقد قدمت مساعدات كبيرة لهم بشهادة منظمات دولية.
وعلقت على الآثار التي من المحتمل أن يخلفها أي تدخل عسكري محتمل في هذا البلد بالقول أنه لن يغير شيئا في الأوضاع الإنسانية للشعب الليبي الشقيق لأنه يعيش في الوقت الحالي ظروفا جد متدهورة. محمد عدنان