اقتراح إطلاق حملة تحسيسية واسعة ضد الغش في الامتحانات

مدراء المؤسسات يستنجدون بالمستخلفين لتغطية النقص  في أساتذة الفرنسية
تواجه الكثير من المؤسسات التعليمية نقصا في عدد أساتذة اللغة الفرنسية، حيث امتدت هذه الأزمة التي كانت تقتصر على الولايات الداخلية إلى العاصمة، وذلك على مقربة من إجراء امتحانات الفصل الثاني، وكذا الامتحانات الرسمية.
كشف خالد أحمد رئيس جمعية أولياء التلاميذ بأن إدارات العديد من المؤسسات التعليمية اتصلت بالشركاء الاجتماعيين، لمساعدتها على إيجاد أساتذة مستخلفين مختصين في اللغة الفرنسية، لتغطية العجز في التأطير الذي تواجهه الكثير من المؤسسات، وكشف خالد أحمد بأن أزيد من 50 مؤسسة تعليمية في العاصمة تعاني من هذا الإشكال، تزامنا مع اقتراب إجراء الامتحانات الفصلية، وكذا الامتحانات الرسمية التي يترقبها الأولياء بقلق شديد، بالنظر إلى أهميتها، مضيفا بأنهم طرحوا هذا الإنشغال على وزيرة التربية نورية بن غبريط، التي أكدت استعدادها للتكفل بهذا الإشكال، من خلال التنسيق مع قطاع الجامعات، باستحداث أقسام على مستوى كافة الولايات تتولى تكوين أساتذة في اللغات الأجنبية، خاصة الفرنسية التي تعد اللغة الثانية في الجزائر، وتوقع المصدر أن تكون الوضعية أصعب في الولايات الداخلية والجنوبية، بدعوى أن معاناتها مع نقص أساتذة اللغات الأجنبية لم تجد طريقها إلى الحل النهائي، فضلا عن المدة التي ستستغرقها الاستراتيجية التي وضعتها الوزيرة بالتعاون مع قطاع التعليم العالي، والمقدرة بخمس سنوات كاملة لتكوين العدد الكافي من أساتذة اللغات على مستوى الجامعات والمدارس المختصة في تكوين الأساتذة.
وأرجع  ممثل الأولياء هذا العجز الذي طال هذه المرة عاصمة البلاد، وشمل أهم بلدياتها على غرار باب الوادي وبوزريعة، إلى خروج عدد من الأساتذة إلى التقاعد المسبق، فضلا عن عدم التحاق بعض الناجحين في مسابقات التوظيف التي جرت العام الماضي بمناصبهم، بدعوى بعد مقر العمل عن الإقامة، فضلا عن ترقية عدد من الأساتذة إلى رتبة مفتش، وخضوعهم إلى تكوين مسبق قبل مباشرة مهامهم الجديدة، ومن المزمع أن يكون هذا الإشكال من بين محاور اللقاء الذي سيجمع ممثلي أولياء التلاميذ بوزيرة التربية في مارس المقبل، مع إمكانية اقتراح اللجوء مجددا إلى الاستعانة بالأساتذة المتعاقدين من خريجي الجامعات لتغطية العجز، الذي مس مختلف المستويات التعليمية، أي الابتدائي والمتوسط والثانوي، وهي جميعها معنية بإجراء الامتحانات الرسمية بداية من أواخر شهر ماي المقبل.
وأوعز رئيس جميعة أولياء التلاميذ سبب نقص أساتذة الفرنسية إلى غياب التنسيق ما بين وزارة التربية ووزارة التعليم العالي، لتكوين العدد المطلوب من الأساتذة في مختلف المواد، فضلا عن عدم وجود إحصائيات وكذا معلومات استشرافية بخصوص حاجات القطاع خلال السنوات المقبلة، معتقدا بأن من يتخرجون سنويا من المعاهد المختصة لا يغطون النقص.
واقترح التنظيم في سياق متصل إطلاق حملة تحسيسية واسعة لفائدة طلبة البكالوريا، يشارك فيها الأولياء والأساتذة وحتى الأئمة، لمكافحة ظاهرة الغش في الامتحانات، بدعوى أن الإجراءات العقابية الصارمة التي أعلنت عنها الوزيرة لن توقف عمليات الغش تماما، إلا إذا تمت مرافقتها بحملة واسعة لتوعية الطلبة منذ بداية العام الدراسي، مع ضرورة اشراك مختصين نفسانيين في العملية، إلى جانب الحرص على انتقاء رؤساء مراكز إجراء الامتحانات، وعدم اعتماد المحاباة والمحسوبية، حفاظا على مصداقية الامتحانات الرسمية، خاصة شهادة البكالوريا التي طالتها ظاهرة الغش عن طريق استخدام الوسائل التكنولوجية المتطورة. 
  لطيفة/ب