مكــــافحـة الإرهـاب في ليـبـيـا لا يجـب أن تخـرج عن الشرعيـة الدوليـــة
.• الحوار الاستراتيجي الجزائـري-الأمريكـي في أفريل المقبل
شدد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، على ضرورة احترام الشرعية الدولية في أي عمل عسكري في ليبيا، وذلك في أول رد فعل رسمي على العملية الأمريكية التي استهدفت مدينة صبراطه الليبية، وأكد لعمامرة على ضرورة الالتزام بالشرعية الدولية في محاربة الإرهاب واحترام سيادة ليبيا.
لعمامرة ألح على ضرورة محاربة الإرهاب في ليبيا «في إطار الشرعية الدولية وفي ظل احترام سيادة وأمن واستقرار البلد». وقال في تصريح للصحافة عقب المحادثات التي جمعته، أمس، مع المسؤول الأمريكي، أن الطرفين «استعرضا بإسهاب الوضع في ليبيا». وأضاف بأنه يتفق مع شانون بأن «البلدين ملتزمان بضرورة الحل السلمي والسياسي للأزمة الليبية، على أن تكون محاربة الإرهاب في إطار الشرعية الدولية وفي ظل احترام سيادة وأمن واستقرار هذا البلد».
وفي ذات السياق قال لعمامرة أن الجانبين «اتفقا أيضا على عدد من النقاط التي أدرجت في جدول أعمال (هذا اللقاء)» مبرزا «ضرورة انتهاج الحلول السياسية المطابقة للشرعية الدولية بشأن كل الأزمات والنزاعات لا سيما في منطقتنا هذه».
وتم خلال اللقاء استعراض الطرفان التطورات الأخيرة في ملف الصحراء الغربية ودور الأمم المتحدة لإيجاد تسوية نهائية، وقال لعمامرة بأنه تم التباحث حول « جدوى ونشاط الأمم المتحدة فيما يتعلق بالتوصل إلى حل سلمي لقضية الصحراء الغربية إلى جانب العمل المشترك الذي قام به البلدان من أجل مساعدة الماليين على تجاوز وحل الأزمة في شمال مالي». وتابع الوزير أن الطرفين استعرضا خلال محادثاتهما «القضية الفلسطينية وعدد من المسائل ذات الإهتمام المشترك».
ومن بين النقاط التي تمت دراستها خلال اللقاء، «السوق النفطية العالمية» حيث أوضح لعمامرة بأنه تباحث مع المسؤول الأمريكي سبل التوصل إلى نقاش مع كبار المنتجين للتوصل إلى حل عادل للنفط، وأوضح قائلا « نأمل في التوصل قريبا في نقاشاتنا مع المتعاملين معنا، والمؤثرين في السوق العالمية إلى أسعار مرضية للمنتجين والمستهلكين على حد السواء».
وبخصوص العلاقات الثنائية أبرز لعمامرة أهمية هذه الزيارة التي «تؤسس للدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين البلدين على المستوى الوزاري، و المزمع عقدها قريبا بالجزائر». وأشار بالمناسبة إلى «إتفاق» الطرفين كون العلاقات الثنائية «تتطور بصفة ايجابية» مبرزا تطلع الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية إلى المزيد من الانجازات على درب تنويع وتطوير هذه الشراكة».
من جانبه أكد شانون أنه تطرق مع السيد لعمامرة إلى الوضع في ليبيا لاسيما «محاربة الإرهاب و مساعدة الليبيين وحكومة الوفاق الوطني في هذا البلد و مؤسساته في ممارسة سيادتهم التامة في بلادهم بما يسمح لليبيا برفع التحديات المستقبلية». كما نوه المسؤول الأمريكي بالمناسبة بـ «الدور الهام الذي تلعبه الجزائر على الصعيد الإقليمي» مبرزا أن بلاده « تقدر وتحترم هذا الدور».
وفي ذات السياق حيا السيد شانون «الدور الذي لعبته الجزائر في مسار السلم بمالي». وبخصوص العلاقات الثنائية ذكر بدورة الحوار الاستراتيجي للبلدين المنتظر عقدها في أفريل المقبل, مؤكدا أن هذا الحوار, «يترجم تنوع العلاقات الإستراتيجية» التي تجمع الجزائر ببلاده مشيرا إلى أن الجزائر تعتبر»شريكا هاما للولايات المتحدة الأمريكية».
كما ستقبل الوزير الأول عبد المالك سلال، كاتب الدولة الأمريكي المساعد المكلف بالشؤون السياسية توماس شانون الذي يقوم بزيارة عمل للجزائر حسبما أفاد به بيان لمصالح الوزير الأول. و أوضح ذات المصدر أن «اللقاء سمح باستعراض العلاقات الثنائية و بتبادل واسع لوجهات النظر حول المسائل الإقليمية و الدولية ذات الاهتمام المشترك لاسيما تلك المتعلقة بالوضع الأمني و مكافحة الإرهاب». وجرى اللقاء بحضور وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل. أنيس نواري