بلعـايب يعـترف بالفشـل في القضـاء على التجـارة الموازيـة و يقدم ملفـا للـرئـيـس
اعترف وزير التجارة بختي بلعايب بفشل السياسة التي اتبعتها الحكومة حتى الآن للقضاء على السوق والتجارة الموازية، وكشف أنه قدم قبل يومين فقط ملفا كاملا لرئيس الجمهورية حول هذه المسألة، داعيا إلى ضرورة إيجاد طريقة لإدماج السوق الموازية في السوق العادية لمصلحة الاقتصاد الوطني، و أكد بشأن مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي أن الأمر يتعلق بإدخال نقاط عديدة تخص تشجيع الاستثمار الأوربي في الجزائر وليس جعلها سوقا للمنتجات الأوربية فقط.
التقى وزير التجارة بختي بلعايب أمس بالمقر الوطني للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بممثلي تجار سوق الجملة للمواد الغذائية للسمار لبحث المقترحات التي يقدمها التجار من أجل بناء اسواق جملة في العديد من بلديات العاصمة لتخفيف الضغط عن سوق السمار قبل إزالته نهائيا، ولم يقبل التجار بالمقترحات التي قدمها والي العاصمة في هذا الصدد، وهو الذي اقترح على التجار قطعا أرضية في بلديات الحراش، وخميس الخشنة بولاية بومرداس لكن التجار رفضوها لأنها غير صالحة للتجارة حسبهم.
ودعا وزير التجارة في هذا الصدد كل التجار ومسؤولي البلديات للبحث عن قطع أرضية صالحة لبناء أسواق جملة جديدة للمواد الغذائية لتخفيف الضغط عن سوق السمار الذي يوجد به اليوم 8 آلاف تاجر مسجل فضلا عن الذين يمارسون به دون سجل تجاري، وهي السوق التي تستقبل زبائن من 48 ولاية أيضا.
واعترف الوزير بالتأخر الكبير المسجل في ميدان توزيع المواد الغذائية وقال أنه مستعد لقبول كل المقترحات التي يتقدم بها التجار في هذا الصدد، أما ممثلي تجار سوق السمار فقد اعدوا جملة من المقترحات سيرفعونها لمدير التجارة للعاصمة.
وفي ذات السياق اعترف بختي بلعايب بفشل السياسة التي اتبعتها الحكومة لحد الآن للقضاء على التجارة الموازية وقال إن نهج الصرامة و منع التجار من الاتجار على الأرصفة وغيرها بطرق غير قانونية لم يأت بالنتائج المرجوة لأنهم غالبا ما يعودون بعد كل حملة، مضيفا أنه قدم قبل يومين فقط ملفا كاملا عن هذه القضية لرئيس الجمهورية، وانه لابد من البحث عن وسيلة لإدماج السوق الموازية في السوق العادية لمصلحة الاقتصاد الوطني.
وفيما يتعلق بمراجعة بعض بنود اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي تحدث الوزير عن إدخال بعض النقاط الخاصة بتشجيع الاستثمار الأوربي في الجزائر لأن هذا الجانب كان مهملا، وكذا كون الاتفاق الأصلي لا يشير للاستثمار بل يركز فقط على التجارة ما قد يجعل الجزائر سوقا للمنتجات الأوربية فقط.
وفي سياق متصل بمسألة التصدير والاستيراد أبرز بختي بلعايب أن البلاد لا تملك في الوقت الحالي ثقافة في مجال التصدير رغم أن لها كل الامكانات لتصدير منتوجها نحو الخارج، داعيا إلى ضرورة بناء شركات خاصة في مجال التصدير، وقدم مثلا عن شركة جزائرية (مخبر ) ناجحة في هذا المجال وهي مختصة في تصدير الخروب في شكل دواء، مشيرا أن الاستيراد أسهل من التصدير بالنسبة للكثيرين لأنه يدر ربحا كبيرا وسهلا.
محمد عدنان