بين 30 إلى 40 بالمئة من المواطنين لا يدفعون مستحقات الجزائرية للمياه
• اللجوء إلى تحلية مياه البحر خيار استراتيجي لا مفر منه
أفاد وزير الموارد المائية والبيئة عبد الوهاب نوري، أمس الثلاثاء، أن الجزائرية للمياه تعاني من عدم دفع مستحقاتها من طرف المستهلكين، مشيرا إلى عزوف 30 إلى 40 بالمئة من المواطنين عن تسديد المستحقات للجزائرية للمياه ، وطمأن الوزير من جهة أخرى، بتوفر المياه خلال فترة الصيف القادم ، معتبرا أن اللجوء إلى تحلية مياه البحر خيار استراتيجي لعدم توفر أماكن كبيرة بإمكانها استيعاب سدود أخرى على المستوى الوطني.
وأوضح الوزير في ندوة صحفية على هامش تدشينه للمركز الوطني للتكوين في مهن المياه ، بالعاصمة أن الجزائرية للمياه تعرف صعوبات مالية ناتجة عن تسيير أكثر من 900 بلدية على المستوى الوطني وهو ما يتطلب تجنيد امكانيات مالية ومادية من أجل الاستجابة لحاجيات المواطنين ، مضيفا في السياق ذاته أن العمل يجري مع وزارة المالية على أساس أن الدعم الذي يخصص للجزائرية للمياه يقدم في الوقت المناسب لتفادي الاختلالات.
وأكد عبد الوهاب نوري أن اللجوء إلى تحلية مياه البحر يعد خيارا استراتيجيا لا مفر منه نظرا للعجز الكبير الذي تعرفه البلاد من المياه ، مشيرا إلى عدم توفر مناطق بإمكانها أن تستوعب سدودا كبيرة تضمن طاقات كبيرة للتخزين . مضيفا أن عملية تطهير السدود تبقى متواصلة ، حيث قدر حجم الأوحال الموجودة في السدود بأكثر من 45 مليون متر مكعب
وأشار إلى أن اكثر من 13 وحدة لتحلية المياه موجودة في السواحل الجزائرية وتنتج أكثر من 2.3 مليون متر مكعب يوميا ومكنت هذه الكميات من تزويد المواطنين بالمياه الصالحة للشرب على مدار 24 ساعة على 24 ساعة وبمعدل يفوق 180 لتر يوميا، علما أن المعدل العالمي لا يتجاوز 140 لترا في اليوم للفرد الواحد.
و قال وزير الموارد المائية في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه بحضور عدد من أعضاء الحكومة ، أن الجزائر على غرار البلدان الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط تعاني منذ سنوات من قلة الأمطار وفي بعض الأحيان من الجفاف الذي أصبح يسود منطقتنا ، موضحا أن الجزائر واعية كل الوعي بضرورة تجنيد كل الطاقات والوسائل من أجل توفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين عبر مختلف ولايات الوطن ، وقال أنه منذ بداية الألفية وتحت قيادة رئيس الجمهورية، أعدت الجزائر مخططا تنمويا جريئا من أجل مواجهة قلة وندرة المياه ، مشيرا إلى جملة من المشاريع الكبيرة التي تعتبر من المكاسب الهامة للبلاد ومن بينها بناء أكثر من 40 سدا جديدا بطاقة إضافية تفوق 5.2 مليار متر مكعب ، منها 31 سدا هي حاليا قيد الاستغلال ، موضحا أن هذه الانجازات الضخمة المتواجدة عبر أرجاء الوطن سمحت بتوفير كميات معتبرة من المياه ، إضافة إلى انجاز المشاريع المتعلقة بالتحويلات الكبرى للمياه مما مكن البلاد من توفير هذه المادة في المناطق التي تعرف عجزا كبيرا منها، مشيرا في هذا الاطار إلى مشروع تحويل المياه من عين صالح إلى تمنراست على مسافة أكثر من 750 كلم وكذلك نظام بني هارون الذي يمون 5 ولايات من المنطقة الشرقية من الوطن ونظام سد كدية اسردون الموجه لولايات الوسط وكذلك نظام الماو المخصص للمناطق الغربية وغيرها من المشاريع الأخرى
وأكد الوزير، أن نسبة ربط المواطنين بالمياه الصالحة للشرب تتجاوز 98 بالمئة حيث تحتل بلادنا الريادة في هذا الميدان على المستوى الافريقي والعربي على حد السواء وأكثر من 90 بالمئة فيما يتعلق بربطهم بشبكات التطهير، حيث تم إنجاز أكثر من 171 محطة لتصفية المياه المستعملة والتي تنتج أكثر من مليار متر مكعب من المياه التي ستحول لسقي الأراضي ، وباستلام المحطات التي هي حاليا قيد الانجاز والتي تفوق 50 محطة سترتفع نسبة الربط بشبكات التطهير إلى ما يقارب 93 بالمئة . وأفاد الوزير، أن بلادنا تحتفل باليوم العالمي للمياه وهي فخورة بما تم انجازه خلال السنوات الماضية فقد تمكنت الجزائر من تحقيق أهداف الالفية للتنمية البشرية باعتراف الامم المتحدة التي تثمن ما تم تحقيقه في بلادنا في هذا الميدان. مراد .ح