مبادرة "الخيار الثالث" الإطار الأنسب لتحقيق وفاق وطني حقيقي يجمع السلطة والمعارضة والموالاة
اعتبر رئيس حزب الشباب حمانة بوشرمة أن مبادرة "الخيار الثالث" التي يقودها هي الإطار المناسب لجمع شمل مختلف أطياف الطبقة السياسية والشخصيات الوطنية ومختلف تنظيمات المجتمع الوطني، مبرزا بأنه لم يسع بهذه المبادرة لتجزئة المجزئ››، وإنما هي محاولة لجمع الشمل وبلورة كل الأفكار والاقتراحات تحت إطار واحد تحت إشراف رئيس الجمهورية.
وأوضح بوشرمة في حديث خص به «النصر» في مقر حزبه بالضاحية الغربية للشراقة في العاصمة، بأنه يطرح مبادرته كبديل لمبادرة تنسيقية الانتقال الديمقراطي، التي تضم عددا من الأحزاب السياسية والمعارضة المتشددة والشخصيات الوطنية، وكذا مبادرة الجدار الوطني التي أطلقها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، والتي تضم أحزاب الموالاة إلى جانب الجمعيات والتنظيمات المختلفة التي سارت على نفس النهج.
وفي هذا الصدد قال بوشرمة من حيث المبدأ فإننا نحترم كل شركائنا السياسيين سواء أكانوا في تنسيقية الانتقال الديمقراطي أو كانوا ضمن مبادرة الجدار الوطني ولا نشكك في وطنية أي واحد منهم غير أن مقاربتنا التي بادرت بها وأقودها شخصيا من أجل خدمة الجزائر تختلف تماما عن مبادرة جماعة مزافران 1 و 2 وتختلف عن جماعة الجدار الوطني، باعتبار أننا في حزب الشباب، نعتقد بأنه من المستحيل الخروج من الأزمة المعقدة التي تعيشها الجزائر، ما لم يتعاون الجميع من معارضة، المتشددة منها و الوسطية، وأحزاب الموالاة مع السلطة››، مضيفا مبادرتنا تدعو إلى لم شمل جميع الجزائريين بمختلف أطيافهم وجميع مكونات الطبقة السياسية وتحقيق تكامل و تقارب بين وجهات نظرهم، وانسجام بينهم وتوحيد جهودهم من خلال ندوة الوفاق الوطني››.
وبعد أن أشار إلى أنه قد طرح فكرة عقد ندوة للوفاق الوطني في لقائه مع وزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى خلال المشاورات السياسية حول تعديلات الدستور، اعتبر بوشرمة بأن ندوة مازافران 2 للمعارضة المتشددة قد فشلت باعتبار عدد الأحزاب والشخصيات التي قاطعتها بعد ما كانت قد سجلت حضورها في مازافران 1، على غرار الأرسيدي وممثلي الفيس المحل، وكتلة الكرامة فضلا عن مولود حمروش ومقداد سيفي وسيد أحمد غزالي وغيرهم، معتبرا أن هذا الفشل كان منتظرا على اعتبار أن هذه المبادرة لم يحتضنها الشعب الجزائري››، و أن المقاربة التي تبنتها جماعة الانتقال الديمقراطي – يضيف بوشرمة – خاطئة بسبب موقفها من رئيس الجمهورية.
وأضاف نحن نختلف مع جماعة الانتقال الديمقراطي في عدة نقاط أولها في ما يتعلق بشرعية الرئيس التي نعترف بها نحن دونهم، إذ نعتبر في هذا الشأن، أن الاختلاف مع الرئيس كمترشح خلال الحملة الانتخابية، عاد جدا لكن مع إعلان فوزه وأدائه اليمين الدستورية، يصبح التعامل معه كرمز من رموز السيادة الوطنية الواجب احترامها››.
رفضنا الانضمام إلى جماعة الانتقال الديمقراطي لأنهم يسعون للذهاب بالجزائر نحو المجهول
وبحسب رئيس حزب الشباب فإن عدم اعتراف جماعة الانتقال الديمقراطي بشرعية رئيس الجمهورية ومطالبتهم بمرحلة انتقالية هو محاولة للإلقاء بالجزائر في المجهول، وقال نحن لسنا مستعدين لأن نرمي بالجزائر نحو المجهول لأن المطالبة بمرحلة انتقالية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب مكائد المتكالبين عليها، الذين يريدون النيل منها كما حدث مع عدد من البلدان العربية، ولهذا فنحن لا نقبل هذا المنطق الذي يدعو إلى مرحلة انتقالية››.
وحيا بوشرمة بالمناسبة الجيش الوطني الشعبي المرابط على الحدود وأكد بأن حزبه يكون السند السياسي والسند الشعبي لمؤسسة الجيش الشعبي الوطني، وطالب من كل مكونات المجتمع الجزائري الالتفاف حول الجيش وحول الجزائر.
وعن سب رفض حزبه الانضمام إلى مبادرة الجدار الوطني التي دعا إليها عمار سعداني واستقطبت عشرات الأحزاب ومئات الجمعيات، قال بوشرمة أن سعداني اتخذ توجها غير توجهنا من خلال جنوحه إلى استعراض العضلات في القاعة البيضاوية بمركب محمد بوضياف، وهو المنطق الآخر الذي نرفضه، والذي يعتمد على الخطب الحماسية والانصراف بعدها، لذلك نؤكد على ضرورة اجتماع الجميع من معارضة إيجابية والمعارضة المتشددة وموالاة من أجل تقويم السياسات والتوجه نحو المستقبل جنبا إلى جنب مع السلطة بحثا عن التوافق الذي يخدم المصلحة الوطنية›› وأضاف إن البحث عن الحلول المناسبة للأزمة المتشعبة التي تمر بها البلاد ومجابهة التحديات التي تواجهها يتوقف على تلاحم الجميع دون أن يزايد أحد على الآخر بوطنيته››.
مبادرتنا تعتمد على التقريب بين وجهات نظر الجميع من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية
وعاد بوشرمة للحديث عن ما عبر عنه بفلسفة "الخيار الثالث›› التي تعتمد نهج تقريب وجهات النظر بين الجميع من أجل تحقيق الوحدة بين كل الجزائريين، ورص صفوفهم تحت قبة الجزائر دون سواها من القبب الأخرى، وبعيد عن سلوكات التشكيك في وطنية الآخرين، فالجزائر بحاجة اليوم كما كان بالأمس، اليوم وغدا أيضا إلى وحدة الصف بين أبناء الشعب، وهو ما نسعى إلى تحقيقه في ندوة الوفاق الوطني .
وشدد مهندس مبادرة الخيار الثالث على ضرورة الذهاب إلى ندوة للوفاق الوطني لتعزيز استقرار البلاد، وتأكيد عزم الجميع على حماية إرادة الشعب باعتباره مصدر السلطة والحكم بين الجميع، وذلك بالذهاب نحو تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تشرف عليها لجنة مستقلة في جميع مراحلها.
وبعد أن أشار إلى أن مبادرة الخيار الثالث قد انضمت إليها ثلاث تشكيلات سياسية هي جبهة النضال الوطني، وحزب النصر الوطني وحركة الانفتاح إلى جانب بعض النقابات فضلا عن نسيج جمعوي منضوي تحت لواء حزب الشباب، أكد بوشرمة بأنه لم يطرح مبادرته لتجزئة المجزئ›› وإنما في محاولة لجمع الشمل وبلورة كل الافكار والاقتراحات تحت إطار واحد، وقال موجها كلمته إلى كل الفاعلين في الساحة السياسية تعالوا نلتقي على كلمة سواء في إطار ندوة الوفاق الوطني التي يشرف عليها رئيس الجمهورية باعتباره منتخب من طرف الشعب الجزائري وصانع القرار، ونتفق على الحد الأدنى الذي يضمن استقرار الجزائر، ويضمن التغيير الحقيقي والسلمي في البلد الذي لا يكون سوى بإرجاع الكلمة للشعب وحماية إرادته بضمان انتخابات نزيهة››.
ويقوم حمانة بوشرمة منذ الثاني من شهر أفريل الجاري بتنشيط تجمعات شعبية في مختلف ولايات الوطن كل سبت، وقال أن هذه التجمعات ستتواصل لشرح المبادرة على أمل أن يحتضنها الشعب ويُكتب لها النجاح.
عبد الحكيم أسابع