انتقد أمس وزير السكن عبد المجيد تبون «الحملة الشرسة» التي يتعرض لها مسجد الجزائر الأعظم متهما أطرافا فرنسية بالوقوف وراءها لاسيما مجمع البناء الفرنسي «بويغ» الذي أراد الاستحواذ -حسبه- على المشروع.
وصرح السيد تبون قائلا «يعتقد بويغ منذ إطلاقه أن الجامع مشروعه. لكنه لم يتحصل على المشروع ولن يتحصل عليه» مضيفا «لكم أن تربطوا بين بويغ وبين الدعاية التي تقوم بها بعض القنوات» في إشارة إلى العلاقة بين المجمع ووسائل الاعلام الفرنسية.
وأكد أن «الفرنسيين يسوؤهم أن تغير الجزائر المستقلة إسم الحي الذي يبنى عليه هذا المشروع» من اسم رجل دين مسيحي استعماري إلى اسم النبي محمد ليتحول من «لافيجري» إلى «المحمدية» بل «وأكثر من ذلك، أن نقوم عليه ببناء صرح يلقي بظلاله على كل الارجاء ليكون بذلك منارة للعالم الإسلامي».
وأضاف «هم لا يريدون لبلادنا ذلك، فهم يرغبون في أن تبقى الجزائر محمية من محمياتهم».
وأوضح الوزير أن أشغال انجاز هذا الجامع الذي سيكون ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين ، تعرف تقدما ملحوظا.
واعتبر في نفس السياق ان «المواطنين ينتظرون هذا الانجاز بشغف خاصة وأنه يؤكد تجذر الهوية الوطنية بعناصرها الثلاث: الاسلام والعروبة والأمازيغية. أحب من أحب وكره من كره».
من جهة أخرى تعهد الوزير بتسليم كافة المشاريع السكنية التي انطلقت في السداسي الأول من سنة 2013، قبل نهاية العام الجاري، مؤكدا بأن وتيرة الإنجاز تسير في ظروف جيدة، وبمواد بناء معظمها محلية بنسبة 80 في المائة، معلنا عن تنظيم لقاء غدا مع والي العاصمة لبحث أزمة قلة الفضاءات العقارية التي ستحتضن سكنات عدل 2013.
واوضح بأن تسليم أولى حصص سكنات عدل 2001 و2002 سيكون قبل بداية شهر رمضان المقبل، حيث ستشرف الوزارة على توزيع 11200 وحدة سكنية على مستوى ولايات عدة، من بينها 8000 وحدة بالعاصمة، قائلا في ندوة صحفية نشطها أمس بجنان الميثاق، على هامش تنظيم لقاء تقييمي حول حصيلة برامج السكن للثلاثي الأول من السنة الحالية، إن توزيع السكنات على المكتتبين سيتم تباعا كلما تم استلام المواقع التي تنتهي الأشغال بها، وأن النسبة الإجمالية للإنجاز تتراوح ما بين 70 إلى 95 في المائة، كاشفا عن توجيه تعليمات صارمة للإسراع في إتمام أشغال التهيئة، التي تعثرت عبر عديد من المواقع بسبب قلة الشركات المؤهلة، و أضاف بأن لديه ثقة كبيرة بأن يتم تسليم عدد آخر من السكنات تزامنا مع عيدي الفطر والأضحى، وأن الوعود التي يقدمها “ليس الغرض منها ربح الوقت أو إسكات المستفيدين”.
وقلل عبد المجيد تبون من شان احتجاج بعض مكتتبي “عدل” على المواقع التي حولوا إليها، وأعطى عل سبيل المثال موقع “بوعينان” التابع إقليميا لولاية البليدة، الذي رفضه بعض المستفيدين، بحجة بعده عن العاصمة، قائلا إن من نظموا الحركة الاحتجاجية لا يتجاوز عددهم 40 مكتتبا، من مجموع 500 ألف، مجدد التأكيد على أن عملية التوزيع على المواقع تمت عن طريق البرمجية، التي لا تعترف بالمحاباة والمحسوبية، وأن تصنيف الملفات تم على أساس الرقم التسلسلي لتاريخ إيداع الملفات، كاشفا عن تنظيم اجتماع غدا الثلاثاء مع والي العاصمة “عبد القادر زوخ” لبحث إشكالية تحرير الفضاءات العقارية لإنجاز سكنات “عدل” 2013، معترفا في السياق بأن العاصمة تعاني من نقص فادح في العقار، وأنه بذل جهودا جبارة حين إطلاق صيغة عدل قبل أزيد من 15 عاما، لإيجاد المساحات الشاغرة، حيث راهن في البداية على إنجاز 3000 وحدة في العاصمة، قبل أن يرتفع العدد إلى 200 ألف وحدة سكنية.
وقال تبون بمناسبة الذكرى الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية، إنه ما يزال متمسكا بتحقيق رهان أول عاصمة عربية وإفريقية دون بيوت قصديرية، بعد أن يتم ترحيل 6000 عائلة قبل شهر رمضان، ليكون ذلك أحسن جواب على من يريدون تلطيخ سمعة وصورة الجزائر، أو أن يقزم الجهود التي تقوم بها مختلف الهيئات تحت إشراف الحكومة، موجها شكره لمسؤولي دواوين الترقية العقارية بالعاصمة ووهران وعنابة وقسنطينة.
وبحسب المعطيات التي قدمها عبد المجيد تبون، فإنه تم استلام 318 ألف وحدة سكنية من مجموع 350 ألف وحدة من مختلف الصيغ خلال سنة 2015، في حين ما تزال 525 ألف وحدة سكنية قيد الإنجاز، متوقعا استلام 350 ألف وحدة مع نهاية العام الجاري، وتضم السكن الريفي والترقوي العمومي وعدل، وبالموازاة مع ذلك سيتم إعداد قائمة قصيرة للشركات المكلفة بأشغال التهيئة.
لطيفة بلحاج