مليـــون مترشح يتســـابقون على 28 ألـــف منصــب
يجتاز اليوم نحو مليون مترشح مسابقة توظيف الأساتذة في الأطوار التعليمية الثلاثة التي ستنظمها وزارة التربية الوطنية عبر كافة أرجاء القطر الوطني بمشاركة عشرات الآلاف من الأساتذة المتعاقدين الذي خاضوا رهانا خاسرا من أجل توظيفهم مباشرة دون مسابقة، لكن الحكومة كانت صارمة ورفضت ذلك رفضا قاطعا.وقد استجاب الوزير الأول عبد المالك سلال لطلب الأساتذة المتعاقدين بتمديد فترة التسجيل، وأمر وزارة التربية الوطنية بتمديد الفترة ليوم واحد فقط هو ما تم يوم الخميس الماضي، و مكن الأساتذة المتعاقدين الذين لم يسجلوا في البداية من استدراك الأمر، وكانت فترة التسجيلات قد أغلقت قبل أيام قليلة.
ويخوض ما يقارب مليون مترشح من حملة الشهادات الجامعية المسابقة للظفر بـ 28084 منصب في الأطوار التعليمية الثلاثة، الابتدائي، المتوسط والثانوي، في 25 تخصصا، بعدما فتحت وزارة التربية الوطنية هذا العام الباب أمام حاملي شهادات عدة تخصصات لم تكن مدرجة في وقت سابق في المسابقة، ما سيعطي الفرصة للعديد من المتخرجين للتوظيف في قطاع التربية، وقد بدأت التسجيلات في المسابقة يوم 28 مارس الماضي وعبر شبكة الأنترنيت.ولم يكن التحضير لهذه المسابقة هذا العام سهلا، فقد عاشت وزارة التربية الوطنية معركة لي ذراع حقيقية مع الأساتذة المتعاقدين الذي لجأوا منذ اليوم الأول للإعلان عن المسابقة إلى التصعيد، في محاولة منهم للضغط على الوصاية من أجل ادماجهم وترسيمهم في مناصبهم بشكل مباشر دون المرور عبر المسابقة، لكن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أكدت هي الأخرى منذ البداية أن ذلك غير ممكن و يتعارض مع أحكام القانون العام للوظيفة العمومية، الذي لا يسمح بتوظيف أي كان دون المرور عبر المسابقة، وهذا معمول به في كل القطاعات.
وعلى الرغم من تأكيد الوزيرة أكثر من مرة على أن الاساتذة المتعاقدين ستعطى لهم الأولوية من حيث احتساب نقاط إضافية لهم واحتساب سنوات الخبرة في المسابقة إلا أن هؤلاء تمادوا في التصعيد ونظموا وقفات احتجاجية في بداية الأمر أمام مديريات التربية في الولايات، ثم نظموا مسيرة من بجاية نحو العاصمة، لكن السلطات العمومية أوقفتهم على مستوى بلدية بودواو في ولاية بومرداس، وهناك نظموا اعتصاما دام 15 يوما قبل أن تقرر الحكومة إخلاء المكان وفريقهم وأرسالهم إلى ولاياتهم.وقبلها كان رأي الحكومة على لسان الوزير الأول عبد المالك سلال من قسنطينة حازما وحاسما لما قال للمتعاقدين أنه لا توظيف دون مسابقة، و بالموازاة أكدت وزيرة التربية الوطنية في آخر ندوة صحفية لها هذا الأسبوع أن أكثر من 34 ألفا من المسجلين في مسابقة التوظيف هم من المتعاقدين، وبعدما تيقن المتعاقدون أن القطار قد يفوتهم، طالبوا بتمديد مهلة التسجيل، وبعد مساعي مع الحكومة وافق الوزير الأول على الطلب و أمر وزارة التربية بتمديد الفترة ليوم واحد وهو ما تم بالفعل يوم أول أمس الخميس، وعلى إثر ذلك تمكن عدد ضافي من المتعاقدين من التسجيل.وعلى عكس المسابقات التي جرت في الأعوام السابقة فإن مسابقة هذا العام ستكون كتابية وليست شفهية كما جرت العادة، بهدف تحقيق توظيف نوعي في القطاع التربية ورفع مستوى وجودة التعليم من خلال تأطير وتكوين نوعي للتلاميذ.
وقد وضعت وزارة التربية الوطنية إجراءات جد مشددة لمراقبة المسابقة التي ستجرى اليوم في كل الولايات شبيهة بتلك التدابير التي تطبقها في امتحان شهادة البكالوريا، و قد تم هذا بالتشاور مع نقابات القطاع وجمعيات أولياء التلاميذ التي استقبلتها الوزارة الثلاثاء الماضي من أجل ضمان الشفافية والمساواة بين جميع المترشحين من مرحلة التسجيل إلى مرحلة التصحيح، وهددت الوزيرة نورية بن غبريط بفرض عقوبات مشددة ضد كل مخالف لقواعد المسابقة أو ضد كل من يحاول الغش. ويقدر عجز قطاع التربية من حيث الأساتذة بنحو 30 ألفا، و تعد التربية الوطنية من بين القطاعات الهامة التي تمتص سنويا عددا كبيرا من خريجي الجامعات، وهي من بين القطاعات المدعمة من طرف الدولة لذلك يحظى التوظيف بها باهتمام خاص من الجميع.
م- عدنان