قتل 35 شخصا وأصيب 22 آخرين في حادث مرور مروع وقع صباح أمس في حدود الساعة الثانية وخمسين دقيقة (02:50) بالطريق الوطني رقم 23بمنطقة الجدر ببلدية وادي مورة بولاية الأغواط.
الحادث المأساوي وقع أثناء اصطدام حافلة قادمة من حاسي مسعود باتجاه وهران بشاحنة كانت متوجهة من غليزان نحو المنيعة لنقل الخضر والفواكه، كما اندلعت النيران في الحافلة مما أدى إلى تفحم 29 جثة تم التعرف عليها بصعوبة مساء أمس، بعد تنقل عناصر الشرطة العلمية للدرك الوطني من معهد الأدلة الجنائية ببوشاوي لمعاينة جثث الضحايا المتفحمة قصد التعرف على هوياتها، في حين تعرض باقي الضحايا لإصابات خطيرة أثناء الحادث منهم اثنان لفظا أنفاسهما الأخيرة بمستشفى آفلو. أما الجرحى فقد تم توزيعهم على مستشفيات الأغواط وآفلو وحصيلة الوفيات مرشحة للارتفاع بسبب وجود عدد من الإصابات الخطيرة في أوساط الجرحى، وفور وقوع الحادث تنقلت عناصر الحماية المدنية إلى مكان الحادث وتم تجنيد حسب رئيس مركز الصحافة التابعة للحماية المدنية 15 سيارة إسعاف و04 شاحنات، إلى جانب 19 فرقة تدخل.
الحادث وفق مصادر من الأغواط كان مروعا في يوم سبت أسود، حيث كان الضحايا من الرجال والنساء والأطفال المنحدر أغلبهم من ولايات الغرب الجزائري وهران، مستغانم، غليزان، وورقلة كانوا متوجهين من حاسي مسعود نحو عائلاتهم لقضاء إجازاتهم في شهر رمضان. و لم تشهد الجزائر منذ سنوات طويلة حادث مرور حصد هذا العدد الكبير من الضحايا والقتلى، ومما زاد في المأساة، تفحم جثث الضحايا، وتحول أمس مستشفيات أفلو والأغواط إلى مأتم حقيقي بعد توافد عائلات الضحايا مساء للتعرف على ذويهم في جوّ من الحزن.
وحسب رئيس المكتب الولائي للجمعية الوطنية للسلامة المرورية بولاية الأغواط مصطفى كمال طويسات في اتصال هاتفي بالنصر، فإن ولاية الأغواط شهدت أمس مأساة حقيقية، بحيث لا أحد استطاع هضم حجم الفاجعة وصور الضحايا التي تفحمت، مشيرا في نفس السياق، إلى أن التحقيقات الأولية التي تحصلت عليها جمعية السلامة المروية تفيد بأن الحادث تسبب فيه سائق الشاحنة الذي كان متوجها نحو المنيعة وكان أحد قتلى الحادث، بحيث لم يتحكم السائق في مقود الشاحنة في أحد المنعرجات، ما أدى إلى خروج الشاحنة وجها لوجه مع الحافلة في اصطدام مروع، ونظرا للسرعة المفرطة التي كانت عليها الشاحنة والحافلة، قفزت هذه الأخيرة فوق الطريق وارتطمت بالصخور المحاذية. وأشار رئيس المكتب الولائي لجمعية السلامة المرورية إلى أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن سائق الحافلة الذي تعرض لإصابة خطيرة كان يسير بسرعة 120 كيلومترا في الساعة، في حين أن إشارة المرور تشير بنفس المكان إلى أن السرعة المسموحة هي80 كيلومترا في الساعة.
اشتعال النيران في مقدمة الحافلة عرقل خروج الركاب وأغلب الجثث تفحمت
وأضاف محدثنا بأن ما زاد في حجم الكارثة هو اندلاع النيران في الحافلة، مما أدى إلى وفاة عدد كبير من ركاب الحافلة اختناقا وحرقا، مشيرا في نفس السياق، إلى أن النيران اشتعلت في مكيف الحافلة الذي كان مشغلا ثم انتقلت ألسنة النيران إلى باقي الحافلة. وأضاف بأن النيران التي كانت في مقدمة الحافلة عرقلت خروج الركاب من الباب الأمامي مما أدى إلى احتراق أغلبهم وتفحم الجثث، وأشار لنا محدثنا وفق روايات الجرحى بأن أحد الركاب الذي نجا بنفسه في البداية ثم عاد إلى داخل الحافلة بحثا عن ابنه البالغ من العمر 13 سنة قام بإخراج عدد من الجرحى الذين لم تصلهم ألسنة النيران، فيما لم يعثر المعني على ابنه الذي كان قد خرج من الواجهة الأمامية للحافلة أثناء الصدمة، وتوفي هذا الرجل حرقا، وابنه بقي مصابا، ويوجد في حالة حرجة بالمستشفى.
وأضاف رئيس المكتب الولائي لجمعية السلامة المرورية بالأغواط، بأن حجم الفاجعة لا يمكن وصفه، مشيرا في نفس السياق، إلى أن الطريق الوطني 23 الذي وقع فيه الحادث تحول إلى طريق الموت، بحيث يشهد يوميا حوادث مرور نتيجة وجود منعرجات خطيرة. كما يعرف هذا الطريق حركية كبيرة، بحيث يعتبر حلقة الوصل بين الشرق والغرب والجنوب، وكان قد عرف نفس الطريق منذ ما يقارب سنة، حادث مرور مماثل أدى إلى وفاة 17 شخصا من ركاب حافلة، وحادث أمس وقع على مسافة 500 متر من الحادث الذي وقع منذ سنة وحصد 17 قتيلا، وتحول حسب نفس المتحدث مطلب المواطنين بضرورة ازدواجية هذا الطريق إلى أمر في غاية الأهمية أمام حجم الكوارث التي وقعت بهذا الطريق الذي يعرف بمنعرجاته الكثيرة، ويعد صعب المسلك خاصة في ساعات الليل.
نشطاء الفايسبوك يطالبون بحلول سريعة وجذرية لإرهاب الطرقات
التهبت أمس مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفايسبوك بصور ضحايا حادثة الأغواط فيما سمي بالسبت الأسود، وعبر نشطاء الفايسبوك عن تضامنهم الشديد مع الضحايا وعائلاتهم، مطالبين في نفس الوقت، بضرورة إيجاد حلول لإرهاب الطرقات الذي أصبح يحصد أرواح الجزائريين بأعداد كبيرة سنويا بحيث يتجاوز عدد القتلى سنويا04 آلاف قتيل إلى جانب أكثر من 50 ألف جريح، بالإضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة. وناشد عدد من نشطاء الفايسبوك السلطات العليا في البلاد بضرورة التفكير في حل جذري لمأساة إرهاب الطرقات وإيجاد قوانين فعلية تساهم في التقليل من الظاهرة التي شردت ويتمت مئات العائلات الجزائرية. كما طالبوا بضرورة اتخاذ إجراءات جد ردعية ضد سائقي الشاحنات والحافلات باعتبارهم يتحملون مسؤولية كبيرة في أغلب حوادث المرور التي تقع في طرقاتنا.
نورالدين-ع
تفقّد الضحايا رفقة وزير الصحة
وزيـر النقـل يـأمـر بفتـح تحقيـق لمعـرفة أسبـاب الحـادث
أمر أمس، وزير النقل، بوجمعة طلعي بفتح تحقيق في الحادث المأساوي الذي شهدته الأغواط وراح ضحيته 35 قتيلا، وأكد الوزير على هامش تفقده الجرحى و الضحايا بمستشفى بجرة عبد القادر بآفلو، رفقة وزير الصحة والسكان عبد المالك بوضياف، بأن حوادث المرور تعتبر قضية توعية وتكوين، مشيرا إلى أن العنصر البشري هو المتسبب الأول في 95 بالمائة من حوادث المرور التي تحصد سنويا 4600 قتيل و55 ألف جريح.
وأضاف الوزير، بأن القانون الجديد لرخصة السياقة بالتنقيط سيساعد على مراقبة السائقين وكذا ضمان المراقبة التقنية للمركبات. ومن جانبه، أمر وزير الصحة والسكان و اصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، أثناء تفقده للجرحى بمستشفى آفلو بالتكفل الجيد بجميع الجرحى ومن كل النواحي، وتقديم كل الخدمات اللازمة لهم بما فيها المرافقة النفسية لهم ولعائلاتهم، مؤكدا بأن الدولة ستتكفل بكل المصابين.
نورالدين-ع
رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية علي شقيان للنصر
نطـالب بمراجعـة التكوين لسـائقـي مركبات النقل الجماعي والشاحنات
طالب أمس، رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية علي شقيان في تصريح للنصر، بضرورة مراجعة التكوين لسائقي مركبات النقل الجماعي والشاحنات للتقليل من حوادث المرور التي تحصد الأرواح يوميا.
وأكد على ضرورة أن تكون هناك برامج بيداغوجية وتقنية تتماشى ومستوى السواق في العصر الحالي. وأشار إلى غياب تكوين فعلي لدى وزارة النقل وعدم تطبيق قوانين تنظم فئة النقل الجماعي و أصحاب المركبات الكبرى، و اقتصار الوزارة على تقديم إحصائيات فقط. وأكد نفس المتحدث، بأن نسبة 65 بالمائة من حوادث المرور التي تعرفها الطرقات يتسبب فيها السواق الجدد الحاملين لرخص سياقة حديثة، ودعا نفس المتحدث إلى ضرورة إعادة النظر في المراقبة التقنية للحافلات والشاحنات. وأوضح بأن الحافلة التي تسير مسافة 1500 كيلومتر على مسافات طويلة تكون في حاجة إلى مراقبة آلية، وفي نفس الوقت لا تزال تعرف طرقاتنا حسبه حافلات يزيد عمرها عن 30 سنة وتشكل بذلك خطرا كبيرا على سلامة الركاب.
من جانب آخر، دعا نفس المتحدث، إلى فتح تحقيق في الحادث الأليم الذي شهدته ولاية الأغواط أمس وراح ضحيته 35 قتيلا، و قال بأن التحقيق يجب أن يكون معمقا لمعرفة أسباب وقوع حوادث المرور بهذا الطريق الذي أصبح يوصف بطريق الموت، وأضاف نفس المتحدث بأن مسؤولية الحادث تتحمله وزارتا النقل والأشغال العمومية، مشيرا إلى أن هذا الطريق الرابط بين آفلو والأغواط تحول إلى طريق الموت وكان قد حصد منذ ما يقارب سنة 17 قتيلا على بعد 500 متر فقط من الحادث الذي وقع أمس، في حين لم تكن هناك أية متابعة بعد وقوع الحادث الأول و لم يتم القضاء على النقاط السوداء، و دعا رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المروية إلى ضرورة ازدواجية هذه الطريق الذي يعرف منعرجات كثيرة وخطيرة تؤدي إلى وقوع حوادث مرور يومية، مؤكدا بأن عدم وجود متابعة ومعالجة للنقاط السوداء بهذا الطريق ستؤدي حتما إلى وقوع حوادث أخرى مأساوية. وفيما يتعلق بالمندوبية الوطنية للسلامة المرورية التي تم تضم عدة وزارات وتخضع لإشراف الوزير الأول عبد المالك سلال وتسيرها وزارة الداخلية، أشار رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية بأن هذه المندوبية يجب عليها أن تسهر على تنفيذ التوصيات فيما يخص حوادث المرور، مضيفا بأن التوصيات التي تأخذها يجب أن لا تتغير بتغير الوزراء وتبقى قراراتها ثابتة، كما دعا في نفس السياق إلى إشراك المجتمع المدني في هذه المندوبية. نورالدين-ع