"طوطال تخلت عن عدة مشاريع في الجزائر و سوناطراك ستدافع بقوة عن مصالحها"
أكّد مجمع سوناطراك أنه سيجند كل طاقاته بفعالية لمواجهة النزاع مع شركتي “طوطال” و”ريبسول” والحفاظ على مصالحه، بعد لجوئهما للتحكيم الدولي للمطالبة بتعويضات عن تطبيق سوناطراك القانون الخاص بالرسم على الأرباح الاستثنائية لسنة 2006.
و أوضح المجمع أنه يبقى منفتحا على حلول مقبولة لفض هذا النزاع، مشيرا أن شركة «طوطال» تخلت نهائيا عن عدة مشاريع في الجزائر خلال العشرين سنة الأخيرة، فيما تساهم «ريبسول» في شركتين مختلطتين في طور الإنشاء، وكذا في رخصتي بحث واستكشاف في الجزائر.
قرّر مجمع سوناطراك للمحروقات الرد بقوة وفعالية على الخطوة التي أقدمت عليها شركة «طوطال» الفرنسية وشركة «ريبسول» الاسبانية قبل أيام و المتمثلة في اللجوء للتحكيم الدولي لفض خلافاتهما مع سوناطراك، وأوضح المجمع في بيان له أمس نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أنه «سيجند كل طاقته لمواجهة هذه الوضعية بفعالية لحماية مصالحه، مع بقائه منفتحا للبحث عن حلول مقبولة لهذا النزاع التجاري».
وفي هذا السياق، لاحظت سوناطراك أن حقوق أخذ النفط لـ»ريبسول» و «طوطال» مجتمعتين في حقل «تين فوي تابنكورت» على أساس سعر برميل بـ 50 دولارا تمثل أقل من 0.3 بالمائة من إجمالي إنتاج الجزائر، ويوضح بيان سوناطراك أن «طوطال» تخلت نهائيا عن عدة مشاريع في الجزائر في العشرين سنة الأخيرة، بينما تساهم «ريبسول» في شركتين مختلطتين قيد الإنشاء، هما «تين فوي تابنكورت» و « رقان شمال»، وكذا في رخصتي بحث واستكشاف بحوض بركين ومنطقة بوغزول.
وفي موضوع ذي صلة أكد مجمع سوناطراك أنه أنهى المرحلة الأولى من المحادثات التي يجريها مع مختلف شركائه حول سبل تطوير التعاون والشراكة وتقويتها مستقبلا، وكذا معالجة الانشغالات المطروحة على الصعيدين الاجرائي والتعاقدي في ظل احترام الإطارين التشريعي والتنظيمي المعمول بهما، و أكد أن الاجتماعات العديدة التي جرت بين سوناطراك وشركائها النشطين في مجال المحروقات أثمرت «نتائج مرضية وواعدة» لجميع الاطراف.
وعليه فإن مختلف الاتفاقات الموقعة خصوصا مع المجمع الايطالي «إيني» تضمنت «تقوية الشراكة في نشاطات المنبع للنفط والغاز، مع التأكيد على الإرادة المشتركة لتطوير الإنتاج في الحقول المستغلة بالشراكة بين الطرفين، وكذا البحث عن فرص جديدة للشراكة في الجزائر وخارجها في مجالات التكرير والبتروكيمياء والطاقات المتجددة»، وتم توسيع نطاق تطبيق هذه المبادئ المتفق عليها على الشركة المختلطة «إيني.بي. اش. بي بيليتون» التي تستغل حقول رورد اللوح وسيف فاطمة.
وفي نفس الرؤية تنطبق الاتفاقات المتمخضة عن هذه المحادثات على الشركاء في مجموعة «سيبسا»، وعليه فقد التزمت سوناطراك و سيبسا بـ «تعزيز شراكتهما التي تعود إلى نحو ربع قرن» و «تم الشروع في تجسيد هذه الشراكة من خلال استغلال حقول «رورد الخروف» في 1994، قبل الشروع في مشاريع واعدة أخرى على غرار أورهود وتيميمون التي ستدخل مرحلة الانتاج في الأشهر القادمة».
من جهتها «تبقى شركة «سيبسا» ملتزمة كليا بإنجاز مشروع البحث والاستغلال في محيط «رورد الروني 2» الواقع في حوض بركين والممنوح في مارس 2011 في إطار العملية الثالثة للمناقصات، وذكرت سوناطراك في هذا الصدد أن «سيبسا» تعد «شريكا أساسيا في تسيير واستغلال خط الأنابيب البحري «ميدغاز» الذي يربط الجزائر وإسبانيا بطاقة 9 ملايير متر مكعب سنويا.
ودائما حسب بيان سوناطراك وحسب نفس الرؤية تم التوقيع على مذكرات تفاهم مع المجمع الروسي «غازبروم»، و مع الشركتين الصينيتين «سينوبيك» و»سي ان بي سي» تهدف إلى تطوير الشراكة في مجال المحروقات على جميع الأصعدة، وكذا في مجال الخدمات النفطية «مع آفاق هامة للاستثمار المشترك والتعاون، و باشرت أيضا «سلسلة من اللقاءات مع شركاء آخرين سيما «بي.بي» و»ستاتويل» بهدف تعزيز و تطوير التعاون في نشاط المنبع النفطي والغازي، كما أطلقت محادثات مع شركة «ميرسك» النشطة في مجال المنبع النفطي و الغازي من خلال عدة حقول واقعة في حوض بركين، و أشارت أن اتفاق إطار (مذكرة تفاهم) هو قيد الاعداد حاليا لتحديد فرص جديدة.
وفي إطار المرحلة الأولى من المحادثات التي جمعت سوناطراك بشركائها من مختلف دول العالم، أفضت محادثاتها مع شركة «بيرتامينا» ببروز التزام متبادل ونوايا حقيقية لتعزيز الشراكة سيما في المنبع الغازي، وقد يؤدي ذلك الى إبرام اتفاقات جديدة تخص الاستثمار المشترك في حقول جديدة للاستثمار، ويوضح بيان الشركة أنه ينتظر عقد لقاءات مع مجمل شركائها الآخرين خاصة الذين اعربوا عن اهتمامهم بتعزيز تعاونهم و التزامهم وحضورهم بالجزائر.
ونشير في هذا الصدد إلى أن شركة «طوطال» الفرنسية كانت قد أكدت قبل أيام قليلة أنها قررت التوجه نحو التحكيم الدولي لفض خلافها مع شركة سوناطراك بخصوص لجوء الجزائر قبل سنوات إلى تعديل القانون الخاص بتقاسم الأرباح في مجال البترول والغاز، وتعتزم الجزائر من خلال شركة سوناطراك الرد بقوة على قرار التحكيم الدولي ومواجهته بكل الوسائل والإمكانات، مؤكدة أن شركات عدة تخلت عن اللجوء إلى خيار التحكيم الدولي.
م- عدنان