• النساء أكثر إقبالا على العمل بالحقول
انطلقت بقالمة عملية جني الطماطم الصناعية وسط ظروف مناخية صعبة و عجز كبير في اليد العاملة و مصانع التحويل التي بدت غير قادرة على تحمل ضغط كبير فرضه المنتجون الذين دخلوا في سباق مع الزمن لإنهاء عملية الجني بأسرع وقت تفاديا لضياع المحصول تحت تأثير الحرارة القوية و التقلبات المناخية المفاجئة. و مع كل موسم جديد من مواسم الطماطم الصناعية بقالمة تتجدد متاعب المزارعين مع الطوابير و ساعات الانتظار الطويلة ليلا و نهارا، و في كل مرة تتعالى الأصوات مطالبة بتقليص مدة الانتظار و بناء المزيد من وحدات التحويل لاستيعاب المنتوج الهائل الذي يوشك على تحقيق الاكتفاء الوطني من الطماطم المعلبة و يضع حدا لعمليات الاستيراد من الخارج.
النصر تنقلت إلى حقول و مصانع الطماطم الصناعية بقالمة وعاشت يوما كاملا مع المنتجين و الناقلين و عمال مصانع التحويل و نقلت صورا ومشاهد حية تروي قصة حوض سيبوس الذي صار قطبا وطنيا لإنتاج المعجون الأحمر و موطنا لقاعدة الصناعات الغذائية المبنية على أسس قوية تمهد لمستقبل واعد سيكون بأيدي مزارعي السهل الشهير الذي يستمد روحه من سد بوحمدان الكبير فخر الزراعات المسقية بمنطقة الشرق الجزائري.
تجنيد كبير لليد العاملة والعتاد للجني على مساحة 4 آلاف هكتار
رجال ونساء تحت أشعة الشمس الحارقة يقطفون الحبات الحمراء و ترسانة قوية من عتاد النقل جاهزة للتحرك باتجاه مصانع بن عمر عملاق الصناعات الغذائية بالجزائر ومؤسس شعبة الطماطم الصناعية بحوض سيبوس الممتد من سكيكدة شمالا إلى عنابة والطارف شرقا مرورا بقالمة مملكة الطماطم الصناعية الآخذة في التوسع بين سنة و أخرى بدعم تكنولوجي رهيب رفع المردود من 150 قنطارا في الهكتار الواحد إلى ألف قنطار من الطماطم الصناعية في الهكتار الواحد، و هو رقم يعادل المردود المحقق بالدول الرائدة في إنتاج الطماطم الموجهة للتعليب و تلبية الحاجيات البشرية المتنامية.
مع بداية حملة جني الطماطم الصناعية بقالمة تتجدد أزمة اليد العاملة و تتفاقم معاناة المزارعين الذين تفرقوا في كل الاتجاهات بحثا عن عمال و عتاد شحن و نقل بالمدن و القرى أين توجد العمالة النائمة على مدار السنة لكنها ترفض الاشتغال بقطاع الزراعة رغم الحاجة و الفقر المتفشي بالضواحي الشعبية الكبيرة و حتى بالقرى المجاورة لحقول الطماطم الممتدة على طول محيط السقي المتربع على مساحة 10 آلاف هكتار تعد من أجود الاراضي بحوض سيبوس.
رابح اسكندر منتج طماطم صناعية وجدناه بحقل قرب قرية بن طابوش بمحاذاة الطريق الوطني 20 شريان الحركة و الاقتصاد بالمنطقة، كان محظوظا عندما وجد مجموعة من العمال بينهم مسنون دفعتهم الحاجة إلى العمل، أحضر شاحنة كبيرة و آلة شحن تستعمل في قطاع الأشغال العمومية لرفع صناديق الطماطم و تفريغها في عربة الشاحنة القادرة على حمل 200 قنطار و نقلها إلى مصانع التحويل المجاورة، تحدث الرجل عن متاعب و مستقبل زراعة الطماطم الصناعية بقالمة قائلا « المشكل كما ترون في اليد العاملة، نجد صعوبة كبيرة عند البحث عن عمال لفترة لا تتجاوز 20 يوما، نذهب إلى المدن و القرى لجلب العمال و أحيانا تكون النساء أكثر جدية و إقبالا على العمل بحقول الطماطم الصناعية خلافا للرجال و الشباب الذين مازالوا يرفضون العمل بقطاع الزراعة، نحن نواجه صعوبات كبيرة مع اليد العاملة و نواجه أيضا متاعب مع الطابور الطويل و مدة الانتظار التي تتجاوز 40 ساعة عندما يبلغ موسم الجني ذروته بين منتصف جويلية و بداية أوت من كل سنة، أحيانا نفقد 20 بالمائة من وزن الطماطم بسبب الحرارة و طول مدة الانتظار تحت حرارة قوية.. كما ترون اليوم ربما تجاوزت الأربعين درجة على ما يبدو، أملنا أن تجد الدولة حلا و ترفع قدرات التحويل بالتنسيق مع كبار المصنعين، نطلب من بن عمر تسريع دورات التفريغ و تكثيف العمل لاستيعاب الخيرات التي جادت بها الأرض و سواعد الرجال، رغم كل شيء نحن سعداء و ننظر إلى المستقبل بتفاؤل كبير».
طوابير تضيع معها كميات مهولة من الإنتاج
ودعنا رابح اسكندر و عماله و توجهنا إلى موطن المعاناة الحقيقية و الصبر الجميل، من المدخل الشمالي لمدينة قالمة إلى كاف البومبة التاريخي قرب هليوبوليس على الطريق الوطني 21 وصولا إلى مصانع بن عمر بالفجوج على مسافة 5 كلم، طابور أحمر طويل من الشاحنات و الجرارات و السيارات النفعية محملة بأطنان من الطماطم تنتظر دورها للتحرك ببطء شديد باتجاه مكان التجمع و التخييم عند سفح كاف البومبة التاريخي الذي شهد واحدة من أبشع المجازر المقترفة في حق الجزائريين العزل في 8 ماي 45.
هنا يلتقي الجميع بعد رحلة شاقة تبدأ من الحقول المترامية الأطراف و طابور الانتظار الطويل، تتكدس الشاحنات والجرارات باستمرار حتى يضيق المكان ولا يتسع للمزيد. في نظام هندسي بديع تتشكل قرية من الطماطم الصناعية بأزقة و مفترق طرقات و محال تجارية تقدم الوجبات الخفيفة ومقاه متنقلة فيها مياه معدنية و مشروبات غازية و سجائر للمدخنين، قبل أيام قليلة كان المكان موحشا قليل الحركة و صار اليوم قرية مملوءة بالحيوية و النشاط و الغضب أيضا، سكانها من عابري السبيل الذين يستعجلون الرحيل إلى مدينة صناعية أخرى، اسمها مركب بن عمر العملاق أين تشتغل الماكينات بطاقتها القصوى لاحتواء الغضب المتصاعد على امتداد الطابور الأحمر و قرية الطماطم الجاثمة عند سفح الجبل تنتظر موعد الرحيل.
الكل هنا يتحدث عن أزمة الطوابير و طول مدة الانتظار و ضياع كميات هامة من شحنات الطماطم تحت تأثير الحرارة و الزمن، مع مرور الوقت تبدأ الحبات الحمراء في الذوبان و تسيل منها المياه بقوة محولة شوارع القرية الحمراء إلى سيول تنبعث منها روائح مزعجة تثير قلق أصحاب الشاحنات و الجرارات و تدفع بهم إلى العصبية التي تصل إلى حد العراك و تجاوز الدور المحدد في ورقة صغيرة يعدها الناقلون في بداية الطابور لتنظيم الحركة و وضع حد للفوضى التي تسود المكان كل صيف.
عشنا مع سكان القرية لحظات صعبة لا يقدر عليها إلا ذو صبر كبير، حرارة بلغت 45 درجة تحت الشمس، انتظار ممل تجاوز 36 ساعة في ذلك اليوم، كميات كبيرة من الطماطم تذوب باستمرار و الخاسر ليس المزارع فقط بل صاحب الشاحنة أيضا لأنه يحصل على ثمن النقل وفق الوزن المدون على الوصل المسلم من طرف وحدة التحويل و كلما نقص الوزن تراجع الثمن، فهم متفقون على نقل الكيلوغرام الواحد بنحو 1.5 دينار.
علوي فيصل، زدادرة سليم، بن قيراط عزيز، أصحاب شاحنات محملة بالطماطم وجدناهم بقرية الانتظار و بالطابور الطويل الذي أصبح على مشارف المدخل الشمالي لمدينة قالمة تحدثوا بقلق كبير عن مشكل الانتظار و ضياع الوزن و مشاكل الازدحام على الطرقات الرئيسية و الاعتداءات التي يتعرضون لها في الليل و نقص مياه الشرب و الغذاء رغم وجود محلات متنقلة تقدم بعض الوجبات الخفيفة من حين لآخر.
و طالب أصحاب الشاحنات بتقليص مدة الانتظار و توفير الأمن على امتداد الطابور و موقع الانتظار تحت سفح كاف البومبة و تعيين فرق متنقلة لتسجيل الداخلين إلى الطابور و تنظيم الحركة و منع التسلل إلى وحدات التحويل خلال ساعات الليل و أحيانا في وضح النهار.
عندما تبلغ درجة الحرارة ذروتها بقالمة التي صارت أقرب إلى ولاية جنوبية منها إلى شمالية قريبة من الساحل، يختفي السائقون تحت عربات الشاحنات و الجرارات هربا من الأشعة الحارقة، يبحثون عن الظل حتى و إن كان المكان مجرى تسيل فيه مياه الطماطم بقوة و تنبعث منه روائح مزعجة، لا يوجد خيار آخر، كل واحد ملزم بالبقاء صامدا وسط ظروف مناخية صعبة و حراسة شاحنته و متابعة حركة الطابور حتى يصل دوره و يفرغ الشحنة ثم يعود من جديد إلى الحقل لنقل كمية أخرى و دخول طابور الجحيم من جديد. تغلب منتجو الطماطم الصناعية بقالمة على مشكل المردود الضعيف و أمراض النباتات و حققوا نتائج رائعة في غضون سنوات قليلة و تلقوا دعما كبيرا من الدولة و من مجمع بن عمر عملاق الصناعات الغذائية بالجزائر و تحسن سعر الكيلوغرام الواحد و صار كافيا لتغطية تكاليف الإنتاج و تحقيق أرباح متواضعة تسمح لهم بمواصلة النشاط، لكن المشكل المتجدد هو طول مدة الانتظار و ضياع الوزن و نقص اليد العاملة و ارتفاع تكاليف الأسمدة العضوية و الأدوية.
رئيس الغرفة الفلاحية
نطالب برفع قدرات التحويل
يقف عمار حديدي رئيس الغرفة الفلاحية بقالمة بين المزارعين و الناقلين وسط قرية الطماطم بكاف البومبة ويعيش معاناتهم بقلق كبير و هو يستمع إلى شكاوى الصامدين تحت الشمس الحارقة ينتظرون الخلاص، تحدث الرجل عن 4500 هكتار غرست هذه السنة بالطماطم الصناعية و ارتفاع متوسط المردود بين 400 و 600 قنطار في الهكتار الواحد.
«طلبوا منا رفع التحدي ففعلنا و حولنا قالمة إلى قطب وطني لإنتاج الطماطم الصناعية، أحدثنا طفرة كبيرة بقطاع الزراعة و استقطبنا مزيدا من المزارعين لتطوير الشعبة الحيوية لكن بعض المشاكل مازالت تعترض مسيرة الطماطم الصناعية بينها مشكل الانتظار و نقص مصانع التحويل و تذبذب مياه السقي، رغم هذا نحن راضون بالنتائج المحققة و متفائلون بالمستقبل».
و قال عمار حديدي بأن مشكل الطوابير الطويلة مؤقت و سيزول في غضون أيام قليلة بعد تراجع حملة الجني بمناطق الإنتاج المبكر بحوض بوشقوف، الطارف، بلخير وبومهرة أحمد وحقول أخرى بعنابة.
عادل صديقي مدير مركب الطماطم الصناعية بمجمع بن عمر
نستقبل أكثر من 3 آلاف طن في اليوم و الضغط فرضه النضج المبكر
غادرنا الطابور الأحمر وقرية الطماطم متوجهين إلى مجمع بن عمر قرب بلدية الفجوج شمالي مدينة قالمة، كان الطريق المؤدي إلى المجمع العملاق مزدحما بالشاحنات المحملة بالطماطم الصناعية، حركة المرور هنا صعبة للغاية، أحيانا تتشابك الشاحنات و تنحرف عن مسارها فتتوقف الحركة على الطريق الولائي 126 الرابط بين الوطنيين 20 و 21 مرورا بمصانع التحويل، كنا محظوظين ومررنا بسلام بين الشاحنات و الجرارات التي أصبحت على مشارف المركب بعد مسيرة تجاوزت 36 ساعة، كان الرجال مختبئون تحت العربات هربا من شمس حارقة.. من بعيد ترتفع صوامع و مداخن عملاق الصناعات الغذائية بعد أن أصبحت قريبة من طلائع الطابور الطويل الذي يتآكل هنا باستمرار لكنه يولد من جديد و يزداد ضراوة عند نقطة البداية قرب مدينة قالمة.
الدخول إلى المركب يتطلب إجراءات محددة، سمح لنا بعدها بالدخول لمقابلة مدير وحدة الطماطم الصناعية بالفجوج أو ما يعرف ب»كاب2» عادل صديقي.
أوصلنا الحراس إلى مبنى الإدارة وسط المجمع المتكون من مصنعين كبيرين الأول للدقيق و العجائن و الثاني للطماطم الصناعية.
و جدنا الرجل خارج مكتبه يتابع سلسلة الانتاج و حركة الشاحنات و هي تدخل و تغادر المكان الذي تحول إلى خلية نحل متناسقة الأداء فلا مجال هنا للتهاون و الخطأ لأن الحواسيب الذكية التي تدير خطوط الإنتاج تحرس المكان و تعلن عن الخطأ في الوقت المناسب.
قبل أن يتحدث عن مشاكل الطابور و الانتظار الطويل قادنا مدير المركب مهندس الاليكترونيات الذي يحضر لدكتوراه الآليات الصناعية إلى خطوط الإنتاج التي تبدأ باستقبال الشحنات القادمة من الحقول و تنتهي بالمعجون الأحمر الذي يعبأ في صناديق خشبية مغلفة يتسع الواحد منها إلى 12 قنطارا من الطماطم ثلاثية التركيز تخزن و تعلب لتصبح في ما بعد طماطم ثنائية التركيز موجهة للاستهلاك.
الخطوط تعمل بتكنولوجيا متطورة لكن العنصر البشري مازال حاضرا بقوة للقيام ببعض المهام الأخرى كالفرز و تنظيف الشحنات من التراب و بقايا النباتات العالقة و حبات الطماطم المصابة و غير الناضجة، أما باقي المهام المعقدة تقوم بها حواسيب مزودة ببرمجيات متطورة تتابع مسار الإنتاج إلى آخر مرحلة.
بلغت طاقة المركب في ذلك اليوم ذروتها و حققت رقما قياسيا وصل إلى 3500 طن ، لكن مشكل الطوابير و طول مدة الانتظار مازال مطروحا خارج المركب و السبب حسب مدير الإنتاج هو النضج المبكر لحقول الطماطم عبر ولاية قالمة و الولايات الأخرى المجاورة ما فرض ضغطا كبيرا على خطوط الإنتاج التي تعمل بطاقتها القصوى.
« نحن نعمل بطاقة قصوى و نطمئن المزارعين بأن كل انتاجهم سيدخل المركب، فقط يجب التحلي بالصبر حتى تمر مرحلة الذروة بعد أيام قليلة و تختفي الطوابير، نحن نفكر في المستقبل و نعمل على تقليص مدة الانتظار و القضاء على الطوابير المزعجة على الطرقات و ذالك باتباع استراتيجية تباعد حملة الغرس حسب طبيعة كل منطقة حتى لا تنضج الحقول دفعة واحدة كما حدث هذه السنة».
و يعتزم مجمع بن عمر بناء مصنع آخر لتحويل الطماطم الصناعية بمنطقة بوشقوف لتخفيف الضغط عن وحدات الفجوج، بوعاتي محمود و بومعيزة، لكن مشكل الأرضية مازال يعيق المشروع الواعد في انتظار تحرك المسؤولين المحليين لتحرير العقار المناسب للمشروع الداعم للاقتصاد المحلي و قطاع الصناعات التحويلية.
و قال عادل صديقي بأن المزارعين متفهمين للوضع و مرتاحين تماما لعمل خطوط الانتاج بالفجوج و بوعاتي محمود، لكن المشكل يبقى مع الناقلين الذين يستعلجون تفريغ الشحنات في أقصر وقت ممكن و العودة إلى الحقول من جديد لتحقيق مداخيل أكبر و لهم الحق في ذلك، لكنهم مطالبون بقليل من الصبر خلال مدة الانتظار حتى تمر مرحلة الذروة و تعود الامور إلى طبيعتها بعد أيام قليلة.
وبدأت قصة الطماطم الصناعية بقالمة سنة 1984 عندما قدم المرحوم عمر بن عمر إلى بلدية بوعاتي محمود للبحث عن قطعة أرض لبناء مصنع لتحويل الطماطم الصناعية و تمكن بدعم من المسؤولين المحليين و سكان بوعاتي محمود من بناء أول مصنع للطماطم بقالمة بطاقة 400 طن في اليوم و وضع بذلك حجر الأساس لقطاع الصناعات الغذائية بقالمة والشرق الجزائري.
وفي سنة 2007 ولد مصنع جديد للطماطم الصناعية ببلدية الفجوج قرب قالمة بطاقة 3600 طن في اليوم الواحد و قبله انجز مركب عملاق للدقيق و العجائن و بدأت ملامح المدينة الصناعية الواعدة تلوح في الافق بحوض سيبوس الكبير أين تتواجد ثروة المياه و الأراضي الخصبة و هي عوامل قادرة على إحداث طفرة في عالم الصناعات الغذائية بالجزائر.
عبد الحق بزاحي مدير غرفة التجارة و الصناعة مرمورة
نعمل على جلب المزيد من المستثمرين لتوسيع قدرة الاستقبال
قال مدير غرفة التجارة والصناعة مرمورة بقالمة عبد الحق بزاحي بأن التطور الكبير الذي تعرفه شعبة الطماطم الصناعية بقالمة يتطلب مزيدا من الاستثمارات لتوسيع قدرات الاستقبال والقضاء على مشكل الانتظار والطوابير الطويلة كل صيف، وأضاف في تصريح للنصر بأن الغرفة و السلطات المحلية تعمل حاليا على جلب مزيد من المستثمرين وتشجيعهم على بناء وحدات تحويل جديدة في إطار برنامج ترقية و دعم الاستثمارات المنتجة للثروة ومناصب العمل. وحسب المتحدث فإن ولاية قالمة التي أصبحت قطبا وطنيا لإنتاج الطماطم الصناعية و الطماطم المصبرة لا يوجد بها حاليا سوى 3 مصانع نشطة بينها مصنعين تابعين لمجمع بن عمر بالفجوج و بوعاتي محمود يستقبلان أكثر من 80 بالمائة من الإنتاج و مصنع بلعبيدي ببلخير الذي يستقبل نحو 20 في المائة فقط من إجمالي الإنتاج الذي تشير بعض التوقعات إلى انه سيتجاوز 3 ملايين قنطار هذه السنة.
و بدا مدير غرفة التجارة والصناعة مرمورة متفائلا بالمستقبل و هو يتحدث عن تطور شعبة الطماطم الصناعية بقالمة بدعم كبير من المنتجين و مجمع بن عمر العملاق و محولين آخرين يعتزمون تطوير قدراتهم و المساهمة في استقطاب المنتوج و تخفيف المعاناة التي يعيشها المزارعون كل صيف.
«نعمل بتنسيق محكم وتشاور مع والية الولاية وكبار المستثمرين لحل مشكل العقار الصناعي وبناء مزيد من وحدات تحويل الطماطم، سندعم مبادرة مجمع بن عمر و نساعده على بناء مصنع جديد بمنطقة بوشقوف، و نقف إلى جانب مجمع بلعبيدي لمساعدته على توسيع مصنعه و نعمل أيضا على تنشيط مصنع بومهرة أحمد المتوقف لأسباب يعتقد بأنها مرتبطة بالشركاء، املنا أن يجدوا حلا و يساهموا في تطوير شعبة الطماطم الصناعية بقالمة و أيضا بالولايات المجاورة التي تحول إنتاجها إلى قالمة كل سنة، إننا ننظر إلى المستقبل بتفاؤل كبير و ربما ستكون قالمة قطبا وطنيا كبيرا في إنتاج الطماطم الصناعية وتغطية الطلب الوطني على الطماطم المصبرة و وضع حد للاستيراد من الخارج».
و أشار عبد الحق بزاحي إلى الملتقى الكبير الذي نظمه مجمع بن عمر بداية السنة الجارية و حضره كبار المستثمرين و خبراء الزراعة من داخل الوطن و خارجه لبحث سبل تطوير شعبة الطماطم الصناعية بقالمة ومنطقة الشرق الجزائري و ذلك بالاعتماد على البحث العلمي و تجريب المزيد من أصناف الطماطم ذات المردود المرتفع و القدرة على مواجهة الامراض النباتية و التغيرات المناخية بالمنطقة، و استفاد المزارعون من التوجيهات التقنية التي يقدمها المهندسون الزراعيون وتمكنوا من الوصول إلى سقف 1000 قنطار من الطماطم الصناعية في الهكتار الواحد ببعض المناطق الخصبة في حين يتراوح متوسط المردود بين 400 و 600 قنطار في الهكتار الواحد.
فريد.غ
روبورتاج وتصوير : فريد غربية