دعت سلطة الضبط للسمعي البصري، أمس الثلاثاء وسائل الإعلام السمعية البصرية إلى التحلي بـ «الحيطة التامة» لدى نشر التعليقات و الأحداث ذات الصلة بقضية "اغتيال "الطفلة نهال سي محمد، و التي لازالت خاضعة للتحقيق القضائي. و تأسفت ذات الهيئة لقيام بعض القنوات تجاوز حدود الموضوعية في تناول الخبر و الانسياق وراء نشر معلومات غير مؤكدة أو مغلوطة.
و أكدت سلطة الضبط السمعي البصري في بيان لها أن «حادثة الاغتيال الشنيعة التي راحت ضحيتها الطفلة نهال سي محمد أثارت الرأي العام كما تناولت الصحافة الوطنية هذه الحادثة سيما وسائل الإعلام السمعية البصرية».و أضاف ذات البيان، أن سلطة الضبط للسمعي البصري و إذ «تنوه» بتفاعل وسائل الإعلام السمعية البصرية، «تعرب عن أسفها لذهاب بعض القنوات إلى حدّ تخطي حق نقل الخبر بنشر معلومات غير مؤكدة أو مغلوطة مما ألحق الضرر بالعائلات التي لم يلتئم جرحها بعد».
و دعت سلطة الضبط السمعي البصري في هذا الصدد جميع وسائل الإعلام السمعية البصرية في الجزائر إلى «التحلي بالحيطة التامة في نشر التعليقات و الأحداث في كل ما له صلة بهذه القضية الأليمة التي لا تزال تحت التحقيق القضائي».
يذكر، أن قضية الطفلة نهال التي صدمت الرأي العام في العمق و أعادت ظاهرة اختطاف الأطفال في الجزائر إلى الواجهة، كانت قد أسالت الكثير من الحبر، مثلما تناولتها القنوات الفضائية في مجملها بكثير من الإثارة بتقديم معلومات دون التأكد منها، فتحدثت أحيانا عن مقتل الطفلة حتى قبل العثور على أي مؤشرات، كما قدم بعضها روايات تتعلق بجانٍ مفترض في وقت كانت فيه التحقيقات و عمليات البحث جارية.كما كانت المعلومات المتسرعة التي نشرتها بعض وسائل الإعلام و بثتها قنوات تلفزيونية قد ألحقت الكثير من الضرر النفسي لاسيما بعائلة الطفلة الضحية التي عاشت لحضات عصيبة جدا زاد من حدتها الارتجال و الاثارة المبالغ فيها في تناول هذه القضية لدى بعض القنوات.للإشارة، فإن الطفلة نهال سي محند التي شيّعت إلى مثواها الأخير في جنازة مهيبة الأحد الماضي بوهران، كانت قد اختفت عن الأنظار منذ 21 جويلية الماضي بقرية آث علي بدائرة واسيف بتيزي وزو، حيث و بمجرد وصولها رفقة والدتها إلى بيت أخوال أمها إنقطعت أخبارها ولم تفلح عمليات البحث التي قادها أفراد العائلة في العثور عليها مما إضطرهم للإتصال بمصالح الدرك الوطني الذين باشروا بدورهم عمليات مكثفة للبحث عن الطفلة دامت حوالي أسبوعين، ليتم العثور على أشلاء متناثرة على بعد كيلومترات عن البيت الذي إختفت منه، وبعد عمليات التحليل الجنائي، ثبت أن تلك الأشلاء هي لنهال ذات الأربع سنوات.
ق و