انتزع العداء الجزائري توفيق مخلوفي فضية 1500 متر في أولمبياد ريو دي جانيرو، بعدما إحتل المركز الثاني خلف الأمريكي ماتيو سانترويز، قاطعا مسافة السباق في 3 د 50 ثا و 11جزء، و هو أضعف توقيت سجله غزال «الأهراس» في هذا الأولمبياد، لكن خصوصية السباق ألقت بظلالها على النتيجة، إلى درجة أن تتويج الأمريكي سانترويز بالذهب يصنف في خانة المفاجآت، لأن هذا الإختصاص «إفريقي» بإمتياز، و الأنظار كانت مصوبة بإتجاه مخلوفي و الثنائي الكيني كيب روب و كويموا، غير أن كينيا خرجت من هذا النهائي من دون ميدالية، و الجزائري صاحب ذهبية أولمبياد لندن 2012 لم يتمكن من المحافظة على تاجه الذهبي، و اكتفى بالفضة.
السباق طغى عليه الجانب التكتيكي، و عرف منذ أمتاره الأولى تولي الأمريكي سانترويز قيادة القافلة، برفقة المغربي عبد العاطي إيقدار و كذا الجيبوتي عين الله سوليمان، بينما عمد مخلوفي إلى ملازمة برج المراقبة، و التلاحم مع الكوكبة، حاله حال الكينيين كيب روب و كويموا، قبل أن يرتفع الريتم عند قطع نصف المسافة، لأن مجموعة من العدائين سعت إلى الإقتراب أكثر من الصدارة، و هو التدافع الذي نتج عنه تعثر الكيني كويموا، الذي سقط أرضا، إلا أنه تدارك الوضع بسرعة و إلتحق مجددا بالكتلة.
التنافس على الميداليات الثلاث أخذ بعدا مغايرا في الدورة الأخيرة، لأن النسق بلغ أعلى درجاته، و الكيني كيب روب قاد السباق قبل 300 متر من بلوغ خط النهاية، الأمر الذي جعله مرشحا لإعتلاء المنصة، على إعتبار أنه صاحب أفضل توقيت في الإختصاص هذه السنة، و قد كان في تنافس مباشر مع مخلوفي، كما أن الجيبوتي سوليمان و المغربي إيقدار بقيا ضمن كوكبة الصدارة، لكن «السبرينت» الأخير الذي فرضه الأمريكي ماتيو ساندرويز سمح له بإستعادة القيادة، و التفوق على مخلوفي في الأمتار الأخيرة من السباق، حيث أن ساندرويز تقدم على العداء الجزائري بـ 11 جزءا، و لو أن سرعة إبن سوق أهراس على مقربة من خط النهاية تراجعت نسبيا، على غير العادة، و ذلك على خلفية دخوله المبكر في صراع مع الكوكبة منذ منتصف الدورة الثانية.
و قد ظل التنافس على «البوديوم» قائما إلى غاية خط الوصول، لأن الكوكبة بقيت متلاحمة، بتواجد 6 عدائين على مقربة من بعضها، و دخولها كان في توقيت متقارب، بدليل أن الفارق الزمني بين البطل ساندرويز و سادس الترتيب الكيني كيب روب لم يتجاوز 87 جزءا، لكن الملفت للإنتباه أن مخلوفي كان الوحيد من القارة السمراء الذي ضمن مركزا على منصة الميداليات، بتتويجه بفضية، رغم أن المعطيات الأولية كان ترشح الأفارقة للفوز، بوجود 6 أبطال من إفريقيا في هذا النهائي، من بينهم مخلوفي الذي كان بصدد الدفاع عن تاجه الأولمبي، و كذا المغربي عبد العاطي إيقدار، صاحب البرونز في أولمبياد لندن 2012، إضافة إلى الثنائي الكيني، الجيبوتي سوليمان و الأوغندي موساغالا، فكان تتويج الأمريكي ساندويز مفاجئا، سيما و أنه تصدر السباق منذ إنطلاقته، بينما عادت الميدالية البرونزية للنيوزيلاندي نايكل ويليس، مقابل إكتفاء الكيني كيب روب بالمركز السادس و مواطنه رونالد كويموا إحتل الصف الأخير.
ص/ فرطــاس
توفيق مخلوفي يكسر جدار الصمت
بعض مسؤولي الرياضة يستغلون مناصبهم لتحقيق مآرب شخصية على حساب الرياضيين
انتقد العداء توفيق مخلوفي صاحب فضية سباق 1500م خلال الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، و بشدة بعض مسؤولي الرياضة الجزائرية لمحاولتهم إيذائه في حين ثمن الإمكانيات المعتبرة التي خصصتها الدولة لمساعدة الرياضيين و تطوير الرياضة في البلاد.
و عقب تتويجه بفضية سباق ال1500م فجر أمس الأحد بالملعب الأولمبي جواو هافيلانج، أفرغ مخلوفي ما في جعبته لمبعوث وكالة الأنباء الجزائرية إلى ريو دي جانيرو قائلا: « الدولة الجزائرية خصصت إمكانيات معتبرة لمساعدة الرياضيين للتحضير في أحسن الظروف، غير أنه و للأسف بعض مسؤولي الرياضة الجزائرية على كل المستويات لم يكونوا في مستوى المهمة التي أوكلت لهم. لقد خيبوا آمال الشعب الجزائري والسلطات المحلية».
ورغم نشوة التتويج الأولمبي راح مخلوفي الذي كانت تبدو عليه علامات التأثر والإحباط لما يكون قد عانى منه خلال السنوات الأخيرة، ينتقد بعض الأشخاص المكلفين بتسيير الرياضة دون أن يسميهم. و قال : «هؤلاء الأشخاص يستغلون مناصبهم لتحقيق مآرب شخصية دون مصالح الرياضيين. لقد عانيت معهم طيلة السنوات الأربع الأخيرة أي منذ لقبي الأولمبي بلندن، وماذا عسى أن يقول الرياضيون الآخرون غير المعروفين. الحكومة خصصت إمكانيات ضخمة لمساعدة الرياضيين الجزائريين، لكن هؤلاء المسؤولوي لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية و النتيجة نراها اليوم في الألعاب الاولمبية’’.
وقد ذهب صاحب فضيتي ريو دي جانيرو بعيدا في توجيه الاتهام لبعض مسؤولي الرياضة الجزائرية، حيث أضاف :’’ لقد حاولوا إيذائي بشتى الطرق. الرياضيون الجزائريون الذين شاركوا في ألعاب ريو كانوا قادرين على تحقيق نتائج أحسن بكثير من تلك التي سجلوها. للأسف هؤلاء المسؤولون يفعلون المستحيل لتحميل الرياضيين مسؤولية الإخفاق، حتى أنهم شككوا في مشاركتي في الموعد الأولمبي و البعض منهم كان يدلي بتصريحات للاستخفاف بي».
فبالنسبة للبطل الجزائري الميداليتين الفضيتين بريو تعتبران ردا صريحا وجوابا لا لبس فيه لهؤلاء « الذين ليس لهم علاقة بالرياضة في شيء».
ولم يتوقف مخلوفي عند هذا الحد، و استطرد قائلا : « قالوا أن مخلوفي يملك كل شيء. له شقتان و سيارة .. في وقت كنت أؤكد فيه على التأخر المسجل في تحضيري للألعاب الاولمبية بسبب عراقيل إدارية لا معنى لها. النتيجة التي حققتها بريو هي ثمرة تضحيات شخصية و كذلك مساندة الشعب الجزائري وبعض الأشخاص خارج المجال الرياضي الذين أفضل عدم ذكرهم تفاديا لإزعاجهم».
بالمقابل وجه توفيق مخلوفي تحية خاصة لبقية الرياضيين الجزائريين المشاركين في الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو وبالخصوص الملاكمين و رياضيي الجيدو. «أهدي تتويجي لكل الملاكمين و مصارعي الجيدو الذين بذلوا جهودا كبيرة للتأهل إلى ريو.
غير أنه وحتى بعد تأهلهم لم يتم التكفل بهم بشكل جيد، من أجل إبقاء الأمل في تحقيق نتائج أفضل».
مخلوفي وكغيره من الرياضيين يعتبر أن الألعاب الأولمبية لا تحضر في شهرين أو ثلاثة وختم يقول : «الألعاب الأولمبية لابد أن يسطر لها برنامج تحضيري لسنوات وليس لأشهر. باعتباري بطلا أولمبيا كان من المفروض أن أتفرغ لعملي و أن أركز على التحضير للموعد الأولمبي لا غير. لابد أن يصحا هؤلاء المسؤولون. في 2012 أنقذتهم بالميدالية الذهبية وهذه السنة ها أنا أنقذهم بفضيتين».
للإشارة فإن تصريحات مماثلة كان قد أطلقها مدرب بورعدة ماهور باشا الذي تحدث عن تحضيرات كارثية، وقد صنعت صور لبورعدة وهو يحضر باستخدام عبوات مياه مجمدة في حمامه الحدث على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث استهجن متداولو الصور الظروف التي يحضر فيها أبطال الجزائر في الوقت الذي يستفيد فيه مسيرون ورياضيون لا يقدمون شيئا للبلاد من الملايير.
واج/ ق ر
النصر تعيش أجواء سباق توفيق مخلوفي في بيت عائلته بسوق أهراس
الوالد يذرف دموع الفرح و الوالدة تملأ البيت بالزغاريد
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر من ليلة السبت إلى الأحد حين اتجهت النصر إلى بيت عائلة البطل توفيق مخلوفي، المتواجد بحي دالاس بمدينة سوق أهراس لتشاركها أجواء قبل و أثناء و بعد المنافسة، التي كان الجميع داخل البيت العائلي ينتظرها على أحر من الجمر، فاستقبلنا عمي يونس والد توفيق بحفاوة كبيرة، لندخل البيت المتواضع و نجد أن العائلة اجتمعت تنتظر الموعد وتتحول معها الدقائق إلى ساعات.
الحضور تكون من والد توفيق و جده و شقيقه الطاهر و ابن عمه و صديقي البطل و المدرب السابق لتوفيق إضافة إلى مدير الشباب و الرياضة بالنيابة بولاية سوق أهراس، الذي فضل مشاركة العائلة متابعة السباق من داخل البيت العائلي، فالتف الجميع حول الشاشة ينتظر الموعد الذي كان طويلا، ما جعلنا ننتهز الفرصة لنعرف رأي عدد منهم قبل المنافسة.
عمي يونس والد توفيق مخلوفي
نحن صابرون و أعلم أن المهمة صعبة اليوم، سنتابع السباق بمعنويات مرتفعة، عكس منافسة 800 متر، لأنها كانت الأولى في أولمبياد البرازيل لابني توفيق، لقد اتصل بي يوم الجمعة و شعرت أنه يتمتع بمعنويات جيدة، وقد طلب مني الدعاء له ، توفيق - يضيف عمي يونس- ليس ابني أنا فقط، بل إنه ابن كل الشعب الجزائري وحتما سيدخل الفرحة على الجزائر، و يرفع الراية الوطنية عاليا، حتما ستمتزج فرحتنا بذكرى 20 أوت التي كانت القاعدة الشرقية مسرحا لها .
عدنان قاطر صديق البطل
نحن نحس بخوف كبير، المهمة ليست سهلة، خاصة وأن المنافسة شديدة ففي تسعة أيام، شارك توفيق في ستة سباقات، بمعدل يوم ونصف راحة فقط، لكن ذلك لن يزيد توفيق إلا عزيمة ليفرحنا كما تعود على ذلك.
وليد ابن عم توفيق
الحمد لله نحن لنا أمل كبير في أن توفيق سيفرحنا في نهائيات 1500 متر، وسيفرح معه كل الجزائريين، وتوفيق عازم بإرادته المعهودة على الوصول إلى هدفه وتحقيق الفوز.
الطاهر شقيق البطل
توفيق سيمنحنا الفوز، ونحن على يقين أنه مهما كانت النتيجة فإن فرحتنا بمشاركته في هذه المنافسة يعد أملا كبيرا وهدية غالية على الجميع .
رجيمي علي المدرب السابق لتوفيق
كما اعتاد توفيق في مختلف المواعيد الأكيد أنه سيفرحنا، وفي هذه الليلة حتما سيضيف لنا فرحة أخرى، وأنا على يقين أن توفيق مصر على افتكاك الذهبية في نهائي 1500 متر .
مدير الشباب والرياضة بالنيابة
لقد أبينا إلا أن نشارك العائلة أجواء المنافسة، و أعطينا تعليمات إلى كل دور الشباب بالولاية بأن يتم وضع شاشات عملاقة حتى يتمكن الشباب من الحصول على فرصة المتابعة الجماعية للمنافسة التي يشارك فيها ابن الولاية.
الكل أجمع على أن توفيق سيحقق نتيجة ايجابية ويزرع الفرحة في قلوب الجزائريين في ربوع هذا الوطن، لكن كان إحساس الخوف يخيم على الجميع مع اقتراب اللحظات، وبدخول توفيق على رواق الانطلاق الكل التف بالراية الوطنية، وبعدها بثواني انطلق السباق والكل يهمس يا رب، توفيق ينطلق بدأت حرارة المتابعة ترتفع إلى غاية خط النهاية، توفيق يفتك الفضية، الكل يغني "وان تو ثري فيفا لاجيري " انقلب ذلك الهدوء الذي خيم على المنزل إلى غناء وفرحة عارمة، أجواء كانت رائعة والد توفيق عمي يونس كاد يغمى عليه، إنه يذرف الدموع ويردد بصوت خافت الحمد لله توفيق ربح الحمد لله توفيق ربح، لترتفع في الغرفة المجاورة صوت زغرودة والدة توفيق، الفرحة تعم جميع الحضور، وكذلك خارج البيت أين دوت «وان تو ثري فيفا لاجيري» الأرجاء و هزت سكون الحي، مع الفجر الكل يغني، تحرك موكب مكون من سيارات المشاركين في الجلسة بين أفراد العائلة وأصدقاء البطل وإعلاميين نحو وسط المدينة برايات الجزائر، تحرك الموكب نحو أزقة مدينة طاغست وسط أبواق منبهات السيارات حتى ساحة الاستقلال، أين نزل الكل وانضم لهم بعض الشباب، الكل كان يغني ليمر أحد المواطنين ويخرج بندقية الصيد، و يشارك الفرحة بطلقات بارود تعبيرا عن فرحة الجميع بما استطاع أن يصل إليه البطل توفيق مخلوفي ابن مدينة الأسود.
ف/ غنام
قالوا بعد التتويج بالفضية
والد توفيق مخلوفي
وهويذرف دموع الفرح ظل يردد الحمد لله جابها ولدي الحمد لله جابها توفيق، وأردف يقول لنا المهم أنه وصل، الله أكبر تحيا الجزائر تحيا الجزائر المهم أنه لم يخيب الشعب مبروك للجزائر.
والدة توفيق
وهي تزغرد وبمشاعر اختلطت فيها الفرحة بالافتخار كانت تردد بصوت مسموع :» مبروك علينا المهم أنه جاب ميدالية مبروك عليك وعلى الجزائر يا وليدي توفيق».
جد توفيق مخلوفي
يعطيك الصحة توفيق، رغم أنني تمنيت أن تتفوق على العداء الأمريكي ، إلا أنني فخور بك وبميداليتك ولا يسعني في هذه اللحظات سوى أن أقول لك:» مبروك توفيق مبروك عليك الميدالية».
المدرب السابق علي رجيمي
الحمد لله على هذا الانجاز الذي وصل إليه توفيق، لم يخيب ظن الجميع، و بفعل إرادته حقق هذه النتيجة، بافتكاك الميدالية الفضية الأولى في 800 متر و الثانية في 1500 متر، وتحقيق انجاز غير مسبوق.
قال على الساخن
لقد دونت اسمي في تاريخ الرياضة الجزائرية
صرح عداء المسافات نصف الطويلة توفيق مخلوفي فجر الأحد، أنه بنيله لميداليتين فضيتين في سباقي 800 م و1500 م خلال الألعاب الأولمبية- 2016 بريو دي جانيرو دون اسمه في تاريخ الرياضة الجزائرية والأولمبية بصفة عامة.
وقال مخلوفي لمبعوث واج إلى ريو دي جانيرو: « أنا فخور بنتيجتي. لقد وفقت في رهاني بنيل ميداليتين فضيتين في ال800 م وال1500 م وهذا ليس من السهل تحقيقه.
صحيح أنني محبط قليلا للمركز الثاني في سباق ال1500 م، لكن تبقى الميدالية الفضية لها قيمة كذلك. أنا الآن في دائرة كبار الاختصاصيين. لقد دونت اسمي في تاريخ الرياضة الجزائرية والألعاب الأولمبية على السواء بحصدي لثلاث ميداليات في طبعتين».
بعد خمسة أيام من ميداليته الفضية التي فاز بها وراء الكيني دافيد روديشا القوي، صعد ابن مدينة سوق أهراس في ليلة السبت إلى الأحد مجددا على منصة التتويج في سباق ال1500 م، و نال فضية ثانية له في موعد ريو وراء الأمريكي ماتيو سانتروفيتس في نهائي جد بطيء وتكتيكي.
وعن السباق صرح مخلوفي قائلا: «أنا محبط قليلا لأنني كنت قادرا على الفوز باللقب. السباق كان جد بطيء والأمر حسم في الأمتار الأخيرة منه. أنا محظوظ جدا عندما أرى عدائين كبار أمثال كيبروب أو إيغيدار خارجين عن منصة التتويج».
و أكد توفيق مخلوفي بفضل نيله لميداليتين أولمبيتين في دورة واحدة (المرة الأولى بالنسبة للرياضة الجزائرية) أنه رجل المواعيد الرياضية الكبيرة. « لم أشك في مؤهلاتي. سطرت هدفا في ذهني وضحيت من أجل الوصول إليه. لقد حققت مبتغاي رغم أنه لم يكن سهل المنال. لقد عانيت الويلات منذ 2012. أنا راض وسعيد لتحقيق هذا التحدي. أهدي هذا التألق للشعب الجزائري لمساندته اللا مشروطة ولكل مسلمي العالم دون أن أنسى عائلتي وكل من ساعدني» كما ختم توفيق مخلوفي يقول.
وبفضل تتويجه الثنائي في سباقي ال800م وال1500م حفظ العداء توفيق مخلوفي ماء وجه المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، كما كان قد فعله في الطبعة الأولمبية السابقة بلندن (2012) بفضل ذهبية سباق ال1500 م.
موازاة مع نيله فضيتين في نفس الدورة
مخلوفي يصبح الجزائري الأكثر إحرازا للميداليات الأولمبية
كتب توفيق مخلوفي إسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الرياضة الجزائرية و سجل مشاركتها في الألعاب الأولمبية، بفضل الفضية التي أحرزها في سباق 1500 متر، لأنه أصبح أول رياضي جزائري ينجح في إحراز ميداليتين في نفس الدورة من «الأولمبياد»، بعدما كان قد ظفر يوم الإثنين الماضي بفضية 800 متر، كما أنه إعتلى لائحة الجزائريين الأكثر إحرازا للميداليات في الألعاب الأولمبية.
غزال «الأهراس»، و إن فشل في الدفاع عن لقبه الأولمبي، على إعتبار أنه كان قد توج بالذهب في إختصاص 1500 متر في دورة لندن 2012، إلا أن إحراز الفضة سمح له بدخول التاريخ، كونه رفع رصيده الشخصي إلى 3 ميداليات أولمبية، بعد مشاركته في طبعتين متتاليتين، واحدة منها من الذهب و ضعفها من الفضة، و هو الرقم الأعلى في تاريخ المشاركة الجزائرية، لأن الملاكم المرحوم حسين سلطاني كان صاحب أفضل سجل جزائري للمتوجين في الأولمبياد، لما نال برونزية الملاكمة في وزن الريشة خلال دورة برشلونة 1992، ثم توج بذهبية نفس الإختصاص بعد ذلك ب 4 سنوات في أطلنطا 1996.
إلى ذلك فإن مخلوفي البالغ من العمر 28 سنة أصبح الجزائري الوحيد الذي يرفع العلم الوطني في الأولمبياد في دورتين متتاليتين، لأن الذهبية التي كان قد أحرزها في لندن كانت الحصاد الوحيد للرياضة الجزائرية في تلك الدورة، و سمحت برفع النشيد الوطني في سماء عاصمة الضباب، مقابل خروج باقي الرياضيين بأياد فارغة، ليتكرر نفس «السيناريو» و لو بمعطيات مختلفة، لأن المشاركة الجزائرية في أولمبياد ريو كانت قياسية، بوفد يتشكل من 64 رياضيا، لكن مخلوفي بقي الوحيد الذي نجح في ضمان رفع الراية الوطنية، و بالتالي إدراج الجزائر ضمن لائحة الدول التي أحرزت الميداليات، لأن الجزائر كانت قد غابت عن اللائحة في دورة أثينا 2004، و ثنائي الجيدو صورية حداد و عمار بن يخلف عادا بها إلى الواجهة في أولمبياد بكين 2008، ليحمل بعدها مخلوفي المشعل، و يحرز 3 ميداليات في نسختين.
الإنجاز الشخصي لمخلوفي رفع رصيد الجزائر من الميداليات إلى 17 ميدالية في تاريخ مشاركاتها في الألعاب الأولمبية، لأن الرياضيين الجزائريين كانوا قد سجلوا حضورهم في أكبر تظاهرة رياضية عالمية 13 مرة، إنطلاقا من الجمبازي محمد العربي لزهاري في دورة طوكيو 1964، و كانت المشاركات الأربع الأولى من دون النجاح في إحراز أي ميدالية، لكن نسخة لوس أنجلس 1984 أهدت الجزائر أولى الميداليات، و كان ببرونزيتين أحرزهما ثنائي الملاكمة محمد زاوي و مصطفى موسى، بينما كانت أول ذهبية للجزائر في الأولمبياد من نصيب حسيبة بولمرقة في سباق 1500 متر، خلال أولمبياد برشلونة 1992، لتكون الحصيلة الإجمالية للرياضة الجزائرية في الألعاب الأولمبية 5 ذهبيات، 4 فضيات و 8 برونزيات، مع بقاء ألعاب القوى في الصدارة بمجموع 8 ميداليات، 4 منها من الذهب، جميعها في إختصاص 1500 متر، متبوعة بالملاكمة التي نالت 6 ميداليات، ثم الجيدو بميداليتين، و هو ما يعني بأن 3 رياضات فقط مكنت الجزائر من التواجد في لائحة الدول المتوجة بالميداليات في تاريخ الألعاب الأولمبية، و مخلوفي أصبح الجزائري الأكثر صعودا على «البوديوم» في أكبر محفل رياضي عالمي.
ص / فرطـــاس
مخلوفي يرفض أن يكون الشجرة التي تغطي الغابة
رفض المتألق في ألعاب ريو توفيق مخلوفي تقمص دور المنقذ مرة أخرى، وسارع إلى إبعاد صفة “الشجرة التي تغطي الغابة” عن إنجازه في الأراضي البرازيلية، رافضا أن تكون الفضيتين الأولمبيتين اللتين انتزعهما عن جدارة واستحقاق قشة يتعلق بها مسؤولو الرياضة ببلادنا، الذين فضل أن يعريهم، عوض أن يغطي بإنجازه إخفاقاتهم.
مخلوفي وفي غمرة الاحتفال بصعوده المستحق فوق منصة التتويج في أكبر وأمجد منافسة رياضية دولية، لم تنسه فرحته بالفضية أن يوجه سهام الانتقاد للقائمين على الرياضة في بلادنا دون أن يحدد هويتهم أو يسميهم، متهما إياهم بالاستخفاف به و بخيانة الأمانة وذهب إلى أبعد من ذلك بتأكيده على أن مسؤولي القطاع لا يتوانون في تنصيب مصالحهم الشخصية في المقام الأول، ويتلاعبون بالأموال الكبيرة التي وضعتها الدولة تحت تصرف الرياضيين لتحضيرهم وإعدادهم بالشكل الذي يخول لهم مقارعة الأبطال العالميين ورفع الراية الوطنية عاليا في المحافل الدولية.
تصريحات تضاف إلى ما سبق لعداء العشاري العربي بورعدة أن صرح به في أعقاب اكتفائه بالصف الخامس عالميا، أين اشتكى من نقص الإمكانات وضعف التحضير، علاوة على عدم الاهتمام من قبل القائمين على شؤون الرياضة ببلادنا، مشيرا إلى أن الرياضيين الأولمبيين يحضرون للألعاب على مدار أربع سنوات، ونحن نكتفي بالتحضير لبضعة أشهر وبإمكانات محدودة جدا، في الوقت الذي تحلى مدربه ماهور باشا بالجرأة اللازمة وروح المسؤولية، معترفا بنصيبه في الإخفاق دون البحث عن حجج واهية في تظاهرة عالمية لا تعترف إلا بالأرقام وصعود منصات التتويج، وبعيدا عن لغة الخشب والاسطوانة المخدوشة “ المهم المشاركة وتحقيق نتائج إيجابية في حضرة أبطال عالميين”.
هذه التصريحات المتواترة أحدثت زلزالا في الأوساط الرياضية الجزائرية، وأكسبت الرياضيين احترام و تعاطف الشارع الرياضي الجزائري، الذي عبر عن افتخاره واعتزازه ببطليه، من خلال تفاعله مع انجازاتهما وتصريحاتهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت بالتعليقات والتبريكات.
نورالدين - ت