حذّر خبراء من احتمال تراجع أسعار النفط لمستويات منخفضة في حال عدم تحقيق توافق باجتماع الجزائر أواخر الشهرالجاري، إذا لم تسفر المحادثات عن أي قيود على الإنتاج. ورجح خبراء انخفاض الأسعار مجددا، مستدلين بما وقع عقب فشل المحادثات في الدوحة خلال أفريل الماضي عن اتخاذ قرار تجميد الإنتاج، حيث تراجعت الأسعار مباشرة بعد انهيار الاتفاق، لكن إضراب عمال النفط في الكويت عوّض هذا الأثر.
توقع خبراء، تراجع أسعار النفط لمستويات متدنية في حال فشلت المفاوضات بشأن العرض النفطي التي ستحتضنها الجزائر خلال الشهر الجاري، وقال محللون أن السيناريو الأرجح في حال فشل قمة الجزائر، هو تراجع أسعار النفط، وتكرار السيناريو الذي وقع عندما فشلت المحادثات في الدوحة شهر أفريل الماضي، عن اتخاذ قرار تجميد الإنتاج، حيث تراجعت الأسعار مباشرة بعد انهيار الاتفاق. وأشار المحللون إلى أن بعض العوامل ساهمت آنذاك بعدم تراجع الأسعار لمستويات جد متدنية، ومنها إضراب عمال النفط في الكويت عوض هذا الأثر، كما تسببت حرائق الغابات في كندا وهجمات المسلحين في نيجيريا بتخفيض إنتاج الغاز الصخري في كندا وإمدادات النفط من الحقول في نيجيريا. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية بقاء تخمة المعروض النفطي بفعل تضخم المخزونات وتنامي الإمدادات قبل أسبوعين من اجتماع أوبك في الجزائر. وتوقعت الوكالة ألا تحدث تلك الديناميكية في العرض والطلب على النفط تغييرا جوهريا في الأشهر المقبلة مضيفة أنه نتيجة لذلك «فإن العرض سيواصل تجاوز الطلب على الأقل في النصف الأول من العام المقبل». وبحسب الوكالة فإن الطلب العالمي على النفط انخفض بشكل حاد إلى 1.4 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام الجاري، وبلغ أدنى مستوياته في عامين عند 0.8 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من العام 2016. وأضافت الوكالة «مع توقعاتنا الأكثر تشاؤما لنشاط المصافي في النصف الثاني من 2016، وتعديلاتنا المتعلقة بإمدادات الخام، فإن السحب المتوقع (من المخزونات) في الربع الثالث من 2016 بات أقل الآن، بينما زادت وتيرة الارتفاع في المخزونات في الربع الأخير من2016». وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» قد رفعت توقعاتها لإمدادات النفط من خارج المنظمة في 2017 مع دخول حقول جديدة للإنتاج وإثبات شركات التنقيب عن النفط الصخري الأمريكي مرونة أكبر من المتوقعة في التعاطي مع أسعار الخام المتدنية، ما يشير إلى فائض كبير في السوق العام المقبل. غير أن «أوبك» عوضت هذه الخسارة حيث زادت كل من السعودية وإيران إنتاجهما بأكثر من مليون برميل يوميا منذ أواخر 2014 حينما غيرت المنظمة سياستها إلى الدفاع عن الحصة السوقية بدلا من دعم الأسعار. وأبقت وكالة الطاقة على توقعاتها لنمو الطلب في 2017 دون تغيير عن تقديراتها في جوان عند 1.2 مليون برميل يوميا، لكنها خفضت توقعاتها لنمو الاستهلاك في 2016 إلى 1.3 مليون برميل يوميا من 1.4 مليون برميل. وما زال النفط يتداول عند نصف مستويات أسعار عام 2014 مع تزايد المعروض العالمي، في حين ساعد تراجع الإنتاج في الولايات المتحدة على تراجع الفوائض وارتفاع الأسعار بنحو 25 بالمائة هذا العام.
انيس ن