* لجنة الأهلة: عاشوراء ستكون يوم الأربعاء * جمعية الشعرى و مسؤول بالكراغ : فتوى جمعية العلماء خاطئة و على الجمعيات استشارة المختصين قبل إطلاق التصريحات
• الجزائر تعرضت لهجمة سريعة من قبل الطوائف التكفيرية
قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أمس السبت، إن الجزائر تعرضت لهجمة سريعة من قبل الطوائف الغريبة عن الإسلام، وذكر الأحمدية والمدخلية والتكفيرية، معلنا عن توجيه تعليمات للجان العلمية لمجابهة الوضع، نافيا في سياق آخر، مراعاة الوظيف العمومي في تحري أول محرم و قال" أنا لست كافرا ولا مخادعا".
ورد محمد عيسى في ندوة صحفية نشطها بدار الإمام، على هامش لقاء جمعه بإطارات الوزارة، على الفتوى التي أصدرتها مؤخرا جمعية العلماء المسلمين، بصيام عاشوراء يوم الثلاثاء المقبل بدل الأربعاء، خلافا لما أعلنت عنه وزارة الشؤون الدينية، مؤكدة أن تحري الهلال كان يوم الأحد الماضي، المصادف لأول محرم وليس الإثنين، وقال الوزير في هذا السياق، إنه ليس كافرا ولا مخادعا، وأن تحديد غرة محرم، تم بناء على تحري الهلال من قبل لجنة الأهلة التي اجتمعت وأكدت أن عاشوراء سيصادف يوم الأربعاء المقبل، موضحا أن صيام عاشوراء هو أمر ديني، لا علاقة له لا بجمعية العلماء أو بجمعية أخرى، وأن وزارته أصدرت بيانا بناء على تقرير أعده مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية «الكراغ»، الذي أكد بدوره استحالة رؤية الهلال يوم 29 من ذي الحجة، مدعما موقفه بالمبادئ الفقهية التي يعتمدها المؤتمر العالمي للأهلة، التي تجعل من الحساب الفلكي شاهد نفي وليس شاهد إثبات، وهو ما اعتمدته وزارة الشؤون الدينية، على غرار مختلف البلدان الإسلامية، حيث تم الاعتماد على الرزنامة الإدارية لكل دولة، مرجعا السجال الذي دار حول هذه النقطة، إلى طريقة تأويل التصريح الأخير، الذي أدلى به على هامش افتتاح السنة الثقافية للمركز الإسلامي بالبليدة، وجاء فيه أن محرم لا ينبني عليه إلا صيام التطوع، وهو تسيير مدني للموضوع وليس تسييرا دينيا، وفي هذه الصدد أفاد محمد عيسى، بأنه يستحيل مراعاة الوظيف العمومي والعطلة في تحديد الهلال.
وأفاد المصدر أن لجنة الأهلة اجتمعت وجاء في تقريرها استحالة رؤية الهلال عبر 27 ولاية، مطمئنا الشعب الجزائري بعدم وجود لا إرادة سياسية ولا إدارية في الإعلان عن أول محرم، وتحديد المناسبات الدينية.
تعليمة للمجالس العلمية للتصدي للطوائف التكفيرية
ولم يخف الوزير قلقه من الهجمة التي تتعرض لها الجزائر لنشر الطائفية، قائلا إن آخر التقارير الأمنية أكدت استهداف ولايتين واحدة في الشرق والأخرى في الغرب من قبل الجماعة التكفيرية وعبدة الشيطان والمدخلية والأحمدية وغيرها من الطوائف التكفيرية، بهدف إحداث اصطدام طائفي بالمنطقة، مرجعا الخلل الذي وقع، جراء عدم التفطن للأمر، بالضربة السريعة التي تعرضت لها البلاد من قبل طوائف عدة، دون أن يخفي اعترافه بضعف الخطاب الديني، الذي لا يرجع حسبه إلى ضعف تكوين الأئمة، مبديا استغرابه من وصول مذهب إلى الجزائر يزعم أنه بعد محمد( ص) هناك رسول آخر، في تلميح إلى الأحمدية، التي تنتشر خاصة في بلدان أوروبية، وتتلقى الدعم المالي لنشره، كما استغرب من سب السيدة عائشة والصحابة، إذ تعد هذه الأمور من الطابوهات لدى أئمة المساجد، كاشفا عن توجيه تعليمة إلى كافة المجالس العلمية، لاتخاذ التدابير اللازمة بصفة سريعة، حيث دخلت وزارته مرحلة التنفيذ وليس التحري حول وجود تلك المذاهب.
200 مدرسة قرآنية تنشط بطرق غير قانونية
وقال الوزير إن هيئته أحصت 200 مدرسة قرآنية تنشط بطرق غير قانونية، لكنه استبعد غلقها، مقابل البحث عن مناهج تأسيسها وشروط فتحها، وكذا الدروس المقدمة، قائلا إن مصالحه تحوز على معلومة تفيد بوجود مدرسة قرآنية شيعية في الجزائر، يتلقى فيها أطفال دروسا، متسائلا عن كيفية إقدام السلطات المحلية على الترخيص بفتحها، مؤكدا عدم وجود مدرسة قرآنية لا علم للدولة بها. كما أكد على أهمية وضع قواعد لهذه المدارس، لعدم تكوين أجيال مناوئة للجزائر وللمدرسة العمومية، وأعلن عن إطلاق مشروع حول منظومة التكوين.
وفي رده على سؤال يتعلق بمستوى أداء المؤسسات المسجدية، قال محمد عيسى إنها ما تزال متأخرة، الأمر الذي دفع بالشباب إلى اللجوء لمذاهب غريبة، نظرا لسهولتها، في حين أن الوزارة تعمل من أجل ضمان الأمن الفكري، بمراقبة الخطاب المسجدي، وتكوين الأئمة الذين يقصدونهم كل يوم أزيد من 20 مليون جزائري، لمجابهة من يستغلون الأقبية والغرف المظلمة لنشر الطائفية، مذكرا بالقانون الذي يمنع التبشير، في تعقيبه على التقارير الدولية التي تستهدف الجزائر، موضحا أنه نص جزائري ويعني الجزائر فحسب، وأن الجميع يعلم بوجود مساعٍ لاختراق نحلي وطائفي للجزائر، وأن معلومات بلغت مصالحه بهذا الخصوص، قائلا إن هؤلاء يئسوا من دخل مدارسنا ومساجدنا، ويحاولون التوغل عبر الوسائط الاجتماعية، بغرض التطبيع مع الكيان الصهيوني، داعيا الجميع إلى اليقظة.
لطيفة/ب
قالت أن تقدير الفاتح من محرم مؤسس على النظر الفقهي السديد و التقييم العلمي الدقيق
اللجنة الوطنية للأهلة تؤكد أن يوم عاشوراء سيكون الأربعاء المقبل
أكدت اللجنة الوطنية للأهلة، أمس السبت، أن يوم عاشوراء سيكون يوم الأربعاء المقبل، مشددة على أن التقدير الذي توصلت إليه المؤسسات الرسمية بخصوص الفاتح من محرم «تقدير سليم مؤسس على النظر الفقهي السديد و التقييم العلمي الدقيق». و أوضحت لجنة الأهلة، في بيان لها، أن «فاتح محرم 1438 كان يوم الإثنين 3 أكتوبر 2016 و أن يوم عاشوراء سيكون يوم الأربعاء 12 أكتوبر 2016، و هو اليوم الذي يستحب صيامه و صيام اليوم الذي قبله كما جاء في السنة النبوية الصحيحة». و في هذا الإطار، تطمئن اللجنة المواطنين الحريصين على شعائر دينهم أن التقدير الذي توصلت إليه المؤسسات الرسمية هو «تقدير سليم مؤسس على النظر الفقهي السديد و التقييم العلمي الدقيق»، مشددة على أنه «ليس أمرا مستحدثا و مبتدعا بل هو استمرار لما جرى عليه العمل في بلدنا». و تلفت اللجنة إلى أن الجزائر في هذا التقدير «الدقيق» الذي توصلت إليه، «لم تنفرد عن باقي دول العالم العربي الإسلامي كما حاول البعض أن يصور الوضعية››، مذكرة بأن عددا من الدول الشقيقة وافقتها في هذا التقدير على غرار المغرب و ليبيا و العراق و سلطنة عمان و أندونيسيا و ماليزيا و نيجيريا.
و يأتي هذا التأكيد، أمام الجدل الإعلامي الذي أثير حول بداية شهر محرم 1438 هـ، و الذي ‹›أوقع بعض المواطنين في نوع من الحيرة و الارتباك رغم وضوح البيان الصادر عن اللجنة الوطنية للأهلة بالتنسيق مع مصالح وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف››، تذكر ذات الهيئة. و إزاء ذلك، تسجل اللجنة أن «الأصل في ثبوت رؤية الهلال أو عدمه عند بداية الشهور القمرية هو المزاوجة بين الرؤية الفلكية و البصرية، جمعا بين معطيات العلم و قواعد الفقه و الدين، و هو أصل محترم و منهج متبع لدى اللجنة». و يضاف إلى ما سبق ذكره، «كون المجامع الفقهية انتهت في بعض اجتهاداتها و قراراتها إلى الأخذ بالرأي الفلكي في حالة تقدير استحالة الرؤية علميا، و ذلك بناء على معطيات المراصد الفلكية الدقيقة التي نأخذ برأيها في أوقات الصلاة و في تقدير الظواهر الفلكية كالكسوف و الخسوف و غيرها»، تتابع ذات الهيئة في بيانها. و بما أن المركز الوطني للبحث في علم الفلك و الجيوفيزياء و الفيزياء الفلكية، على غرار المراصد الفلكية في العالم، قد أكد استحالة رؤية هلال شهر محرم يوم السبت 1 أكتوبر 2016 الموافق لـ 29 ذي الحجة 1437 هـ في العالم العربي و الإسلامي، فإن اللجنة و بالتنسيق مع مصالح الوزارة، قد «قدرت إتمام عدة ذي الحجة ثلاثين يوما و أن مستهل شهر محرم 1438 هـ هو يوم الإثنين 3 أكتوبر 2016 «، تؤكد اللجنة. كما تنبه اللجنة و تؤكد على أنه «لو أفاد الرصد الفلكي مجرد إمكانية الرؤية لكان لزاما انتظار ثبوت الرؤية البصرية أو عدم الثبوت» و مع ذلك فإن «اللجان الوطنية للأهلة في ولايات الوطن قد قامت بواجبها و أدت مهمتها برصد الهلال يوم السبت 1 أكتوبر 2016 و قد جاءت التقارير بنفي رؤية هلال محرم في هذا اليوم».
ق و
رئيس جمعية الشعرى و مسؤول الرزنامة الهجرية بالكراغ
"فتوى جمعية العلماء المسلمين خاطئة و الجدل حول محرم عقيم"
• على الجمعيات استشارة أهل الاختصاص قبل الإدلاء بتصريحات
وصف رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك والمسؤول عن إعداد الرزنامة الهجرية بمركز «الكراغ» بأن الاختلاف القائم حول أول يوم من شهر محرم بالجدل العقيم والمثير للهزل، لكون الأشهر القمرية محددة مسبقا في الجزائر، باستثناء رمضان وعيد الفطر.
ووجه كل من البروفيسور جمال ميموني، رئيس جمعية الشعرى والأستاذ بجامعة الإخوة منتوري والدكتور نسيم سغواني، المسؤول عن إعداد رزنامة السنة الهجرية بمركز الكراغ لعلم الفلك ورصد الزلازل، رسالة مفتوحة تحت عنوان « الصواب والخطأ بشأن تأريخ أول محرم 2016 : من أجل احتكام إلى العقل والعلم” محررة باللغة الفرنسية بتاريخ 7 أكتوبر الجاري، حيث ذكرا فيها أن تحديد أول يوم من شهر محرم القمري، يتم منذ الاستقلال تقريبا بناء على رزنامة مضبوطة من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وأشارا إلى أن رصد الهلال لمعرفة بداية الشهر لا يتم إلا في حالتي أول يوم من رمضان وعيد الفطر، وتقوم بهما لجنة رصد الأهلة التي تحددها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
وأضاف صاحبا الرسالة بأن الرزنامة تعد بشكل علمي من طرف لجنة تقنية تضم علماء فلك تابعين لمركز “الكراغ”، وانتقدا الجمعيات التي ساهمت في ترويج هذا الجدال، وعلى رأسها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لعدم أخذها بعين اعتبار جميع الجوانب الخاصة بالقضية، كما انتقدا التقصير في شرح الامر في سياقه القانوني والعلمي من طرف الوصاية. كما أوردا في الرسالة إشارة إلى أن الجزائر تعتمد في تحديد أول يوم من شهر محرم، على التأريخ الهجري كما وضعه الخليفة عمر بن الخطاب.
وأضافت الرسالة، بأن البلدان التي احتفلت بالأول من محرم في الثاني من أكتوبر، تأخذ بعين الاعتبار إمكانية رؤية الهلال بجميع أصقاع العالم، على غرار تركيا، مشيرين إلى أنه من الخطأ تأييد ما تقوله الجمعيات المذكورة، بأن العالم الإسلامي بدأ شهر محرم في الثاني من أكتوبر، لانعدام أية رزنامة مشتركة “للأمة”، ليطالبا في النهاية جمعية العلماء المسلمين بالتراجع عن دعوتها إلى الاحتفال بعاشوراء يوم الثلاثاء، عوضا عن اليوم المعلن عنه بشكل رسمي، لتجنب إحداث أية “فتنة”، لكون الفتوى الصادرة عنها بنيت على قواعد خاطئة، كما دعيا الجمعيات إلى استشارة أهل الاختصاص قبل الإدلاء بأي تصريحات.
سامي ح