أجمع أهل الاختصاص من مدربين ولاعبين، من الذين رصدت النصر انطباعاتهم بخصوص مردود لاعبي المنتخب الوطني، في مباراة أول أمس أمام نظيره الكاميروني، ومدى تأثير تعثره في عقر الدار على بقية مشوار تصفيات مونديال روسيا 2018. والشيء الملاحظ من خلال ما جاء في تصريحات كل من المدربين مهداوي، شريف الوزاني، صايب و اللاعب المحترف بتونس بلخيثر، إجماعهم على افتقاد اللاعبين للحيوية المعهودة، وإفلاس فريق بكامله من الناحية التنظيمية والتكتيكية، ولو أن النقطة السوداء كانت تكمن في الأخطاء الفادحة لخط الدفاع. وفي ذات السياق كان هناك إجماع على غياب لمسة الناخب الوطني الجديد ميلوفان راييفاتس، الذي لم يتخذ أي قرار في ما بين الشوطين، كان له تأثير على أداء اللاعبين، أو تغيير على مستوى الرسم التكتيكي المعتمد.
ق/ر
موسى صايب (قائد المنتخب الوطني السابق)
الخضـر لم يقدموا أي شيء لتحـقيق الفـوز
عبر القائد السابق للمنتخب الوطني موسى صايب، عن خيبة أمله حيال نتيجة الخضر أمام الكاميرون، والوجه الشاحب للتشكيلة الوطنية، معتبرا المردود العام لا يعكس الإمكانيات الحقيقية لمنتخبنا.
صايب حتى وإن برر هذا التعثر بعدة عوامل، منها الضغط الممارس على اللاعبين والأهمية المبالغة للمنافس، إلا أنه يرى بأن عملا كبيرا ما زال ينتظر راييفاتس، للتخلص من بعض النقائص.
• ما هي قراءتك لتدشين الخضر تصفيات المونديال بتعادل بطعم الخسارة؟
لا يمكن اعتبار ذلك مفاجأة، طالما أن منتخبنا لم يقدم ما يشفع له بالفوز. لقد كان رفقاء مجاني خارج الإطار، في غياب النجاعة المطلوبة والتنظيم في اللعب، بغض النظر عن الأخطاء سيما على مستوى خط الدفاع. شخصيا كنت انتظر مردودا أحسن لطرد نحس الأسود، لكن صراحة خاب أملي.
• نفهم من هذا أن التأهل إلى المونديال ليس بهذه الطريقة؟
أكيد أن التطلع لخطف تأشيرة التأهل ليس بهذا المستوى الباهت. لا أذيع سرا إن قلت بأن نتيجة التعادل وضعتنا في موقع حرج لأن القادم أصعب، والأكثر من ذلك أن لقاء الكاميرون كشف عن بعض الحقائق، وهي أن بعض الأسماء لم تعد لها مكانة في المنتخب، ومن ثمة على الناخب الوطني الإسراع في معالجة الوضع.
• على ذكر راييفاتس ألا ترى بأن لمسته كانت غائبة؟
هذه حقيقة لا يجب نكرانها. الناخب الوطني فشل في إيجاد الوصفة المناسبة لفك شفرة الأسود، وبصمته كانت في نظري غائبة، جسدتها خياراته التي لم تحظ بالإجماع، وحتى التغييرات التي قام بها لم تكن مجدية، ولو أننا لا نلومه كثيرا، بحكم أنه حمل المشعل منذ أقل من أربعة أشهر.
• حسب رأيك أين كان يكمن الخلل؟
هو إفلاس فريق بأكمله من الناحيتين التنظيمية والتكتيكية، حتى وإن كان الخط الخلفي في اعتقادي شكل الحلقة الأضعف، خاصة على الجهة اليمنى، التي أظهرت الكثير من الثغرات نظرا لنقص خبرة زفان وغياب التنسيق اللازم. كما أن عجز وسط الميدان في السيطرة على الكرة، وصنع اللعب وخلق مساحات جعل القاطرة الأمامية تكون معزولة بل مشلولة، رغم بعض المحاولات المحتشمة لسليماني.
الفعالية أيضا خانت اللاعبين بالإضافة إلى الواقعية والعقلانية، وحتى الانضباط التكتيكي والقوة الذهنية والثقة في النفس، عوامل تركتها التشكيلة الوطنية في غرف الملابس.
• وهل هذا الإخفاق من شأنه أن يقلص من حظوظنا في التأهل؟
هو إنذار حقيقي لوضع الأرجل على الأرض، والإسراع في تدارك الأمر، من خلال إدخال التعديلات اللازمة والتحضير لمواجهة نيجيريا بكل جدية، لأن العودة بهزيمة لا قدر الله ستؤخر الخضر كثيرا عن الركب، وقد تبعدهم عن رواق السباق.
حاوره: م ـ مداني
القائد الأسبق للخضر شريف الوزاني
افتقاد الخضر للسرعة سهّل من مهمة الكاميرونيين
يرى القائد الأسبق للمنتخب الوطني شريف الوزاني سي الطاهر، بأن المنتخب الوطني ذهب ضحية أدائه أمام منتخب الكاميرون، وقال في هذا التصريح الذي خص به النصر أمس، بأن الخضر لعبوا بوتيرة بطيئة على خلاف ما عودونا عليه، وهو ما سمح للمنافس بتسيير المواجهة لصالحه، والحفاظ على هدف التعادل لغاية نهاية المواجهة: «بغض النظر عن بقية الأسباب الثانوية، فإن لاعبينا ظهروا بطيئين وكان لعبهم ثقيل جدا عكس المباريات السابقة التي كانوا يعتمدون فيها طريقة سريعة وخفيفة، باعتقادي أن هذا العامل سهل كثيرا مهمة الكاميرونيين وقلل من قوة الخضر».
وأضاف شريف الوزاني في تحليله للمباراة، بأن دفاع المنتخب الوطني كان مهلهلا نوعا ما، سيما على الجهة اليمنى التي لم يتمكن زفان من تغطيتها جيدا، قبل أن يضيف: «عناصرنا عادوا بقوة في الثلث الأخير من الشوط الأول، وسيطروا مجددا على مجريات اللعب، لكن هذه السيطرة لم تترجم لأهداف، ولو كانت الفعالية حاضرة، لذهبنا إلى غرف الملابس في أفضل رواق».
وتأسف «الكابتن» الوزاني لتضييع نقطتين هامتين في عقر الديار، رغم البداية الموفقة والدخول القوي للخضر في المباراة: «مواجهة الكاميرون كانت هامة جدا في حساباتنا نحو التأهل للمونديال، وقد بدأناها بأفضل سيناريو ممكن، وتمكنا من أخذ الأسبقية باكرا، وهذا كان مهما من الناحية النفسية، حيث كان يكفينا هدف ثان لقتل المباراة، لكن التشكيلة سقطت في أخطاء قاتلة في الدفاع، كلفتنا هدف التعادل الذي عرف الكاميرونيون كيف يحافظون عليه بذكائهم، إضافة لكون بعض لاعبينا لم يظهروا بمستواهم السابق».
كما اعتبر شريف الوزاني أن تحقيق نقطة أفضل من الخسارة، قبل أن يضيف بخصوص حظوظ الخضر: «نيجيريا فازت خارج قواعدها، وهذا كان يحتم علينا عدم التعثر بميداننا، لكن التصفيات لا تزال في جولتها الأولى، ولدينا عدة مباريات لتدارك ما فاتنا، وعليه تبقى حظوظنا قائمة».
عبد الجليل
عبد الرحمان مهداوي(مدرب وطني سابق)
الجزائر لم تقدّم ما كان منتظرا منها و الفوز في نيجيريا ضروري
أكد الناخب الوطني السابق عبد الرحمان مهداوي، بأن مشكلة الخضر في اللقاء أمام الكاميرون كانت غياب التنظيم والفعالية والحرارة المعهودة، ما جعل التشكيلة الوطنية تفقد برأيه توازنها وحتى طريقة لعبها، ومن ثمة تحملت عبء المباراة وصرامة المنافس.
مهداوي الذي أصر على التأكيد بأن راييفاتس ينتظره عملا كبيرا للحسم في التشكيلة المثالية، اعتبر تضخيم المنافس وإعطائه أهمية أكثر من حجمه، عامل ساهم في تذبذب أداء اللاعبين، موضحا للنصر: «المنتخب الوطني كان صراحة خارج الإطار وبعيدا عن مستواه الحقيقي، وفي اعتقادي التحضير البسيكولوجي الضروري لهذا الموعد لم يتم بالشكل المطلوب، وهو ما جسدته الحالة النفسية للاعبين، الذين خانتهم الفعالية والتركيز والذكاء في اللعب، وحتى الحرارة التي كثيرا ما شكلت سلاح سليماني ورفقائه».
ولم يتوان المدرب الوطني الأسبق في إبداء مخاوفه من سيناريو غير محمود العواقب في تصفيات المونديال، خاصة بعد فوز نيجيريا في زامبيا، مشيرا أن حظوظ المنتخبات الأربعة المشكلة للمجموعة الثانية في التأهل تبقى قائمة، لكن منتخبنا أمامه خيارا واحدا: «أعتقد وبحكم خبرتي الإفريقية، أن الجزائر إن أرادت إنعاش حظوظها في التأهل، لا تملك خيارا آخر غير تدارك تعثرها أمام الأسود، من خلال العودة من نيجيريا بكامل الزاد في الجولة الثانية، عدا ذلك ستتعقد مهمة منتخبنا أكثر».
كما عرج مهداوي للحديث بخصوص عامل التواصل بين المدرب الصربي واللاعبين، موضحا بأن الجميع لاحظ غياب التواصل بحكم عامل اللغة، مبرزا أهمية هذا الجانب: «هناك نقطة مهمة يجب التطرق إليها، وهي مسألة التواصل بين الناخب الوطني واللاعبين، لقد لاحظنا ذلك في لقاء أول أمس، أين كان كل طرف في واد، إلى درجة أن اللاعبين فقدوا هويتهم ومهاراتهم الفنية والإبداعية».
ويرى مهداوي أنه علينا نسيان هذه المواجهة، واستخلاص العبر منها، خاصة- كما قال- وأن الجزائر تملك نجوما وفرديات تسيل لعاب أكبر النوادي العالمية، وعلى راييفاتس تصحيح الأخطاء، خاصة على مستوى الدفاع وإيجاد البدائل اللازمة، رافضا التحجج وراء الغيابات، لأن جميع اللاعبين يحوزون حسبه نفس المستوى والطموح.
م ـ مداني