العدالــــة تستمع إلى المتهمين في قضيــة تسريب مواضيع البكالوريا دورة 2016
شرعت محكمة سيدي أمحمد بالعاصمة، أول أمس في مساءلة المتهمين في قضية تسريب مواضيع امتحانات البكالوريا لدورة جوان 2016، التي ألزمت وزارة التربية الوطنية بإعادة تنظيم دورة جزئية، على أن تستمر المحاكمة خلال الأيام المقبلة قبل النطق بالأحكام النهائية.
ووجهت للمتهمين الأربعة، و هم مدير مركزي بالديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، مفتشان، أستاذ في مادة الفيزياء، تهما تتعلق بسوء استغلال الوظيفة والإهمال والتواطؤ. و قد أنكر المتهم الأول خلال جلسة المساءلة ضلوعه في القضية، و قال أن عملية تسريب المواضيع تمت خارج مقر الديوان، الذي كان يخضع خلال تلك الفترة لحراسة مشددة، موضحا أن كافة المراكز المعنية بتوزيع مواضيع البكالوريا كانت محل تحقيق شامل. وقال مفتش في مادة الفيزياء، بأنه لا علاقة له بالقضية، نافيا صحة التهمة المنسوبة إليه، وهي الضلوع في تسريب مواضيع الأسئلة، علما أن الفضيحة أثارت فوضى وسط المترشحين، الذين تداول كثيرا منهم مواضيع مغلوطة عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي، لا تتم بصلة للمواضيع الحقيقية، كما أثرت القضية على نفسية الأولياء الذين طالبوا بضرورة محاسبة المتسببين فيها.و بحسب تصريحات المتهمين أمام العدالة، فإن العزلة التي تفرضها وزارة التربية على المكلفين بإعداد مواضيع البكالوريا، والتي تفوق مدتها الشهر يستحيل معها الغش، و هو ما يرجح تسريب المواضيع بحسبهم، أثناء مرحلة توزيعها على المراكز، علما أن العدد الإجمالي للمراكز التي تستقبل المواضيع ساعات معدودة قبل موعد انطلاق الامتحانات لا يزيد عن 365 مركزا، و اعتبروا بأن إجراءات العزل يستحيل في ظلها القيام بتسريبات، نظرا لقطع الاتصال بالعالم الخارجي بواسطة الهاتف أو الأنترنيت. و ذكروا بأنهم أمضوا مسارهم المهني في خدمة القطاع، وأن بعضهم يشرف على التقاعد، ولا يمكنهم في نهاية مشوارهم ارتكاب مثل هذه التجاوزات التي تضر بالمنظومة التربوية.
للإشارة، فإن وزارة التربية الوطنية حركت القضية أمام العدالة، بعد تحقيقات ميدانية مدققة قامت بها مصالح الدرك الوطني بخصوص ما عرف بقضية تسريب مواضيع البكالوريا لدورة 2016، وطالت التحقيقات موظفين وإطارات بالديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، وشملت في البداية 50 مشتبها فيه، ببعض الولايات من بينها وهران والعاصمة وعين تموشنت وبرج بوعريريج وبجاية. و ينتظر أن تستمر المحاكمة خلال الأيام المقبلة. لطيفة/ب