نفى وزير الصحة و السكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، أمس الأربعاء، بصورة قاطعة، وجود أي كمية من دواء «براسيتامول» مستورد مغشوش على مستوى الصيدليات، مؤكدا أن ما تم الترويج له مؤخرا من معلومات ( حول براسيتامول قاتل مستقدم من إسرائيل) هو مجرد إشاعات لا غير، مطمئنا المواطنين بأن هذا النوع من المسكنات لا يسبب أي مخاطر على صحة المرضى.
أفاد عبد المالك بوضياف في تصريح مقتضب بالمجلس الشعبي الوطني، بأن «البراسيتامول» هو من بين الأدوية التي تصنع في الجزائر، ولا تستورد من الخارج، نافيا إمكانية استقدامه عن طريق ما يعرف بـ»الكابا»، أي إدخالها بكميات قليلة ضمن حقائب بعض المسافرين الذين ينشطون في هذا المجال، مؤكدا أن مصالح الرقابة لا يمكن أن تسمح بدخول ولو علبة واحدة بطريقة مشبوهة، وأنه على من يقول بعكس هذا أن يقدم الدليل، واصفا ما تم تداوله مؤخرا من قبل وسائل إعلامية، بخصوص وجود دواء «براسيتامول» مستورد من «إسرائيل» يؤدي استهلاكه إلى الوفاة الفورية، بسبب احتواء الحبيبات على سلك معدني، بأنه مجرد كلام لا أساس له من الصحة، وأن مصدر الإشاعة هو ممرض يعمل بالقطاع الصحي لولاية ميلة، مضيفا أن مدير الصحة للولاية، بحكم تجربته الحديثة في شغل مثل هذا المنصب، قام بإصدار وثيقة لتحذير الصيدليات من تداول الدواء، من منطلق خشيته على صحة المواطنين، غير أنه في الواقع لا يوجد أي دليل على ما تم الترويج له من معلومات، لأنه مجرد إشاعة لا أكثر.
وطمأن الوزير الذي كان من المزمع أن يعرض صبيحة أمس، مشروع قانون الصحة أمام اللجنة المختصة بالبرلمان، قبل أن يتم تأجيل الاجتماع، بسبب استمرار أشغال مناقشة مشروع قانون المالية، المواطنين في سياق حديثه، بعدم وجود أي خطر على صحة المرضى، ومستهلكي هذا النوع من المسكنات، ملمحا إلى عدم وجود أي نية لدى مصالحه لاتخاذ إجراءات إدارية أو عقابية في حق مدير الصحة لولاية ميلة، قائلا:» إنه يخوض تجربة جديدة، وسيتم إخضاعه للتكوين».
وجاء رد عبد المالك بوضياف على خلفية تداول معلومة أول أمس، مفادها تداول مسكن للآلام يحمل علامة «البراسيتامول» تم استقدامه من «إسرائيل»، على مستوى بعض الصيدليات التي تنشط بولاية ميلة، مما دفع مدير الصحة للولاية إلى توجيه وثيقة لنقابة الصيادلة الخواص حذرهم فيها من إمكانية تلقي كميات من هذا الدواء المغشوش.
وفي سياق متصل أضاف المكلف بالإعلام لوزارة الصحة، السيد سليم بلقسام، في تصريح للنصر، أن تحرك مدير الصحة لولاية ميلة جاء بناء على مراسلة تلقاها من والي الولاية، مفادها ضرورة اتخاذ تدابير احترازية تحسبا لتسويق مادة مغشوشة خارج الأطر الشرعية، وأن مدير الصحة قام على إثرها بإرسال وثيقة عاجلة إلى نقابة الصيادلة الخواص لتنبيههم إلى الأمر، ونفى المصدر الوقوف ميدانيا على تسويق أي دواء مغشوش، موضحا أن كل دواء لم يتحصل على رخصة من المخبر الوطني لمراقبة الأدوية، لا يمكن أبدا عرضه على مستوى الصيدليات.
ونبّه ممثل وزارة الصحة المواطنين إلى ضرورة اقتناء الأدوية من عند الصيدليات، لأنها منتجات طبية مسجلة لدى الوصاية، وأن كل مواطن يقتني أدوية خارج هذا الإطار، عليه تحمل عواقب المضاعفات الصحية التي قد يتعرض لها، معلنا في سياق متصل، عن الشروع في القيام بتحريات من قبل مصالح وزارتي الصحة وإصلاح المستشفيات وكذا التجارة، بالتنسيق مع المصالح الأمنية للتحقق من وجود دواء مغشوش يتم تداوله على مستوى بعض الولايات الكبرى، وأنه في حال ثبت بالفعل دخول منتوج طبي بطرق غير شرعية، سيتم اتخاذ إجراءات ردعية وصارمة في حق المتورطين، حفاظا على صحة المرضى، مذكرا بأن الصيدليات ملزمة بالحصول على شهادة المطابقة من المخبر الوطني لمراقبة الأدوية قبل طرح أي منتوج جديد، مشيدا في ذات الوقت، بدور نقابة الصيادلة الخواص، التي يرجع لها الفضل الأكبر في جعل الجزائر بمنأى عن الأدوية المغشوشة، بحكم احترامها لأخلاقيات المهنة.
لطيفة/ب