ما تردد عن اختطاف أطفال من أجل سرقة أعضائهم مجرد إشاعات
دعا أخصائيون أمس إلى وضع مخطط وطني للتكفل بالمصابين بداء القصور الكلوي والوقاية منه، من أجل التخفيف من معاناة المرضى الذين يزداد عددهم سنويا بما لا يقل عن 4000 مريض بينهم أطفال صغار.
وشدد رئيس الفيدرالية الوطنية لعاجزي الكلى الدكتور مصطفى بوخلوة على ضرورة وضع مخطط وطني للتكفل بعلاج مرضى القصور الكلوي، ومخطط وطني لزرع الكلى، قصد إرساء قواعد عملية منسقة في سبيل إضفاء الصبغة المؤسساتية على عملية التصفية والزرع في الجزائر، ‹› في ظل وجود فراغ كبير في مجال تنظيم التكفل بهذا النوع من المرض››، مبرزا أهمية تفعيل دور المعهد الوطني للكلى، المتواجد في البليدة الذي تم إنشاؤه بأمر من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في 2001 .
وأشار بوخلوة في هذا الصدد إلى أن معهد البليدة الذي قال أنه، يعد الأول من نوعه على المستوى الإفريقي، مازال يفتقد لآداء الدور المنوط به في ظل وجود اقتراحات بجعل وظيفته تقتصر على الجانب البحثي لا أكثر، في حين ينبغي - كما أضاف أن يتم توجيه نشاطه لتنسيق العمل قصد تنفيذ إستراتيجية وطنية خاصة بهذا الداء. وبعد أن أكد على ضرورة دعم عمليات الزرع باعتبار أنها الحل الوحيد لإيقاف معاناة مرضى القصور الكلوي، والحد من العدد المتزايد للمرضى المقبلين على تصفية الدم كل سنة، لفت بوخلوة خلال ندوة نقاش احتضنها نادي الصحافة ليومية المجاهد، إلى أن عدد مرضى القصور الكلوي الذين يحتاجون للتصفية الدائمة، حسب آخر الإحصاءات، يصل إلى 22 ألف مصاب على مستوى الوطن، وهو رقم يدعو – كما قال إلى تضافر الجهود لتحسين التكفل بهذه الشريحة التي تعاني متاعب تصفية الدم والمكوث الأبدي مربوطين بأجهزة التصفية، وكذا في ظل معاناة الكثيرين في انتظار أدوارهم لقلة الأجهزة في المراكز المتخصصة وتعرضها للأعطاب بسبب قدمها. من جهته دعا الدكتور عبد الحميد ساحل رئيس اللجنة العلمية للفدرالية الوطنية لعاجزي الكلى في ذات السياق إلى ضرورة إجراء حملات تحسيسية وتوعوية وسط المواطنين لرفع درجة ثقافة التبرع بالأعضاء خاصة الكلى، إذ تعد مبادرة من هذا النوع بمثابة بصيص أمل يتمسك به المرضى الذين يحتاجون إلى هذا النوع من العمليات، مسجلا بأن الجزائر ما زالت متأخرة في مجال زراعة الكلى رغم أنها كانت سباقة في هذا المجال، مرجعا هذا الأمر إلى غياب ثقافة التبرع بالكلى وانحصارها في وسط ضيق لا يتجاوز محيط العائلة الواحدة والأقربين جدا مثل الأب والأم، فضلا عن غياب مخطط وطني لأمراض الكلى. وأكد ساحل على ضرورة مراجعة القوانين المنظمة لعملية التبرع، لتشمل أشخاصا من خارج أفراد عائلة المريض، خصوصا وأن تأخر عملية الزرع تعرض المريض للإصابة بأمراض أخرى من بينها التهاب الكبد الفيروسي والقلب. كما طالب الناطق الرسمي باسم الفيدرالية الوطنية لعاجزي الكلى، الدكتور محمد بوخرص، بتكوين أطباء أطفال في اختصاص مرض الكلى وقال أن ذلك أصبح أكثر من ضروري، كون الأطفال المصابين بالقصور الكلوي عادة ما تجدهم تائهين بين طبيب الأطفال والمختصين في طب الكلى، وهم – حسبه، الفئة الأكثر تضررا لأن احتياجاتهم من حيث التكفل النفسي والعلاج مختلفة عن البالغين. وأشار بوخرص إلى أن المشاكل التي يعاني منها الأطفال المصابون بالقصور الكلوي أكثر من الكبار، حيث بالإضافة إلى تصفية الدم لابد من تلقي العلاج وبعض الأدوية مثل هرمون النمو، وأدوية لتقوية العظام، خاصة وأنهم يعانون من نقص الكالسيوم. وفي رده عن سؤال للنصر حول ما يتردد من حين لآخر عن خطف وقتل الأطفال من أجل سرقة أعضائهم على غرار الكلى ‹›من أجل إنقاذ حياة آخرين›› نفى الدكتور بوخلوة نفيا قاطعا مسألة سرقة أعضاء الأطفال الذين يتم اختطافهم مؤكدا أنها إشاعات، وقال ‹› يستحيل سرقة أعضاء بشرية وزرعها في البيت أو في أي مكان آخر بشكل سري باعتبار أن العملية تتطلب مكانا استشفائيا محميا ومؤمنا، كما أن زراعة أي عضو لا يتم ولا ينجح إلا داخل قاعات العمليات››.
ع.أسابع