نُظـم اتصـال ذكـــيــــة لـتنـظيـــم و مــراقـــبــة حـــركـــة الـمــــرور
أكد المكلف بالنشاطات في المركز الوطني للأمن والوقاية عبر الطرقات، أحمد نايت الحسين إرادة الجزائر في الاستفادة من التجربة السويدية وتجارب بلدان أخرى لبعض دول العالم في مجال السلامة المرورية نظرا لانعكاساتها الإيجابية في التخفيض من نسبة حوادث السير والضحايا بشكل ملموس، مبرزا العناية الكبرى التي أولتها السلطات العمومية في الاستفادة من حلول التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال في تعزيز السلامة المرورية.
وخلال تدخله في ملتقى دولي حول ‹› تكنولوجيات الإعلام والاتصال ... الحل الأمثل لمشاكل اللاأمن المروري›› الذي نظمته وزارة الداخلية والجماعات المحلية في فندق الأوراسي، أبرز نايت الحسين مدى الأهمية التي توليها الجزائر للاستفادة من رؤية ‹›صفر ضحايا ‹› السويدية حول السلامة المرورية، مبرزا بأن السلطات الجزائرية تقوم حاليا باستعراض مختلف الخبرات الأجنبية، للاستفادة من تلك التي يتلاءم تطبيقها بالجزائر، سعيا لبلورة إستراتيجيتنا التي تأخذ بعين الاعتبار كافة العناصر الداخلة في منظومة السلامة المرورية المتكاملة، في مختلف جوانبها التشريعية والتوعوية والتقنية، لرفع مستوى الوعي العام لدى المجتمع بمفهوم السلامة المرورية وأهميتها في توفير السلامة لكافة مستخدمي الطريق، والتقليص من حوادث المرور التي قتلت في 2016 قرابة 4000 شخص على شبكة الطرقات الوطنية.
وأشار المتحدث إلى أن الجزائر من خلال المركز الوطني للأمن والوقاية عبر الطرق والهيئات المعنية الأخرى قد بذلت مجهودات كبيرة للشراكة في هذا الإطار سيما مع اسبانيا و فرنسا إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار للتجربة الرائدة في السلامة المرورية للسويد، المعروفة برؤية ‹› صفر ضحايا ‹›، والتعرف على مراحلها والنتائج التي حققتها وبحث مدى إمكانية الاستفادة منها في الجزائر، ضمن الإستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية، مشيرا إلى أنه سيتم مناقشة التجربة السويدية مع كافة الشركاء لاسيما وزارة الأشغال العمومية و النقل والسلطات الأمنية و كل من له دور في السلامة المرورية.
وبخصوص التطبيق الفعلي لتكنولوجيات الإعلام و الإتصال في مجال الأمن المروري، أكد نايت الحسين بأنه سيتم اللجوء في المرحلة الأولى إلى وضع بطاقية وطنية لرخصة السياقة بالتنقيط و البطاقية الوطنية للمخالفات والبطاقية الوطنية لترقيم السيارات (البطاقات الرمادية) والتي ستعتمد كلها على التكنولوجيات الحديثة».
من جهته، ذكر مسؤول قطاع النقل في فرع الجزائر لشركة ‘’إيريكسون’’ السويدية، عبد العزيز القصوري، أن الحل التكنولوجي الذي طورته المؤسسة المعروف باسم’’كونيكتد طرافيك كلاود’’، الذي يشتغل عن طريق الربط بشبكة الانترنيت، يسمح بتبادل المعطيات و المعلومات في الزمن الحقيقي حول حركة المرور و حالة الطرقات بين سلطة ضبط حركة السير والمركبات المجهزة و المربوطة بهذه التقنية. كما أشار ممثل ‘’ إيريكسون’’، إلى أن هذه التقنية تسمح أيضا بتمكين السائقين من معرفة في وقت وجيز الأخطار القريبة من المركبة مثل الجليد والتوقف الاضطراري لسيارة ما على بعد 1 كلم، ما يسمح – كما ذكر - بتفادي الحوادث في الطرقات، حيث يمكن هذا النظام من التواصل الآلي بين المركبات، ولفت إلى أن هذه التقنية تشترط تجهيز المركبات والطرقات بحد أدنى من الأجهزة التكنولوجية الحديثة، ودعا بالمناسبة إلى ضرورة اهتمام الصانعين في الجزائر مستقبلا بضرورة تركيب هذه التجهيزات التي تحول أي مركبة إلى مركبة ذكية، وقال القصوري بهذا الخصوص، ‘’إن اعتماد نظم اتصال ذكية لتنظيم ومراقبة السير ساهم في تقليص نسبة حوادث السير في العديد من الدول وعلى رأسها السويد التي تعتبر من الدول التي تشهد أقل نسبة حوادث سير في العالم’’.
أما سفيرة مملكة السويد بالجزائر، ماري كلير سوارد كابرا، فأكدت بدورها بأن استعمال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال مكّن بلادها من تخفيض الوفيات بسبب حوادث الطرقات إلى 263 قتيل سنويا، واصفة هذا الرقم بالمهول، وأشارت إلى أن السويد تسعى إلى تحقيق صفر(0) وفيات في آفاق سنة 2020، ضمن ما يوصف بـ ‘’ الرؤية الصفرية ‘’ التي رأت النور عام 1997.وبعد أن أشارت إلى الإحصائيات التي قدمها البنك الدولي والتي مفادها أن حوادث الطرقات تمثل السبب الخامس للوفيات في العالم، أعربت الدبلوماسية السويدية عن رغبة بلادها في تطوير التعاون بين الجزائر والسويد ليشمل مختلف المجالات سيما في المجال الاقتصادي وأيضا في مجال تبادل الخبرات والتجارب بخصوص السلامة المرورية، التي تشكل بالنسبة للجزائر أولوية قصوى أكثر من أي وقت مضى.
ع أسابع