خلفت أحداث العنف التي شهدتها مباراة ترجي قالمة وضيفه إتحاد عنابة، إصابة 9 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 22 و 54 سنة، من بينهم عنصران من رجال الشرطة، ولاعب الإتحاد زبير حراث، ومدرب الحراس سليم مقدات، فيما أوقفت مصالح الأمن 14 شخصا، في إنتظار إحالتهم على الجهات القضائية.
وأشارت المديرية الولائية للحماية المدنية بقالمة في بيان لها، أن الجرحى التسعة تم تحويلهم إلى مستشفى الحكيم عقبي، دون تسجيل حالات خطيرة.الخسائر المادية التي خلفتها هذه الأحداث كانت معتبرة، بفعل أعمال الشغب بعد خروج الأنصار من الملعب، إذ لم يجد العشرات من مشجعي إتحاد عنابة وسائل النقل التي تضمن لهم العودة إلى بونة، ما جعلهم يدخلون في مناوشات مع رجال الشرطة، وقد عمدت وحدات مكافحة الشغب إلى تنفيذ مخطط إستثنائي، من خلال ملاحقة المشجعين انطلاقا من المخرج الشمالي لمدينة قالمة بإتجاه هيليوبوليس سيرا على الأقدام، دون إيجاد وسائل النقل عبر الطريق الوطني رقم 21 بين النشماية وعاصمة الولاية.
المعاينة الميدانية التي قامت بها النصر ليلة الجمعة إلى السبت، تظهر بأن أعالي مدينة هيليوبوليس كانت مسرحا لأعمال تحطيم وتخريب قام بها أنصار إتحاد عنابة، بعد دخولهم في تراشق متبادل مع سكان المنطقة، أدى إلى تحطيم الواجهات الزجاجية لعشرات السيارات والمركبات، بدليل أن الطريق المحاذي لحي الوئام أصبح صعب العبور، بسبب تراكم الزجاج المحطم، فيما تم تخريب إشارات المرور، بينما أقدم أصحاب المحلات على غلق الدكاكين منذ ظهيرة الجمعة إلى غاية صبيحة أمس السبت، تفاديا لأي رد فعل سلبي من الأنصار.معاناة رجال الأمن مع أنصار إتحاد عنابة امتدت إلى مدخل بلدية قلعة بوصبع، أين كانت مجموعة من المشجعين تحاول إعتراض كل سيارة تعبر الطريق الوطني رقم 21، سعيا لإرغام سائقيها على نقلهم إلى عنابة، رغم أن الجهات الأمنية بقالمة اتخذت كافة التدابير، وأجبرت المناصرين على مواصلة السير على الأقدام إلى غاية مرتفع رأس الفج، ليتم هناك التحكم نهائيا في الوضع.رغم كل هذا اكتفى الحكم إبراهيم عبد الرحمان بتدوين الأحداث التي وقعت على مستوى الملعب فقط، حيث سجل التصرف اللارياضي الصادر عن أنصار الفريقين تجاه الرسميين واللاعبين، إضافة إلى التراشق المتبادل بشتى أنواع المقذوفات، دون ذكر تفاصيل الأحداث التي وقعت بعد المقابلة خارج الملعب، وهو ما من شأنه أن يخفف من العقوبة التي ستسلط على الفريقين، إذ أن لجنة الانضباط التابعة لرابطة وطني الهواة، ستدرس الملف في اجتماع الغد، بمراعاة محتوى ورقة اللقاء، وتقرير الحكم الرئيسي والمحافظ كريم محرزي، والمعطيات الأولية توحي بأن ترجي قالمة وإتحاد عنابة سيعاقبان بمباراة واحدة دون جمهور، وغرامة مالية بقيمة 4 ملايين سنتيم، طبقا للمادة 49 من القوانين العامة للفاف، وهي العقوبة التي سيتم الإعلان عنها يوم الأربعاء القادم، والتي على ضوئها سيرغم الإتحاد العنابي على استقبال إتحاد خنشلة بدون جمهور، كذلك الشأن بالنسبة للترجي في مقابلته أمام الموك.
صالح فرطــاس
