حرفي جبس يكشف تفاصيل مثيرة عن تجنيده في داعش وهروبه من الموصل
قضت أمس، الأربعاء محكمة الجنايات بقسنطينة، بعقوبة السجن النافذ بثلاث سنوات واحدة منها غير نافذة، في حق شاب من ولاية قالمة التحق قبل عامين بالتنظيم الإرهابي المسمى داعش بالموصل، ثم فر بعد أن اكتشف حقيقة هذا التنظيم الإرهابي.وقائع القضية، وبحسب ما دار في أطوار المحاكمة تعود إلى سنة 2015، أين قام المسمى “ز- ل" في الثلاثينات من العمر، بالالتحاق بالتنظيم الإرهابي المسمى داعش بمعقله بمدينة الموصل بالعراق، بعد أن أقنعه صديقه وزميله في مهنة النقش على الجبس بولاية قالمة “ق . ب“ بالانضمام إليه، حيث صرح المتهم أمام القاضي بأنه توجه عبر مطار عنابة إلى اسطنبول، أين التقى بأحد الإرهابيين الذي قام بتجميع العديد من الأشخاص من جنسيات مختلفة في مدينة على الحدود السورية، ليتم نقلهم بعدها إلى منطقة التل الأبيض، أين تمت مصادرة هواتفهم النقالة وجميع الوثائق التي تثبت هويتهم وكذا جواز السفر، كما تم أيضا إطلاق كنية “أبو زينة” عليه نسبة إلى ابنته.
ويسرد المتهم في اعترافاته أمام القاضي، بأن جميع المجندين في صفوف التنظيم لم يكونوا على علم بالمكان، الذي سيتم نقلهم إليه، حيث ذكر بأنه تفاجأ بنقله من سوريا إلى العراق، بعدما كان يظن أن مقره سيكون بمدينة الرقة وفقا لما أكده له صديقه، الذي أقنعه بالالتحاق بصفوف داعش، كما أوضح بأن الشكوك بدأت تراوده خلال تلك الرحلة التي عاين فيها بأم عينه مشاهد الخراب والدمار التي حلت بالبلدين مثلما قال. ويكشف المتهم في رده لسؤال القاضي حول الأسباب، التي دفعته إلى الهروب من الموصل بعد التحاقه بمحض إرادته بها، حيث ذكر بأنه “اكتشف الحقيقة وساوره الندم”، بعد أن شاهد ممارسات لا تمت بصلة إلى الدين الإسلامي، بدءا بأخذ ونهب أموال الناس والمسلمين بالقوة و دون أي وجه حق، وصولا إلى اغتصاب وسبي النساء تحت غطاء الجهاد في سبيل الله، كما صرح بأنه تدرب لمدة أسبوع على استعمال سلاح الكلاشنيكوف وكذا القنابل الدفاعية والهجومية، ليقرر بعدها الهروب بعد أن تحجج بضرورة الحصول على إجازة للعودة إلى سوريا للبحث عن أخيه وأصدقائه، حيث ساعده كما قال، أحد المشايخ الشرعيين المسمى أبو علي و الذي تعاطف معه ومنحه رخصة السفر إلى الرقة برفقة شخصين من جنسية خليجية.وأضاف، بأنه التقى بمدينة الرقة بالإرهابي المسمى أبو دجانة، ثم التقى بعدها بالمسمى “القريني» والذي قتل فيما بعد في الحرب، حيث قال بأنه أبلغه بندمه على الانضمام إلى التنظيم ولابد أن يعود إلى أرض الوطن، قبل أن يتعرف على سوريين من الجيش الحر بمدينة حلب، الذين قاموا بمساعدته في تجاوز الحدود والوصول إلى تركيا، بعد مكوثه لتسعة أشهر، ليتنقل بعدها كما صرح إلى السفارة الجزائرية باسطنبول، أين سلم نفسه و تم التكفل بعملية ترحيله إلى الجزائر ومن ثم توقيفه بمطار هواري بومدين بالعاصمة، لكن القاضي واجهه بعدم وجود أي وثائق تثبت توجهه إلى السفارة.
النائب العام أكد في مرافعته، بأن جميع التهم الموجهة إلى المتهم ثابتة في حقه كونه اعترف بجميع الوقائع المنسوبة إليه، لاسيما التحاقه بمعقل التنظيم الإرهابي في الموصل، ليلتمس تسليط عقوبة السجن المؤبد، فيما ذكر الدفاع بأنه لا يمكن أن تعالج هذه القضية في قانون العقوبات، بل يجب إدراجها ضمن قانون السلم والمصالحة الوطنية، كون موكله سلم نفسه للسفارة الجزائرية ويوجد بحسبه أدلة مادية تثبت صحة كلامه، ليدين القاضي المتهم بعد المداولة بجناية الانخراط في جماعة إرهابية ويسقط عنه تهمة الإشادة.
لقمان/ق