جنايـات قسنطينـة تدين الإرهابـي مصعب أبوعبيدة بالمؤبد
أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، أول أمس الخميس، حكما بالسجن المؤبد، ضد الإرهابي المكنى «مصعب أبو عبيدة»، الملتحق بالجماعات الإرهابية الناشطة عبر السلاسل الجبلية الممتدة من ولاية جيجل إلى منطقة جبل الوحش بولاية قسنطينة، منذ سنة 2001، و المعترف بالمشاركة في العديد من العمليات الإجرامية، فيما أدين شخصان آخران اتهما بكونهما عنصري إسناد للتنظيمات الإرهابية، بالسجن النافذ لمدة 5 و 7 سنوات.
المحاكمة التي جرت بحضور أمني مكثف، تتعلق بقضية محاولة اختطاف أحد الفلاحين من بلدية بني حميدان خلال سنة 2013، و المتابع فيها المسمى «ب م» المكنى «مصعب أبو عبيدة»، من مواليد سنة 1980 بمدينة قسنطينة، رفقة شخصين آخرين، هما المسمى «ز ش ع» من منطقة بني والبان بولاية سكيكدة، و كذا المدعو «ش ح» المنحدر من بني والبان و الساكن ببلدية بني حميدان بقسنطينة، و المتابعان بجناية المشاركة في محاولة الاختطاف بالعنف بدافع تسديد فدية و تشجيع الأفعال الإرهابية بتمويلها و تموينها إضافة لجنحة عدم التبليغ عن جناية.
المكنى «مصعب أبو عبيدة» المقبوض عليه من طرف مصالح الأمن بتاريخ 26 أكتوبر 2015، و الذي ذُكر خلال جلسة المحاكمة، أنه كان أميرا على أحد التنظيمات الإرهابية، التي كانت تنشط بين منطقتي السدات بولاية جيجل و جبل الوحش بولاية قسنطينة، حيث اعترف خلال جميع عمليات التحقيق أنه التحق بالجماعات الإرهابية في سنة 2001، و شارك منذ ذلك الوقت، في العديد من العمليات الإجرامية و الأفعال الإرهابية، و ذكرها بالتفصيل خلال التحقيق القضائي و الابتدائي. أما بخصوص واقعة الحال، فأكد أن مجموعته الإرهابية، المكونة من إرهابيين يكنون بـ «يوسف» و «أبو البراء» و «أبو الفتح» و «القعقاع»، كانت قد قامت خلال شهر رمضان من سنة 2013، بمحاولة اختطاف أحد المواطنين من بلدية بني حميدان بقسنطينة، و ذلك بغرض طلب فدية تقدر بـ 5 ملايير سنتيم. و ذكر بأن المسميين «ش ح» و «ز ش ع»، ساعدا في التدبير لعملية الاختطاف، من خلال التواصل مع الإرهابيين و الالتقاء معهم في أحد المناطق النائية، أين كلف أحدهما و هو المدعو «ش ح» بمراقبة المواطن، الذي تخطط الجماعة الإرهابية لاختطافه، و قد اعترف خلال التحقيقات بالتهم المنسوبة إليه، كما اعترف بالتقاء الإرهابيين الذين كلفوه بمراقبة الشخص الذي حاولوا اختطافه، فيما تراجع خلال الجلسة عن بعض أقواله، أما المتهم الثاني بالدعم و هو المسمى «ز ش ع»، فقد أنكر جميع التهم الموجهة إليه، و أكد خلال الجلسة عدم علمه بالسبب الذي دفع الإرهابي المكنى «مصعب أبو عبيدة» بذكر اسمه في القضية.
و تعود وقائع الحادثة إلى إحدى ليالي شهر رمضان من سنة 2013، حين كان المدعو «ع خ» متوجها إلى المنزل عن طريق سيارته بعد تفقد المزرعة التي تعود ملكيتها لوالده، حيث باغته عدة أشخاص يحملون أسلحة و قدموا أنفسهم على أنهم عناصر من الأمن، و طلبوا منه مرافقتهم حيث وضعوه في الجهة الخلفية من السيارة، بعد أن كبلوا يديه، و حاول أحدهم القيادة، غير أنهم لم يستطيعوا تشغيل السيارة، عندها طلبوا منه تشغيلها، و حينها قام برمي المفاتيح و بدأ في الصراخ، إلى أن سمعه بعض السكان و قاموا بتحريره و نقلوه إلى الدرك الوطني، فيما لاذ الإرهابيون بالفرار، و قد تطابقت هذه التصريحات بين ما أدلى به الضحية و المتهم المكنى «مصعب أبو عبيدة»، الذي حاول خلال الجلسة إنكار مشاركته في هذه الواقعة، و قال بأنه كان على علم بها فقط و لم يكن متواجدا مع الجماعة التي نفذتها، في حين أكد الضحية أنه تعرف على هذا المتهم، الذي كان حسبه أحد الأشخاص الذين حاولوا اختطافه.و قد التمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة السجن المؤبد في حق المتهم «ب م» في جناية حمل أسلحة حربية و ذخيرة من الصنف الأول بدون رخصة من السلطة المؤهلة قانونا و محاولة الاختطاف بالعنف بدافع تسديد فدية و جناية الانخراط في جماعة إرهابية بغرض بث الرعب في أوساط السكان و خلق جو انعدام الأمن، فيما التمس عقوبة السجن النافذ 20 سنة ضد المتهمين «ش ح» و «ز ش ع» عن جناية المشاركة في محاولة الاختطاف بالعنف بدافع تسديد فدية و تشجيع الأفعال الإرهابية بتمويلها و تموينها و جنحة عدم التبليغ عن جناية.
ق ـ م