أجرت الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، أمس الأربعاء، عملية القرعة الخاصة بتوزيع الحيز الزمني المخصص للتعبير المباشر في وسائل الإعلام العمومية بقاعة سينما الجزائرية وسط العاصمة بحضور ممثلي الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة.
وقال ممثل رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات علي غرزولي، مسؤول الإعلام بالهيئة، في كلمة له بالمناسبة أن التقنية التي ستستعمل في عملية القرعة هذه ستوفر الفرصة لجميع المترشحين بشكل منصف وعادل لأنها تعتمد خيارا رياضيا وعلميا.
وتعتمد علمية القرعة بالنسبة لتوزيع الحيز الزمني على الأحزاب بناء على عدد القوائم التي قدمها كل حزب سياسي، أي أن حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي سيحصلان مثلا على أكبر عدد من الوحدات بالنظر لكونهما قدما أكبر عدد ممكن من القوائم، أي في كل ولايات القطر وفي الخارج، والعكس صحيح.
وفي المجموع سيتم تقديم ساعتين يوميا من التدخلات المباشرة لممثلي الأحزاب عبر أربع قنوات وطنية هي التلفزيون، والقنوات الإذاعية الأولى، الثانية والثالثة، وتبلغ مدة الوحدة الواحدة ( أي مدة التدخل) خمس دقائق، كل هذا مضروب في عدد أيام الحملة الانتخابية وهي 22 يوما، ما يعطي 44 ساعة طيلة مدة الحملة في كل قناة، أي 528 وحدة في كل قناة بمعنى آخر. والتقنية المستعملة في هذا النوع من القرعة معمول بها على المستوى الدولي، حيث وضع المنظمون ثلاث علب، الأولى بها أوراق خاصة بأسماء الأحزاب، الثانية الوحدات، والثالثة الأيام، في البداية يسحب اليوم الخاصة بالحملة ثم الحزب لتعطى بعده الكلمة لممثل الحزب ليختار كم وحدة يريدها في ذلك اليوم وفي الوسيلة الإعلامية المعنية، وهذه العملية تأخذ وقتا كبيرا لذلك طلب من ممثلي الأحزاب الكبيرة التي أودعت أكبر عدد من القوائم الصبر، بينما انتهت بعض الأحزاب الصغيرة من العملية في ظرف قياسي.و يكون الحد الأدنى من الوحدات التي يمكن لحزب ما أودع أقل عدد من القوائم وحدة واحدة، أي خمس دقائق في القنوات الأربع، بينما أكبر عدد من الوحدات هو 29 وحدة وقد عادت لكل من الآفلان و الأرندي، وحصل حزب العمال على 22 وحدة، و الأفافاس على 19 وحدة، وهذا طبعا يعتمد على عدد قوائم المترشحين المقدمة.
و يمكن لحزب ما من الأحزاب التي لم تقدم قوائم عديدة استهلاك جميع الوحدات في يوم واحد عبر القنوات المذكورة، إذا اختار ممثل الحزب الحاضر في عملية القرعة ذلك.في ذات السياق، ذكر عضو الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات مصطفى شعشوع أن الوحدة- أي التدخل المحدد بخمس دقائق فقط يبث عبر القنوات الأربع المذكورة سلفا، ويمكن إعادته في القنوات التلفزيونية العمومية الأخرى.يذكر أن عملية تسجيل التدخلات المباشرة عبر القنوات ستتم في قاعة خاصة مجهزة بقصر الأمم بنادي الصنوبر، حيث وضعت وزارة الاتصال والهيئة العليا لمراقبة الانتخابات إمكانات مادية متطورة هناك.وتعتبر عملية القرعة الخاصة بتوزيع الحيز الزمني للتدخل المباشر عبر القنوات العامة آخر مرحلة في إطار التحضير للاقتراع بالنسبة للهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، ويبقى لها فقط السهر على السير الحسن للحملة التي ستنطلق الأحد المقبل، ثم السهر على علمية الاقتراع.
إلياس - ب