* لولا قوة وحدة الجزائريين لما فكّر الأعداء في زرع الفتنة بينهم
أكد الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس الأربعاء، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هو رجل المصالحة والإستقرار وأن إرادته السياسية سمحت عبر المصالحة الوطنية والتعديل الدستوري بتحرير قضايا الدين والهوية واللغة من مستنقع المزايدة السياسية والارتقاء بها ـ بعد تثبيتها في النص القانوني الأول للبلاد ـ إلى الفضاء الأكاديمي والعلمي حتى يتمكن أهل الإختصاص من تناولها بموضوعية تخدم وحدة الشعب ومصلحة الوطن، مبرزا أن الوطنية عند الجزائريين تعني حب الجزائر وليس كراهية الغير.
وأضاف الوزير الأول عبد المالك سلال أمس خلال كلمته التي ألقاها أمام ممثلي المجتمع المدني بقاعة المحاضرات بمسجد ابن باديس بوهران، أن التعديل الدستوري رسخ التمسك بالهوية الوطنية والمرجعية الدينية الجزائرية واللذان هما الحصن المنيع في وجه الفتنة والمذاهب الشاذة.
وأوضح سلال أن نعمة الأمن والإستقرار التي ينعم بهما الشعب الجزائري، لا يجب أن تقود لإغفال خطورة التفرقة والحقد، محذرا من أن ثمن التلاعب بالثوابت الوطنية يكون باهظا، لأن التمسك بهذه التوابث وبالهوية الوطنية هو أساس اللحمة والمصير المشترك للجزائريين. وأبرز الوزير الأول أنه حان الوقت لوضع اليد في اليد من أجل العمل سويا مثلما فعل الأجداد كي لا يرتبط الإسلام بالإرهاب، ولا الإقتصاد بالإستيراد ولا الثقافة بالترجمة، و قال في هذا الصدد «لولا قوة وحدتنا لما فكر أعداؤنا في تفرقتنا ونشر الفتنة بيننا». ومن جانب آخر، قال الوزير الأول أنه تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، شرعت البلاد في تشييد جزائر القرن الواحد والعشرين، أي جزائر ما بعد البترول والمنافسة وجزائر التقدم و الازدهار، و أوضح بأن تقدم البلاد لن يكون إلا إذا تحقق الإنسجام والتجانس التنموي بين كل ولايات الوطن، وأن تنويع الاقتصاد الوطني وتوجيهه نحو قطاعات الإنتاج والخدمات أضحى أمرا حتميا تدركه السلطات العمومية وتهيئ له كل شروط النجاح وهذا بعدم التفرقة بين القطاع العمومي والقطاع الخاص، فالأساس هو القدرة على إختراق الأسواق العالمية، وكذا تحسين مناخ الأعمال وتبسيط الإجراءات والعمل على التغيير الجذري لعقليات وردود الفعل السلبية والتهرب من المسؤولية سواء كان لدى الموظف البسيط أو حتى عند الوزير.
المشاركة القوية في التشريعيات تحصين لاستقرار البلاد من جانب آخر، أفاد سلال أن المشاركة الواسعة في التشريعيات المقبلة هي تعبير عن الوعي و قوة الحس المدني، كما هي تحصين لاستقرار البلاد، وهي أيضا مساهمة هامة في مسيرة الأمة، و من ثمة يجب على جميع الجزائريين المشاركة في إقتراع يوم 4 ماي المقبل، بكل جدية ومسؤولية.
وكان الوزير الأول خلال زيارته الميدانية أمس لوهران قد حرص على حث الشباب الذين إلتقاهم في مختلف المصانع والمشاريع التنموية، على ضرورة الذهاب لمكاتب التصويت لإختيار ممثليهم في البرلمان القادم، مشيرا إلى أن الاختيار يجب أن يكون على أساس المفاضلة بين البرامج والتشكيلات السياسية وكذا الإنجازات.
كما دعا سلال في كلمته لمحاربة الفكر الذي يكتفي بالنقد ويدفع المجتمع لليأس ولإستقالة المجتمع. ولتجاوز هذا الوضع، قال يجب أن يبرهن الجزائريون يوم 4 ماي المقبل على افتخارهم بجزائريتهم الغنية والمتنوعة والمتحدة.
وأضاف سلال أن زيارته لوهران جاءت محصورة بين يومين يرمزان لنضال الجزائر من أجل تثبيت هويتها ألا وهما يوم العلم وذكرى الربيع الأمازيغي، اللذان دافع عنهما الشعب الجزائري إلى جانب الإسلام وهي الثلاثية التي تصنع ثوابته ومقومات شخصيته وتجعل من الجزائريين رجالا أحرارا، عبر العصور، مضيفا أنه رغم كل هذه التضحيات ظل الشعب الجزائري متسامحا ومتفتحا على الثقافات الأخرى وأبعد ما يكون عن العنصرية. وذكّر سلال بإنتفاضة سكان ورقلة خلال الستينيات وهي الهبة التي حالت دون فصل الصحراء عن باقي الجزائر وبالتالي أحبطت مخططات المستعمر.
كما تطرق الوزير الأول للمعاناة التي كانت تؤرق الوهرانيين خلال العقود الماضية خاصة فيما يتعلق بتوفير المياه الصالحة ، و التي انفرجت منذ مجيء رئيس الجمهورية وتعتبر من أبرز إنجازاته بالولاية، وهي شاهد ملموس على وفاء عبد العزيز بوتفليقة بوعوده التي قطعها لسكان الباهية، و قال سلال «أنا جد مرتاح لأني أعرف صراحة وإنسجام سكان وهران مع تطور البلاد».
هوارية ب